انتصارٌ للحبِّ الطَّاهر ( شعر ) / عبد الله ضراب الجزائري

قصص حب حقيقية من التاريخ – مجلتك
عبد الله ضراب الجزائري ( الجزائر ) – السبت 11/4/2020 م …



القصيدة تنويه بطهارة العلاقة بين الرجل والمراة في الاسلام ، وتنتقد الحبّ 

الحيواني المنتشر هذه الايام بين الشباب المتغرِّب المنسلخ من دينه وعروبته
وقيمه
***
يا أيُّها الزَّمنُ الموْبوءُ بالوَهَنِ … قم واحتضن قلماً قد ذاب في الحَزَنِ
أسْعفْهُ قد عبَثتْ ريحُ البُغاةِ به … أردته في حُفَرِ الأدناس والعَفَنِ
الطُفْ بصاحبه المكبوتِ من كَتَمُوا … في صدره شجَنَ الآلام والإحَنِ
حسبي من الوجعِ المخبوءِ ما عملتْ … يد المصائب في قلبي وفي بدني
حسبي فقد سكنت في القلب محرقة ٌ … جمر الصَّبابة لا يبلى ولا يبِنِ
مالي أخوض بيمٍّ كنت آنفُه … مالي غرقت بذا المستنقع الأسِنِ
مالي أصبُّ قريضَ الضَّادِ في عَبثٍ … لا لست أعبثُ حَرُّ الوجدِ زعزعني
***
قد هزَّ جسمي وروْعي دمعُ والهة ٍ … تذري الدُّموع تسابيحا من الجُفُنِ
صادت فؤادي بلحظٍ ظلَّ يرشقُه … وحَبِّ طلٍّ على الخدَّينِ مُحْتَتِنِ
فانهالَ حُباًّ كما سالت مدامعُها … وشفَّ جسمي حريقُ الشوقِ والشَّجَنِ
من لي إليها فقد عُلِّقتُها رغِماً … والشوق أوَّاهُ أشجاني وعذَّبني
وا كَمْ كتمتُ وكم صابرت ُمُحتسبا … لكنَّ حَشْرَجَةَ الأشواق تفضحُني
هيهات غيَّرَ طولُ الصدِّ طيبتَها … فالهجرُ يمتدُّ وا لَهْفِي ووا حَزَني
بانتْ وبِنَّا فلا الأيَّامُ تجمعنا … ولا التَّصبُّرُ بعد الهجرِ يُسعفُني
كانت ملاكاً كأنَّ الرُّوحَ أدَّبها … تنهَلُّ حُسناً كورقاءٍ على فنَنِ
بيضاءُ ، خَفْراءُ ، قُرْصُ الشَّمس وَجْنتُها … بالسَّمْتِ والصَّمتِ والأخلاق تأسرُني
فِعلُ خطاها برَوْعي حين مِشيتها … فعلُ الغواربِ يوم الرَّوْع بالسُّفُنِ
مكنونة ُ البيتِ مِحصانٌ مُأدَّبة ٌ … لباسُها السِّترُ والتَّقوى فلا تَهُنِ
عند المرور تحطُّ الرَّأس مُطرقة ً … كيما تُجانبُ عَينَيْها عن العُيُنِ
أرنو لمسكنها شوقاً وبي ولَه ٌ … عَلِّي أصادفُ حول المسكنِ سَكَنِي
عَلِّي أخفِّفُ أشجاني برؤيتها … من رام رؤيتها يشقى ويفتتِنِ
عَلِّي أبثُّ إليها قبل خاتمتي … عُذري لترحمني يوما وتعذرَني
يا حسرة العمْرِ ما قرَّت مضاجعُنا … منذ افترقنا وفرَّ النَّومُ من جُفُنِي
همُّ التَّفرُّق ما أبقى لنا أملاً … في هوَّة البؤسِ وارانا بلا كَفَنِ
يا بسمة السَّعدِ عودي في الهوى دَنِفاً … يُرجى شفاؤُه ُمن بَسَّامِكِ الحَسَنِ
أوا فتاتاهُ ها قد جئت معتذرا … إنِّي قسوت لأنَّ الدَّهرَ قيَّدني
لا تحسبيني بخلتُ بالهوى، أبداً … إنِّي خشيت عليك الكاشح الأفِنِ
وأنت بنت بيوت الدَّلِّ ناعمة ٌ … وكنت حرًّا قليلُ المنِّ يقتلني
رِفقاً فخصمُك هان اليوم من شَغَفٍ … من رام وصلك قد يهنأ وقد يَهُنِ
تلكم دموع الذي ظلَّت صبابتُه … تُذري القوافيَ مثل الوابلِ الهَتِنِ
تلكم حُشاشة متْبولٍ يموتُ هوىً … قد صار مُنزوياً في حفرة الغِبنِ
تلكم عصارة قلبٍ ذاب من دَنَفٍ … أهدي لقاتلتي .. وهل ستعرفني ؟
***
الحُبُّ حقٌّ فرَبُّ النَّاس قدَّرهُ … يحدو البرايا من الجنسين للسَّكنِ
يحدو الأنام الى ملئ الدُّنا بشرا … لكن بشرعٍ من الآيات والسُّننِ
إنِّي صدوقٌ أعزُّ الحِبَّ مُحتسباً … صَبري ووَجدي ونارُ الشَّوق تُحرقني
فإن وصلتُ فشرع الله جامعُنا … وإن حُرمت فحبلُ الصَّبر يعصمُني
حُبٌّ طهورٌ وتقوى الله غايتُه … حبُّ الحليلة دينٌ وارفُ المِننِ
إنَّ المُحبَّ بصدقٍ صائنٌ حذِرٌ … يفدي الحبيبَ ولا يرميه للظُّنُنِ
تبًّا لجيلٍ أهان الحبَّ من سفهٍَ … كالحُمْرِ يأتي شنيعَ الفعل في العَلَنِ
كالحُمْرِ أضحى بلا ذوقٍ ولا خُلُقٍ … حِلسَ المخازي صفيقَ الوجهِ بالعفَنِ
زعْمُ التَّحرُّرِ والتَّطويرِ أورده … خزيَ الرَّذيلة والإسفاف والفتَنِ
زعْمُ التَّقدُّم ويح الجيلِ أنزله … بين البهائم في المستنقع الأسِنِ
كلاّ وكلاّ بنات الوحش ما ركبتْ … حمقا كهذا على مرأى من العُيُنِ
***
قم للفضيلة يا جيل الهوى فزِعاً … وابغ السَّلامةَ في آياتكَ الحُصُنِ
شرِّقْ بنفسك فالتَّغريبُ مذبحة ٌ … للعرضِ والدِّينِ والأخلاق والوطنِ
قُمْ قبل ليلٍ من الإخزاء مُعتكِرٍ … قد حطَّ حقاًّ بكلكالٍ على الدِّمنِ
يا ناظم اللَّغو والتَّخريف مُبتدرا … بثَّ الرَّذيلة ِعبر الأرض والزَّمنِ
هَلاَّ سموتم بأشواق مُقدَّسةٍ … عواطفِ النُّبْلِ عطرِ المنطقِ الحسَنِ
بُثُّوا الفضيلة ردُّوا اللَّيلَ عن غدكمْ …صدُّوا الرَّذيلة دربَ الموقف النَّتِنِ

قد يعجبك ايضا