يقتلون الكايد.. ويئدون «عزيزة» / د. فايز رشيد

 

د. فايز رشيد ( الأردن ) الثلاثاء 16/8/2016 م …

المحاكم في دولة الاحتلال الصهيوني خاضعة للدولة، وللمخابرات «الإسرائيلية»! في سابقة هي الأخطر، قامت المحكمة العليا في الكيان، بتحديد جلسة استماع بتاريخ 5/10/2016 للنظر في الالتماس الذي قدمته «مؤسسة الضمير» ضد قرار الاعتقال الإداري، الذي أصدرته قوات الاحتلال بحق المعتقل بلال كايد ولمدة ستة شهور، بعد قضاء محكوميته في السجن 14 عاماً ونصف العام. قرار المحكمة العليا في الكيان بتحديد جلسة بعيدة للكايد بعد مضي شهرين تماماً على إضرابه عن الطعام، يؤكد من جديد أن المنظومة القضائية الصهيونية، بشقيها المدني والعسكري، وبمختلف درجاتها تفتقد لأسس العدالة، وتنكر على الإنسان الفلسطيني حقه في الحياة والكرامة الإنسانية.

لقد قدمت «منظمة أطباء بلا حدود»، للهيئات الدولية لحقوق الإنسان، مذكرة حول لا قانونية استمرار تقييد المعتقل كايد (بتكبيل يده اليمني وقدمه اليسرى بالسرير)، ومنع أطباء خارجيين من زيارته، والوقوف على حقيقة وضعه الصحي، وأكد المعتقل بلال لمحامية «الضمير» أنه لم يلتق بأي طبيب خارجي سوى طبيب اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وترى «الضمير» أن انعدام المحاسبة والمساءلة الدولية ل «إسرائيل»، جراء انتهاكاتها الصارخة لمقتضيات القانون الدولي الإنساني عامة، وتلك المتعلقة بممارسة الاعتقال الإداري خاصة، هي التي شجعت المحكمة العليا «الإسرائيلية» على اتخاذ مثل هذا القرار. وهي السبب أيضاً، وراء قيام دولة الاحتلال بممارسة الاعتقال الإداري بوتيرة أعلى، وبحق معتقل أمضى مدة محكوميته.

نعم، يواصل المعتقل الإداري بلال كايد إضرابه المفتوح عن الطعام. وقد أكد لمحامية «الضمير» سحر فرنسيس أثناء زيارتها له قبل أيام في مستشفى برزلاي، أنه يرفض إجراء أي فحوص طبية وعلاجية، كما يرفض أخذ الفيتامينات والمدعمات، وأنه يتناول الماء مع كمية قليلة من الملح والسكر، وفي حالات الضرورة القصوى يتناول فيتامين. يعاني الكايد من أوجاع مستمرة في كافة أنحاء جسده، في الرأس، انقباضات في الكلى، فقدان مستمر في الوزن واصفرار في الوجه. كما يشكو من أوجاع في عضلات اليدين والقدمين. ولم تستجب قوات مصلحة السجون لطلب استبدال القيود، ونقلها من يده اليمنى إلى يده اليسرى لتخفيف الألم، إضافة إلى إبقاء السوار الإلكتروني المربوط بجهاز الإنذار على يده اليمنى طوال الوقت. أسمعتم في التاريخ عن فاشية كهذه؟ أين هي منظمات حقوق الإنسان والدفاع عن الأسرى؟ لقد دوشونا أثناء احتجاز شاليط في فندق عشرة نجوم! قامت الدنيا ولم تقعد. البيانات صدرت من البيت الأبيض و10 داوننغ ستريت ومن عواصم عالمية عديدة، تطالب بإطلاق سراحه! أين الأمم المتحدة ؟ إنهم باختصار يقتلون بلال الكايد، على مرأى ومسمع من كل دول العالم، ولا أحد يتحرك!.

تصوروا خمسة جنود صهاينة يقفون على جوانب حفرة، جهزت حديثاً، يراها الأسرى الفلسطينيون في سجن عسقلان المجاور، من نوافذ معتقلهم. تموء القطة (عزيزة) وجعاً وحسرة بين أيدي الجنود، هي مقيدة في يديها وقدميها بحبل متين. وهي عادة تطبقها «إسرائيل» على المعتقلين، وآخرهم بلال الكايد. يضحك الجنود بصوت عال محاولين لفت انتباه المساجين كي ينظروا. عيون الآخرين تدر دموعاً ساخنة ألماً على عزيزة، وقد خدمتهم طويلاً، في نقل الرسائل بين المعتقلين في مهاجعهم. يربط المعتقلون الرسائل المكتوبة على ورق السجائر الرقيقة، بخيط يعلقونه على رقبتها، دون التأثير عليها. يصفر لها المعني بتلقي الرسالة. تقبل عزيزة عليه بوجه يمور سعادة انتظاراً لقطعة لحم شهية، تتناولها من يده، ولم يكن بالأمس قد أكلها، أبقاها خصيصاً لعزيزة. يقبل سجان عبر مدخل السجن، يحمل في يديه سطلاً بلاستيكياً، ملأه من ورشة قريبة لبناء المزيد من الزنازين، وقد اكتظت القديمة منها بالسجناء الجدد. يلقي جندي بعزيزة في حفرة الإعدام. يتشاركون جميعهم في إهالة الباطون عليها. يصرخ المعتقلون بأعلى أصواتهم. يضج الجنود والسجان بهيستيريا ضاحكة. ما سبق، ليس مقطعاً من مشروع مسرحية أكتبها! بل تحوير لحدث حقيقي جرى حقيقة في سجن عسقلان للقطة عزيزة، أورده الكاتب سمير الزين في مؤلفه بعنوان (سمير القنطار.. قصتي).

اغتيال القطة المسكينة عزيزة وبهذه الطريقة القبيحة البشعة جاء عقاباً لها على مساعدتها للأسرى الفلسطينيين! أراد القتلة أيضاً من اغتيال عزيزة إفهام الأسرى، بأن الكيان لن يتوانى عن إعدامهم أحياء، وبذات الطريقة!.

 

قد يعجبك ايضا