العدوان السعودي التركي المحتمل / ناجي الزعبي

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) الثلاثاء 9/2/2016 م …

تحشد السعودية ١٥٠ الف مقاتل من دول عدة لتخوض معركة البقاء الاخيرة , في الوقت الذي لم تفلح به 68 من سنوات الاحتلال ، وكل المجازر والانتهاكات والقتل والتدمير من قبل العدو الفاشي العنصري الاحلالي الصهيوني لفلسطين ليستفز السعودية ولا النظام العربي الرسمي لحشد قوة لقتاله ,  بل على العكس فقد ساهمت جميع الانظمة العربية في تكريس الاحتلال وفي بسط سيطرته وتمدده على مساحات وفضاء جيوسياسي يتخطى الوطن العربي وما يطلق عليه العالم الاسلامي ليمتد لافريقيا , واوروبا , واميركا اللاتينية , وجنوب شرق اسيا , ولا زال الكيان الصهيوني لاعب رئيسي محوري وداعم للارهاب وللمؤامرات في مسرح الاحداث في الوطن العربي , والعالم .

كما لم يفلح احتلال العدو الصهيوني للجزر السعودية تيران وصنافير منذ ال ٦٧ وتكريس البحر الاحمر بحيرة صهيونية بالمطلق في دفع السعودية للعب دور مناهض لهذا الوجود او لتحرير الجزر المحتلة .

رسف ابناء الوطن العربي في ذل العبودية والاضطهاد والقهر والفقر والجوع فقد التهم اطفال الصومال التراب , واقام  ابناء مصر في العشوائيات والمقابر والمباني التي تنهار فوق ساكنيها وتفرقوا في انحاء العالم كله سعياً لطلب الرزق ولم تتحرك السعودية لفعل اي شئ باستثناء شراء ذمم الفاسدين من رجال الاعمال والمتنفذين لكسب ولائهم ورهن الاقتصاد المصري بالمعونات المشروطة بالمواقف السياسية وشراء المرتزقة لشن الحروب على من تراه السعودية هدفا قادماً .

قدمت السعودية الدعم المطلق لتدمير العراق وفككته وادخلته في اتون حرب اهلية طائفية مذهبية واخرجته من العمق العربي الاستراتيجي , ودعمت العدوان الصهيوني على لبنان في ال 2006 وكرسته دولة طائفية يصعب اخراجها من هذا المعتقل المذهبي تحت اي عنوان .

تحالفت السعودية مع تركيا ومع كل الانظمة المرتهنة لواشنطن في مقدمتها العدو الصهيوني تاريخيا ولعبت دورا في اجهاض الثورات وحركات التحرر العربية وكان في مقدمتها الزعيم القومي عبد الناصر ، كما دعمت الاقتصاد الاميركي المأزوم في ال ٧٣ عندما اوقف الملك فيصل بايعاز من واشنطن ضخ النفط بذريعة دعم المجهود الحربي وانقذ بذلك الاقتصاد الاميركي الذي استفاد من رفع سعر النفط مليارات صبت في خزائنه ، كما قدمت السعودية دعما للاقتصاد الاوروبي الاميركي بعقد صفقات اسلحة بالمليارات لم تستخدم سوى لشن الحروب على وطننا العربي ، ثم خفضت بايعاز من واشنطن اسعار النفط للاطاحة بالاقتصاد الايراني , والروسي , والفنزويلي .

ولا زالت تؤدي نفس الادوار والوظائف فهي من يقف خلف الارهاب الوهابي في افغانستان , وسورية , واليمن , والعراق وتحتل البحرين وتقمع ثورة شعبه السلمية , ولم تحرك ساكناً عند استباحة الجيش التركي للعراق كما فعلت عند الاحتلال الاميركي للعراق حيث دعمته ومولته وقدمت التسهيلات اللوجستية والقواعد العسكرية ولا زالت تقيم القواعد الاميركية على اراضيها.

وبرغم انها دولة اقامها الاستعمار البريطاني ونصب العائلة الحاكمة التي وظفت الوهابية للقضاء على خصومها بالسيف وبالحديد والنار وقطع الرؤوس وتُسمى الجزيرة العربية باسمها ويتوارث ابنائها الحكم اذ يعين ولي لولي العهد ويمكث وزير الخارجية لمدة ٤٠ سنة وتقطع بها الرؤوس ويجلد ابنائها بالشوارع ، وتفوح رائحة فضائح امرائها وشيوخها في العالم حيث يهدرون المليارات على ملذاتهم وعلى تمويل الارهاب

هذه الدولة تلعب ورقتها الاخيرة كأداة اميركية لحشد الجيوش للانظمة المرتزقة ولتكون راس الحربة في طعن الجسد السوري مباشرة بعد هزيمة ادواتها وارهابييها وهي بذلك تطيح بجيشها وبالجيوش العربية وتهدد الوطن العربي كله بالانهيار وتضع العالم برمته امام خيار حرائق قد تعيده قرونا وتعيد انتاج جنون النازية حامية الاحتكارات الراسمالية .

سيضع فانتازيا الحلم السعودي التركي العالم على حافة الجنون والهاوية وهو مشروع محكوم بالحقائق التالية :

ان العدوان على سورية سيدفع محور المقاومة وحلفاؤه للمزيد من التكاتف ويؤدي نفس دور الطائرة الروسية التي اسقطتها تركيا .

ستخوض هذه القوات التي تفتقر للتجانس والخبرات والعقيدة القتالية والمشروع والهدف معركة بعيدة عن قواعدها وتجابه جغرافيا واهداف مجهولة في ضل تفوق جوي مطلق لاعدائها .

سيترتب على طول خطوط الامداد والابتعاد عن قواعدها صعوبة اخلاء الخسائر وتعويضها وصعوبة التزويد بالمعدات والتجهيزات والذخائر

كما ستواجه القوات الغازية صعوبة في القيادة والسيطرة وفي الحشد وتحديد الاهداف والقيام بالعمليات التعرضية .

تحتاج هذه القوات لاموال طائلة ستستنزف المزيد من الاموال وتفاقم وتعمق الازمة السعودية الاقتصادية في الوقت الذي ستواصل اسعار النفط انخفاضها بحيث يصبح التمويل رهانا يهدد مستقبل الكيان السعودي بالاطاحة .

في حالة ارسال هذه القوات ستخلي الساحة السعودية الداخلية الملتهبة وستفسح المجال للجيش واللجان الشعبية اليمنية للقيام بالعمليات في العمق السعودي وتتيح للاسرة الحاكمة للانقضاض على بعضها البعض مدفوعة بالاطماع والخلافات على الحكم ، كما ستدفع المناطق الشرقية الملتهبة لاشعال الحرائق في العمق السعودي .

سيضع التطرف  السعودي التركي الروس والايرانيين والصينيين من خلفهم امام خيار هزيمة مشروع محاربتهم الارهاب او انتصار التحالف الاميركي الصهيوني التركي الارهابي الامر الذي سيهدد امنهم واستقلالهم ويعيدهم الى حظيرة التبعية وهيمنة القطب الاوحد , وقد سربت روسيا معلومات عن نيتها القيام بخطوات حاسمة في حالة قيام تركيا بهجوم عسكري على سورية وبنيتها مواجهة الناتو العدو الحقيقي الذي يقف خلف القوة المعتدية اذا اقتضى الامر ذلك اذا ستعمل على الجبهة التركية المحتملة للعدوان :

ضرب اهداف عسكرية تركية بقنابل نووية تكتيكية .

تعطيل شبكة الاتصال التركية في خلال بضعة دقائق .

وعلى الجبهة الاردنية المحتملة :

سيجد الاردن الرسمي نفسه في مواجهة مع القوات الايرانية التي ستتمركز على الحدود السورية الجنوبية

سيكون بنك الاهداف الاردنية تحت مرمى الصواريخ والطائرات المدافعة.

ولو كانت موازيين القوى تسمح منذ بداية العدوان على سورية بالقيام العدوان الاميركي المباشر لما ترددت واشنطن للحظة واحدة بالقيام به , اي ان موازيين القوى تميل للكفة المناهضة وتشي بهزيمة العدوان وتبشر بعالم جديد برغم المكاسب الانية التي ستحققها واشنطن مؤقتا . ثم وفي نهاية المطاف ستتورط السعودية وتركيا والاردن ومصر وباقي الدول المشاركة في حرب تستنزف بها قدراتها والقدرات السورية وستجد نفسها في خندق العدو لاصهيوني منخرطة في عدوان عربي على شعب عربي ممول بالمال العربي المنهوب وهي بدون شك مصلحة اميركية صهيونية .

كل هذا الصخب السعودي التركي لن يعيد عقارب الساعة للخلف ولن يوقف عجلة الزمن السورية الروسية ومحور المقاومة , سيتطهر التراب السوري  قريبا  وقريبا جدا ,  لكننا لا ننكر ان المساعي السعودية التركية الصهيونية تفلح في ايقاع المزيد من الضحايا والدمار في وطننا العربي وتضخ الميارات في خزائن شركات الاسلحة والاحتكارات الكبرى وتبعث الدفئ في صقيع العدو الصهيوني ولو الى حين ان تسطع شمس النصر .

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا