زمـــــــــن   الـــتـــفـــاهـــة ( شعر ) / عــبــدالناصر عــلــيوي الــعبيدي

عــبــدالناصر عــلــيوي الــعبيدي ( العراق ) – الجمعة 26/4/2024 م …




ولــكَمْ تَــصَدَّرَ فــي الأنــامِ جَهُولُ

سَــمِــجٌ غــبــيٌّ تــافــهٌ مــخــبولُ

مَـــعَ  أَنَّـــهُ  يَــدري بــأَنَّهُ كــاذبٌ

يُــرْغِــي ويــزبدُ لــلحديثِ يُــطِيلُ

وكــــأَنَّــهُ  (قِـــسٌّ) وأنَّ كــلامَــهُ

حـــقٌ  لـــهُ فــي الــعالمين قــبولُ

ويَــظنُّ  أنَّ الــناسَ خُــرْقٌ سُــذَّجٌ

يَــغْــويهمُ الــتَّــزْيِيفُ والــتــضليلُ

لا يــا رويبضُ أنت مَحْضُ سَبَهْللٍ

صــوتٌ يــجعجعُ أخــرجتْهُ طبولُ

فــلربَّما تَــحْلوا الــطبولُ لــراقصٍ

ولــربَّــما يــهوى الــهراءَ فــصيلُ

لــمّا رأُوا الــطاووسَ يَنفشُ ريشَهُ

فــعــلاهــمُ الــتــكــبيرُ والــتــهليلُ

كَمَن اشترى كوبَ الشرابِ برَغوَةٍ

ظــــنًّــا  بــأنَّــهُ مُــتْــرَعٌ وثــقــيلُ

لــكنْ تَــبيّنَ فــي الــحقيقةِ نــاقصٌ

وبـــأنَّ  مــخزونَ الــشرابِ قــليلُ

ومَن  اشترى بالأمسِ أصبحَ نادماً

وقـــد  اعــتــرتْهُ حَــيرةٌ وذهــولُ

مــا زاد فــي عــددِ الأســافلِ تافهٌ

وأقــلَّ  مــن عــددِ الــكرامِ بــخيلُ

لــيسَ  الــرجالُ بما تقولُ وتشتهي

بـــلْ  إنَّ أفــعــالَ الــرجالِ تــقولُ

بــالأمسِ كــنتَ مــشرَّداً مــتسكِّعاً

لــكَ فــي الــقمامةِ مــرتعٌ وطلولُ

وتــنــامُ مــنتشياً بــنكهةِ عــطرِها

وعــلــيكَ  شُــرَّادُ الــكلابِ تــبولُ

والــيومَ  تــأتي كــالأميرِ مُــفاخراً

ويــســيرُ خــلــفكَ تُــبّــعٌ وذيــولُ

هــذا لــعمري سَــقْطَةٌ مــفضوحةٌ

وكــأنَّــما  هـــذا الــزّمــانُ عــليلُ

ومــكارمُ الأخــلاقِ أمــستْ سُــبَّةً

والــقبحُ فــي هــذا الــزمانِ جميلُ

تــباً  لــمنْ غَــابَ الــكريمُ بــحيّهمْ

والــتافهُ  الــرِّعْدِيدُ بــاتَ يــصولُ

إنْ مــرَّ ســيلٌ قــدْ رمــى بــغثائهِ

إنَّ الــغــثاءَ مــع الــزمانِ يــزولُ

———————

 

 

قد يعجبك ايضا