سورية اللا ديمقراطية … ! / غسان يوسف

 

غسان يوسف ( سورية ) الثلاثاء 19/4/2016 م …

قوات سورية الديمقراطية ) هو اسم التشكيل العسكري التي تسيطر عليه ما تسمى وحدات حماية الشعب والتي أسسها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يرأسه صالح مسلم .

الاسم بحسب المحللين السياسيين الأمريكيين يحمل  دلالة سياسية كبيرة لأن الولايات المتحدة ظلت تبحث عنه طيلة سنوات الأزمة السورية في صفوف المعارضة المسلحة دون أن تجده، بعدما غلب طابع التطرف على الحركات والمنظمات الإسلاموية .

الخطر لهذا التشكيل يكمن في وقوف الولايات المتحدة وإنشائه ودعمه وإعطائه تسمية في الأساس تحمل معنى انقسامي!

لا يخفى على متابع أن الهدف الحقيقي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة الأميركية في سورية هو التقسيم ويبدو أنها وجدت ضالتها في حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يرأسه صالح مسلم هذا الشخص المعروف بدهائه والذي عمل على إقامة حبال الود مع تركيا والمجموعات الإرهابية في بداية الأزمة، لكن تضارب مصالح تركيا مع الأكراد ومع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتبنى عقيدة حزب العمال الكردستاني جعلت مسلم يدير الظهر إلى تركيا وينسق تنسيقا كاملا مع الأمريكان ومن ثم مع الروس .

أعلن قيام الإدارة الذاتية في …. ومن ثم أعلن الفيدرالية ، ففي مقابلة لصالح مسلم على قناة فرانس 24 سألته المذيعة هل ستسمحون للجيش السوري بدخول الأراضي التي تستولون عليها ، قال لا لأننا نعتبر أن جيش الظام هو المشكلة لأنه يريد أن يفرض قوانين الدولة السورية ، ومن هنا نرى أن مسلم يعمل على الإنفصال الكامل عن الدولة وكل من يراهن على هذا الثعلب سيكون خاسرا .

الولايات المتحدة التي شعرت بالخطر جراء الدخول الروسي إلى سورية ، بدأت تسابق موسكو بإحراز نصر على “داعش” بغية استثماره سياسيا من جهة، والحيلولة دون خروج أراض من تحت عصابات داعش لصالح الجيش السوري في المستقبل.

الخطة الأمريكية تهدف إلى الاستيلاء على محافظة الحسكة بكاملها ودير الزور والرقة ومد الشريط الكردي من القامشلي إلى عفرين ما يعني قيام دولة جديدة باسم سورية الديمقراطية يهيمن عليها الأكراد وكل من يوالي الولايات المتحدة من العرب.

لتبقى هناك سورية لا ديمقراطية وهي الدولة الرسمية !

قد لايعجب البعض هذا الكلام الذي ليس تكهنات ولا تخيلات، إنما هو معلومات من دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة التي ما فتئت منذ حرب تشرين وهي تضع سيناريوهات التقسيم للمنطقة كخطة كيسنجر وأفكار برنارد لويس وبغينو بريجينسكي .

قوات سورية الديمقراطية أطلقت جناحها السياسي تحت اسم مجلس سوريا الديمقراطي DSA. ويتكون المجلس من مكونين رئيسيين; الأول، ممثلين عن المجموعات الكردية المختلفة التي تسيطر على شمال سوريا

أما المكون الثاني لقوات سوريا الديمقراطية فهو شبكة واسعة من السوريين اليساريين والناشطين العلمانيين، معظمهم مرتبط بطريقة أو بأخرى بهيثم المناع،

عدم توافق مصالح جماعة المناع والكتلة الكردية بشكل كامل، أدى إلى استقالة مناع بعد أن أحس أنه لم يكن سوى حصان ركوب للوصول إلى الهدف الحقيقي ليس له به ناقة ولا جمل إلا تفتيت وتقسيم سورية .

قد يعجبك ايضا