زنوبيا دكت حصون داعش، وعالم الآثار خالد الأسعد عيونه خضر / د. يحيى محمد ركاج

 

د. يحيى محمد ركاج* ( سورية ) الإثنين 28/3/2016 م …

* باحث في السياسة والاقتصاد (سورية)

 لو أدرك الأغبياء معنى الحضارة لما تجرؤوا أن يقفوا بجوار عظمتها ولا حتى المرور على بعد آلاف الكيلومترات منها.

لو شاء للتاريخ أن يُعيد من رحلوا لعاد أورليان من تحت أنقاض القرن الثالث للميلاد ليقول لهؤلاء الأوغاد احذروا غضب زنوبيا وأحفادها، فلا أحد يهزمهم. فعقيدتهم أن لا يشتموا إلهاً لا يعبدونه، فلا تستهينوا بحضارة لم ولن تفهموها ومجدٍ لن تبلغوه ما حييتم.

لقد زحفت ديدان الأرض على تدمر مملكة الحضارة المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، وحاولوا إسقاط حضارتها من أجل بناء ملك زائف لهم، فكانت همجيتهم مقابل عراقتها، ونذالتهم مقابل كرمها وحسن ضيافتها، وغدرهم مقابل وفائها، ورغم أنها فتحت ذراعيها بالمحبة والسلام، أبى زائروها إلا الغدر والخيانة.

إن بداية الغدر والخيانة تمثلت في قتل عجوز طاعن في السن يافع بالحضارة مخضرم بالثقافة موسوعة في التراث والآثار واللغات إنه العالم السوري خالد الأسعد صاحب الجوائز الدولية والمتحدث الأخير باللغة الآرامية السورية الأصلية، ليكون المسمار الأهم في حصون الدواعش الهمج، حيث تتالت بعدها الأحداث والعمليات والتي ترجمها لنا حماة الديار بواسل الجيش العربي السوري في هذا اليوم الموعود الذي نهضت به زنوبيا وتحدثت به كنوز خالد الأسعد بلغة سورية أصيلة معلنة عروبة سورية وعراقتها وأصالتها، ومتبرئة من الإسلام السياسي الذي رعاه الصهاينة ودعمته الولايات المتحدة الأمريكية.

عادت تدمر لحضن الدولة السورية وقامت من جديد زنوبيا منتصرة مزهوة بانتصارات حماة الديار، ورفع الشهيد القديس عالم الآثار خالد الأسعد العلم السوري الدستوري ومعه رجال صدقوا  ما عاهدوا الله عليه، يعلنون بقلوبهم وحناجرهم: سورية للسوريين، سورية الأسد حاضنة القومية العربية ومولد التاريخ ومركز الجغرافيا.

لقد شكل تحرير تدمر – باعتبارها مركز الثقل الجغرافي لسورية في وسط بادية الشام، والتي من خلالها يستطيع حماة ديارنا وحلفائهم الوصول بيسر وسهولة نحو الرقة ودير الزور والغوطة الشرقية لريف دمشق، وريفي السويداء ودرعا-  المسمار الثاني في حصون داعش، إذ قطعت عليهم طريق الدولة المزعومة، وانتقلت بهم إلى كينونة الدفاع عن وجودهم وأرواحهم، خاصة بعد أن كان نشاطهم يهدف إلى سلبنا وجودنا: أرواحنا وعروبتنا.

اليوم لقد قامت زنوبيا من جديد وانتعش معها علماء سورية الأفاضل.

اليوم نعيدها للملأ: عشتم وعاشت الجمهورية العربية السورية.

قد يعجبك ايضا