التشفّي بتوفيق عكاشة / غازي مرتجى

 

غازي مرتجى ( فلسطين )  السبت 5/3/2016 م …

يوم أن طالبت إحدى الصحافيات المصريات نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال بضرب غزة وشكرته على مجازره التي قام بها جيشه في شوارع القطاع لم تُمهلها كلماتها اللا إنسانية في المقام الأول والمُتنكرة لعروبتها وقوميتها ووطنيتها فأصيبت بمرض “غريب” لم يتمكن الأطباء من تشخيصه وماتت على الفور .

قد تكون تلك الحادثة بحت مُصادفة وقد نُسميها “نهاية خائن” لكن خبر وفاتها في حينه أسعدَ كل طفل بُترت إحدى أطرافه بصواريخ نتنياهو التي شكرته وأُسرة كل شهيد قتلته قذيفة دبابة تتبع لنتنياهو الذي شكرته وعائلة كل أسير أبعدته عنجهية نتنياهو الذي شكرته ..

لم تكن عزّة سامي (وهي الصحفية المقصودة) الوحيدة التي شكرت نتنياهو وإن اختلفت صيغ الشكر والتشجيع .. فكان الأشد وطأة من صواريخ نتنياهو وقذائفه كلمات الصحفي المصري توفيق عُكاشة عندما تحوّلت قناته إلى قناة ناطقة باسم المستوطنين – حتى أن بعض القنوات العبرية كانت تنتقد جيشها في حال ارتكابه مجازر مروعة أو كنوع من المناكفة الداخلية لنتنياهو – إلاّ أن توفيق عكاشة تحوّل الى ناطق أول باسم الجيش الاسرائيلي وحمل على عاتقه مهمة الدفاع عن نتنياهو ومجازره .

نهاية عُكاشة والفيديو المُذّل الذي عرضه الزميل الاعلامي يوسف الحسيني وهو يتذلّل لمن تُشبهه في الموقف من فلسطين “لميس جابر” ليعتذر لمجلس الشعب المصري وأنه التقى السفير الإسرائيلي بحُسن نية تصلح للتشفّي به !

لم يُعاقب الإعلام المصري المحترم ولا الجماهير المصرية العروبية الأصيلة ولا النظام المصري القومي توفيق عُكاشة على جلسته مع السفير الاسرائيلي فقط بل استذكروا له مشاعره اللا إنسانية وحسّه اللاوطني إبان العدوان الأخير على قطاع غزة وهو الذي حاول إظهار مصر بصورة المُوافق على العدوان والداعم له .

إن النهاية المحتومة لأمثال توفيق عُكاشة لم تستوف حتى الآن وأتوقع أن يتقدّم العشرات من المحامين والعروبيين القوميين بشكاوى وبلاغات ضد “عكاشة” وإن كان الحُكم بيدي فهو يستحق نهاية القذافي لمحاولته تغيير وتخريب ثقافة لطالما استشهد الآلاف وجُرح عشرات الآلاف من المصريين والفلسطينيين والعرب لابقاء اسرائيل العدو الاول والأوحد للعرب والمسلمين فحاول تغييرها وتوجيهها نحو الفلسطينيين لكن وعي الشعب المصري وإعلامه القومي العروبي كان أوعى وأكبر من هذا المخطط الشيطاني .

 

قد يعجبك ايضا