النشرة الاقتصادية / الطاهر المعز

 

الطاهر المعز ( الأحد ) 23/8/2015 م …

** خصصنا في هذا العدد بعض الفقرات للطاقة (النفط) وبعض الأخبار عن الدول المنتجة والمصدرة للنفط، وهذا ملخص قصير لوضع سوق النفط في منتصف شهر آب/أغسطس 2015…

أجمع الملاحظون على تحميل السعودية إغراق سوق النفط الخام الذي انخفضت أسعاره بنسبة 61% خلال 13 شهرا وبلغ أدنى سعر له خلال ست سنوات، أي مستوى شباط/فبراير 2009 وقد ينخفض إلى مستوى سنة 2004 واستفادت الدول المستوردة للنفط (وهي تشكل 85% من سكان العالم)، دون أن يستفيد مواطنوها، في حين تضررت كافة الدول المصدرة للنفط الخام، ولم تتمكن أي حكومة من البلدان المصدرة للنفط التوصل إلى تحقيق التوازن المطلوب بين الإيرادات والإنفاق باستثناء قطر، وربما الكويت، واتفقت دويلات مجلس التعاون الخليجي الست على إقرار ضريبة الإستهلاك (القيمة المضافة) وهي ضريبة غير مباشرة يسددها كل من يشتري سلعة، وتساوي بين الأغنياء والفقراء، خلافا لضريبة الدخل، فيما تعول بعض الحكومات على مدخراتها لتحمل الأزمة، بينما اضطرت بلدان أخرى إلى إقرار أجراءات تقشف صارمة وخفض الإنفاق وخفض دعم الطاقة والمواد الغذائية (فنزويلا والجزائر)، وأصبح استخراج النفط من بعض الآبار مكلفا ولا يغطي سعر البرميل المنخفض تكاليف الإنتاج، كما في بعض حقول روسيا أو الحقول البحرية العميقة (البرازيل)، وتأثر اقتصاد نيجيريا كثيرا، بسبب انخفاض أسعار النفط كما بسبب الفساد المستشري في مفاصل الدولة وكافة جوانب الحياة الإقتصادية والسياسية في البلاد، كما تأثرت فنزويلا بانخفاض أسعار النفط الخام، الذي يشكل 96% من موارد الصادرات وثلثي مداخيل الدولة، وبلغ عجز الموازنة 20% من إجمالي الناتج المحلي الذي سينخفض بنسبة 7% هذا العام، وانخفضت قيمة العملة المحلية بنسبة الثلث خلال ثلاثة أشهر، ما يرفع أسعار المواد المستوردة ونسبة التضخم، المرتفعة أصلا، ويتهدد الفقراء خسارة مكاسب حصلوا عليها في ظل الطفرة النفطية… أما السعودية فاضطرت إلى سحب 60 مليار دولار من مخزونها المالي، منذ بداية العام الحالي، وتعتزم إصدار سندات بقيمة 27 مليار دولار خلال العام 2015 وصدر القسط الأول منها يوم 10 آب/أغسطس بقيمة 5,3 مليار دولار… خصصنا في هذا العدد أيضا فقرة مطولة عن الصين لسببين، أولهما دوافع وتأثيرات خفض قيمة العملة الصينية (اليوان) وثانيهما رصد نتائج انفجارات المنطقة الصناعية في ميناء تيانجين، التي تناولنا بدايتها في العدد السابق، إلى جانب مكانة الصين في الإقتصاد العالمي، كما خصصنا فقرة عن الوضع الحالي في البرازيل، وهي أحد أهم اقتصادات دول “بريكس”، ولكن الفساد والتضخم نخر اقتصادها، ما أدى إلى مظاهرات غاضبة اندلعت قبل بطولة العالم لكرة القدم (صائفة 2014) ولا زالت متواصلة، بسبب تردي ظروف العيش وغلاء الأسعار، وتردي مستوى الخدمات والمرافق العمومية، وفي هذا العدد فقرة حاولنا من خلالها تحليل الأسس التي بني عليها اقتصاد تركيا تحت حكم الإخوان المسلمين، وهو النموذج الذي حاول أخوان المغرب وتونس ومصر تسويقه وتقديمه كنموذج يحتذى به في الوطن العربي… في هذا العدد أخبار أخرى من مختلف القارات والبلدان وعن الشركات الكبرى ومختلف القطاعات الإقتصادية

عرب: تشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى وجود 211 مليون عاطل مسجل رسميا سنة 2014 على مستوى العالم، منهم 75 مليون شاب، وتشكل معدلات بطالة الشباب ثلاثة أضعاف معدلات البطالة بين الشرائح العمرية الأخرى، خصوصا إثر الأزمة المالية العالمية التي أدت إلى تفاقم بطالة الشباب في عدد من دول العالم، وبحسب صندوق النقد الدولي، فإن العالم شهد بوادر نمو واستقرار اقتصادي، وارتفع معدل النمو في معظم الدول العربية بمتوسط 5% خلال الفترة 2000-2014 وانخفضت نسبة بطالة الشباب بشكل طفيف بمعدل 0,8% سنويا خلال الفترة 2003-2009، في حين نمت القوة العاملة العربية بنسبة 3% سنويا خلال الفترة 2000-2013، وارتفعت  معدلات بطالة الشباب بعد 2009 لتسجل أعلى المستويات عالميا، بنسبة 28% وفق بيانات منظمة العمل الدولية، وهو ما يفوق ضعف معدلات بطالة الشباب المسجلة على مستوى العالم البالغة 12% ما يفسر انطلاق الإحتجاجات الجماعية في مصر وتونس سنة 2010-2011 عن صندوق النقد العربي آب/أغسطس 2015

 غذاء: يهدر سكان العالم نحو 1,3 مليار طن من الإنتاج الغذائي، ويتلف الاتحاد الأوروبي نحو 22 مليون طن من الطعام كل عام، وكان يمكن تفادي  إتلاف نحو 80% من الطعام المهدر، وتتصدر بريطانيا ترتيب الدول الأوروبية في إهدار الطعام، وجاءت رومانيا في ذيل الترتيب، واستندت الدراسة إلى بيانات من بريطانيا وهولندا والدنمارك وفنلندا وألمانيا ورومانيا، وفي الوطن العربي بلغت الكميات المهدرة من السلع الغذائية خلال سنة 2014، نحو 86 مليون طن، أو نحو 24% من إجمالي ما هو متوفر للاستهلاك من السلع الغذائية الرئيسة التي تستورد الدول كميات هائلة منها لأن معدلات الاكتفاء الذاتي منخفضة لمعظم المنتوجات الغذائية الرئيسة في أغلبية البلدان العربية، وفي أكثرها سكان (مثل مصر التي تعتبر أكبر مستورد للقمح في العالم)، ويعاني قطاعا الزراعة والثروة السمكية في الوطن العربي من ضعف الإستثمار، ما ينعكس مباشرة على الأمن الغذائي، بالإضافة إلى ضعف المستوى التقني في الزراعة ونقص المياه، وتخلف طرق استغلال الثروة السمكية والحيوانية أ.ف.ب + المنظمة العربية للتنمية الزراعية 17/08/15

العمل مضر بالصحة؟ إن من يعملون لساعات طويلة (أكثر من أربعين ساعة أسبوعيا) أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالجلطات الدماغية، وإثارة الأعصاب وتدمير الحياة الإجتماعية، خصوصا من يعملون قبل التاسعة صباحا وبعد الخامسة مساء، بحسب دراسة علمية شملت نصف مليون شخص استخلصت وجوب مراقبة ضغط الدم لدى من يعملون ساعات طويلة، إذ يبدو أن خطر الإصابة يزيد بنسبة 10% عند زيادة ساعات العمل إلى 48 ساعة، وبنسبة 27% عند العمل لمدة 54 ساعة، و33% عند زيادة ساعات العمل إلى 55 ساعة، وهناك وظائف مثيرة للأعصاب وتؤثر سلبيا أكثر من غيرها على أسلوب الحياة، إذ لا يتوفر لدى العاملين فيها الوقت لإعداد وجبات صحية أو القيام بتدريبات رياضية، كما لا يبقى لهم وقت للترفيه أو الإختلاط بالآخرين، أو لحياتهم الخاصة أو للعلاقات الإجتماعية… عن المجلة الطبية “لانسيت” –  “بي بي سي” 20/08/15

ضحايا الفقر والحروب: تنشر الوكالات والصحف الأوروبية يوميا أخبارا عن وصول مهاجرين غير نظاميين إلى شواطئ جنوب أوروبا (اسبانيا، إيطاليا، اليونان) ليبرر الإتحاد الأوروبي عسكرة الحدود بمساعدة الحلف الأطلسي، الذي بدأ دورياته في المياه الإقليمية الليبية والتركية (وتركيا عضو في الحلف الأطلسي منذ أكثر من ستة عقود)، وأنشأ الإتحاد الأوروبي هيكلا أمنيا خاصا بالمراقبة الأمنية لحدود منطقة “شنغن” سماها (فرونتكس ومقرها بولندا)، وهي التي أعلنت أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى حدود الاتحاد الأوروبي ارتفع بمقدار 3 أضعاف في تموز/يوليو 2015 مقارنةً مع الشهر ذاته من عام 2014، وبلغ 107,5 آلاف شخص، أو بزيادة 70 ألف عن حزيران/يونيو 2015، ووصل إلى حدود أوروبا 340 ألف مهاجر غير نظامي خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي مقابل 123,5 آلاف، خلال نفس الفترة من السنة الماضية، ويأتي هؤلاء المهاجرون من البلدان التي أشعل فيها الإتحاد الأوروبي (والحلف الأطلسي) الحروب، ونشر فيها البؤس والفقر والعنف، منها سورية والعراق وأفغانستان وليبيا (التي كانت تستوعب ثلاثة ملايين مهاجر، معظمهم من افريقيا)، ولما يهرب الفقراء من الحرب والفقر، ويتمكنون من الوصول إلى ميناء “كاليه” الفرنسية، تقمعهم الحكومتان الفرنسية والبريطانية (على سبيل المثال)، بتعلة “مكافحة المخلين بالأمن ومكافحة شبكات المهربين الإجرامية”، أما في ألمانيا فقد اقترح أرباب العمل منذ مدة، اختيار عمال مهرة وذوي خبرات ضمن طالبي اللجوء، لتغطية حاجة الصناعات الألمانية، بعد أن تكفلت بلادهم الفقيرة بالإنفاق على تعليمهم وتدريبهم أ.ف.ب 20/08/15

المغرب: أعلنت الحكومة (إخوان مسلمون) ان نسبة النمو بلغت 2,6% سنة 2014 وسترتفع إلى 5% خلال العام الجاري، بسبب وفرة محصول الحبوب الذي كان قياسيا هذا الموسم بقربة 8 ملايين طن، مقابل 4,72 مليون طن خلال الموسم الماضي، ما خفض من توريد القمح من الخارج بنسبة 30% في النصف الأول من العام الجاري، وبالتالي إلى خفض عجز الميزان التجاري، إذ يعد المغرب أحد أكبر مستوردي الحبوب في العالم (إلى جانب مصر والجزائر، أي ان كبار مستوردي الغذاء والعلف، عرب)، كما ساهم انخفاض أسعار النفط في انخفاض قيمة واردات البلاد منه بنسبة 30% أيضا، فتراجع عجز الميزان التجاري بنسبة 24% خلال النصف الأول من العام الحالي، وشهد المدير العام المساعد لصندوق النقد الدولي “ان الأداء الاقتصادي للمغرب كان قوياً” وأظهرت بيانات حكومية انخفاض معدل البطالة، لكن يبدو انها بيانات غير موثوقة، حيث أظهرت دراسات حكومية أخرى (مثل المندوبية السامية للتخطيط) ان تحسن المؤشرات الاقتصادية العامة كارتفاع معدلات النمو وتراجع عجز الموازنة وعجز الميزان التجاري، لم تؤد إلى تحسن وضع العاملين والأسر وتضطر 35,1% من الأسر إلى الإقتراض باستمرار، من أجل تغطية نفقاتها الشهرية، ولا تتعدى نسبة الأسر التي يمكنها الادخار من مداخيلها 7,1% من العدد الإجمالي للأسر المغربية، ولا يتعدى عدد المتفائلين بمستقبل الإقتصاد ومن يأملون تأثيره إيجابيا على حياتهم 16,3% من إجمالي السكان الراشدين، وكانت الحكومة قد عمدت إلى خفض دعم الوقود والمواد الغذائية (بهدف تقليص عجز الميزانية)، فنتج عن ذلك ارتفاع أعباء المعيشية على المواطنين الأشد فقرا، وتخطط الحكومة “لإصلاح” نظام التقاعد، أي رفع سن الإحالة على التقاعد ورفع نسبة الخصم الشهري من الرواتب وخفض الجراية (وهو شرط صندوق النقد الدولي، مقابل قروض)، ما أثار احتجاجات النقابات والعمال والموظفين، الذين خرجوا في مظاهرات حاشدة عن “وكالة أنباء المغرب العربي” – أ.ف.ب 18/08/15

الجزائر: تراجعت صادرات النفط الخام والغاز الطبيعي بشكل حاد في 2014 بعد انخفاض سنوي هو التاسع على التوالي في الإنتاج المحلي من الطاقة التي تشكل مبيعاتها 60% من الميزانية ويشكل النفط والغاز 95% من إجمالي الصادرات، وتأثر إنتاج البلاد بانخفاض إنتاجية الحقول القديمة، ونقص الإستثمارات في حقول جديدة، إضافة إلى انخفاض الأسعار المتواصل، ما لا يشجع الشركات الكبرى على الإستثمار، بل عمدت أكبرها إلى الإنسحاب وبيع حصصها في حقول روسيا ونيجيريا وأنغولا والبرازيل وفنزويلا، وخصوصا من الحقول البحرية، الأعلى تكلفة، وتتوقع حكومة الجزائر تراجع إيرادات الطاقة بنسبة 50% إلى 34 مليار دولار هذا العام بفعل هبوط أسعار النفط العالمية، وانخفضت صادرات الغاز الطبيعي بنسبة 17% إلى 27,44 مليار متر مكعب العام الماضي، بينما تراجعت صادرات النفط الخام والمكثفات بنسبة 16% إلى28,355 مليون طن سنة 2014، وتضغط الشركات النفطية على الحكومة لتغيير شروط الإستثمار، أي إجبار الشركات الأجنبية على الشراكة مع شريك محلي يملك 51% من الأصول فيما يجب الأ تتجاوز حصة المستثمر الأجنبي 49% وهي قاعدة قابلة للتلاعب وللإلتفاف عن الديوان الوطني للإحصاء – رويترز 18/08/15

ليبيا: تظاهرت مجموعة من النساء في أحد ميادين طرابلس احتجاجا على تدهور ظروف العيش والإرتفاع الجنوني للأسعار وتردي الخدمات الضرورية والنقص الحاد في الوقود والكهرباء والخبز والادوية والمعدات الطبية بالمستشفيات العامة، في حين وردت أنباء عن ادوية بقيمة ملياري دولار موجودة في مخازن الدولة، منذ حكم معمر القذافي، وبقيت هناك إلى ان انتهت صلاحيتها، وتمارس المليشيات الإرهابية تخريبا ممنهجا للعاصمة طرابلس، بدأ بتدمير  المطار وحرق خزانات النفط، وانقسمت البلاد إلى شظايا بعد الحرب الجوية التي نفذها حلف شمال الأطلسي بتمويل ومشاركة عرب النفط، ولا تزال ليبيا ترزح تحت “الفصل السابع”، وتعيش حصارا تشرف عليه الأمم المتحدة، وأموالها محجوزة في خزائن المصارف الأجنبية… عن موقع “صوت اليسار” 15‏/08‏/2015

مصر، حكومة الأثرياء: ستخفض الحكومة الحد الأقصى لضريبة الدخل على الأفراد الميسورين والشركات من 25% حاليا إلى 22,5%، إضافة إلى تعديلات على ضريبة الأرباح الرأسمالية للشركات (ليتم تجميدها لمدة عامين) وسيطبق الحد الأقصى للضريبة لفترة عشر سنوات، على من يبلغ دخلهم السنوي 200 ألف جنيه (25,8 ألف دولار)، بدلا من 250 ألف جنيه (نحو 32,25 ألف دولار) حاليا، وفرضت الحكومة العام الماضي ضريبة إضافية استثنائية بنسبة 5% لمدة ثلاث سنوات فقط على من يزيد دخلهم عن مليون جنيه سنوياً من الأفراد والشركات قبل أن تلغيها هذا العام، وتردد الحكومة “حجج” صندوق النقد الدولي وملخصها ان خفض ضريبة الدخل على الشركات وعلى الأفراد الميسورين والأثرياء، “يهدف تشجيع الإستثمار وتحقيق العدالة الجبائية”، ورفعت الحكومة حد الشريحة المعفاة من ضريبة الدخل لعمال القطاعين العام والخاص إلى 13,5 ألف جنيه سنوياً (نحو 1724 دولاراً) من 12 ألفاً، أي من يقبضون شهريا أقل من الأجر الأدنى القانوني (1200 جنية شهريا)، وفي المقابل جمدت الحكومة منذ أيار/مايو 2015 العمل بضريبة الأرباح الرأسمالية في البورصة لمدة عامين مع استمرار العمل بضريبة التوزيعات النقدية “حفاظاً على تنافسية سوق المال والاستثمارات فيه، وتسهيل العمل أمام المستثمرين المصريين والأجانب” رويترز 20/08/15

السودان: بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية 38 مليار دولار، وجاءت الصين في المرتبة الأولى بحجم استثمارات بلغ  14 مليار دولار، بحسب وزير الإستثمار، وكانت الحكومة قد انتهجت سياسة “انفتاح اقتصادي” خلال الفترة 2002- 2014 بهدف اجتذاب الاستثمارات الأجنبية، وأقرت قانون الاستثمار الجديد سنة 2014 والذي ينص على وضع أفضليات ومحفزات لرؤوس الأموال الأجنبية التي لديها القدرة على تقديم مساهمات تخدم التنمية الاقتصادية، خصوصا بعد انفصال جنوب السودان واستئثاره بثلاثة أرباع عائدات النفط، وتحاول حكومة السودان اجتذاب الاستثمارات النفطية العربية، من خلال مبادرة الأمن الغذائي العربي التي تبنتها جامعة الدول العربية يو بي أي 17/08/15

اليمن، من إنجازات السعودية: رفض حكام السعودية تدخل منظمات الإغاثة في اليمن، في ذروة القصف الجوي، وأعلنوا تكفل السعودية بنفقات وعمليات الإغاثة الإنسانية، ولم يحصل شيء من ذلك، الى أن جندت السعودية وحلفاؤها مرتزقة إلى جانب ما تبقى من القوات المساندة لحكومة هادي عبد ربه (مساعد علي عبدالله صالح سابقا) فاستعادوا عدن وبعض مدن الجنوب، وعند ذلك نكث حكام السعودية العهد وأعلنوا ان عمليات الإغاثة ليست من مشمولاتهم، ودعوا المنظمات الأممية إلى تحمل مسؤولية ما خربته طائراتهم، وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنه يحتاج 102 مليون دولار لتأمين المساعدات الغذائية لفترة ثلاثة أشهر، للأشخاص الأضعف والأكثر تضررا من العدوان السعودي، وسبق لبرنامج الأغذية أن أعلن حاجته ل43 مليون دولار شهريا لشهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو) ليتمكن من توزيع المساعدات الطارئة لـ2,5 مليون شخص، رغم صعوبة الوصول إلى بعض المناطق وحاجته إلى 320 مليون دولار لتقديم مساعدة متكاملة (غذاء، ماء، صحة…)، ومنذ تصاعد العدوان الجوي السعودي في نيسان/أبريل 2015 إلى شهر حزيران/يونيو أصبح 6,1 مليون يمني (أو مواطن من كل سنتة مواطنين) يعانون “انعدام الأمن الغذائي الحاد”، ويجب أن يحصلوا على مساعدة خارجية، وتعتبر معدّلات سوء التغذية بين الأطفال في اليمن من الأعلى في العالم، إذ يعاني نصف من هم دون سن الخامسة من التقزّم وقدر عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بأكثر من نصف مليون، كما تعاني النساء الحوامل والمرضعات من سوء التغذية الحاد، وأدى العدوان السعودي إلى قتل نحو 4400 يمني، منهم 400 طفل قتيل و600 طفل جريح خلال خمسة أشهر أو ثمانية أطفال يوميا (قتل أو إصابات خطيرة)، أما الأطفال الذين لم يقتلهم القصف فيعانون من الأمراض والجوع وسوء التغذية، ويتهدد الجوع وفقدان الغذاء نحو ثلاثة عشر مليون يمني من إجمالي خمسة وعشرين مليون نسمة، منهم ستة ملايين في حاجة حاجلة إلى مساعدة غذائية عن برنامج الأغذية العالمي – أ.ف.ب 19/08/15

سوريا، الجبهة الإقتصادية: قبل اندلاع الحرب، كانت سوريا تعتبر من أكثر الدول تصديراً للأدوية في المشرق العربي وتغطي نحو 94% من الحاجة المحلية، وتقرر إنشاء مصنع مختص لتصنيع الأدوية السرطانية، إلا أنه لم يرَ النور بسبب اندلاع الحرب، وتسببت الحرب في تراجع تغطية معامل الأدوية لحاجة السوق المحلية بنسب تتراوح بين 30% إلى 40% إضافة إلى توقف تصدير الأدوية، وكان في سوريا 61 معملا لصناعة الأدوية توقف منها 22 نهائيا عن العمل وأهمها 15 معملا في “حلب”، واختفت أدوية عديدة من السوق، في حين ارتفعت التكاليف في المصانع التي بقيت تنتج الأدوية، وهي مهددة يوميا بالتخريب وسرقة آلاتها بهدف بيعها في تركيا، وإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية، وانخفاض قيمة العملة المحلية ( الليرة)، تعاني المصانع، ومنها مصانع الدواء من ارتفاع أسعار المحروقات وانقطاع الكهرباء، وقدرت وزارة الصناعة خسارة قطاعي الكيمياء والعقاقير بأكثر من عشرين مليار ليرة، كما تسبّبت الحرب بتدمير معمل شركة “تاميكو” الحكومية، والتي كانت تغطي نحو 30% من الحاجة المحلية للدواء، ورفعت وزارة الصحة مؤخرا أسعار الأدوية بنسب تتراوح بين 50% إلى 65% (لملاحقة نسبة التضخم) ما ضاعف من الأسعار ومن متاعب المرضى (خصوصا المصابين بأمراض مزمنة) والمواطنين الفقراء، الذي خسروا بيوتهم ومصادر عيشهم، وأصبحوا عرضة إلى نوع جديد من التحايل يتمثل في اضطرارهم إلى شراء الأدوية المهربة والمزورة أو منتهية الصلاحية التي تلاقي رواجا واسعا بسبب انخفاض أسعارها (يبلغ متوسط سعر الدولار في السوق الموازية نحو 305 ليرات سورية) عن “السفير” 20/08/15

الأردن : أصدر البنك المركزي سندات خزينة بقيمة 50 مليون دينار، لأجل 7 سنوات وبفائدة نسبتها 5,39% ويهدف هذا الإصدار إلى جمع أموال لتسديد ديون أخرى قصيرة الأجل أو حل أجل تسديدها، وتغطية الإقتراض المحلي، وهو ما يعرف في لغة أهل الإختصاص ب”توسيع هيكلية وآجال استحقاق الدين”، وبلغت قيمة إصدارات البنك المركزي من سندات واذونات الخزينة منذ بداية العام الحالي 1,5 مليار دينار، وللتذكير فإن السندات هي رهن أملاك الدولة مقابل قروض، وفي حال عجز الدولة عن السداد تصبح الممتلكات موضوع الرهن ملكا للدائن (صاحب السند)، واقترضت الحكومة من الأسواق الخارجية، بكفالة أمريكية 3,75 مليار دولار خلال سنتي 2013 و 2014 واقترضت خلال العام الحالي 2,25 مليار دولار، ما رفع الدين العام بنهاية النصف الأول من العام الحالي إلى 21,3 مليار دينار، أو ما نسبته 78,8% من إجمالي الناتج المحلي المتوقع لهذا العام (والذي انخفض مقارنة بالعام الماضي)، مقابل 20,5 مليار دينار سنة 2014 وتقوم الحكومة الأردنية باستمرار بتمويل عجز الموازنة العامة، والقروض، من خلال قروض جديدة (بنسبة فائدة أعلى أحيانا) عن “بترا” 17/08/15 بلغ إجمالي القروض الخارجية “الميسرة” خلال العام الماضي 663,18 مليون دولار، ونحو 430 مليون دولارا خلال النصف الأول من العام الحالي، بهدف “دعم موازنة العام الحالي”، وأعلن البنك العالمي رفع التمويل “الموجه لدعم اللاجئين السوريين” في الأردن بنسبة 100%، وهي الشماعة التي تعلق عليها حكومة الأردن كافة المشاكل وتتسول لدى المؤسسات المالية الدولية باسم اللاجئين السوريين، وارتفع هذا التمويل من 540 مليون دولار إلى مليار دولار، وسيقدم البنك العالمي قرضا “ميسرا” جديدا (أي بفائدة منخفضة، لكنها غير معلنة) بحجم 250 مليون دولار وفترة سداد تمتد إلى 25 سنة، “لدعم موازنة العام الحالي”، وسيوجه لدعم قطاعي الكهرباء والمياه مقابل إصلاحات في هذين القطاعين خلال السنوات الثلاث المقبلة (أي رفع الدعم) وقدم البنك في نيسان/أبريل قرضا بقيمة 50 مليون دولار “لدعم وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة”، أي يقدم البنك قروضا للحكومة الأردنية (أو غيرها) شريطة توجيهها لدعم القطاع الخاص عن موقع وزارة التخطيط 19/08/15

الخليج: بعد تدهور إيرادات صادرات النفط، اتفقت مشيخات الخليج على تطبيق ضريبة القيمة المضافة، بالتزامن بينها (لا توجد ضرائب على الدخل في الخليج)، ولم تتوصل بعد إلى اتفاق نهائي، ولازالت “تدرس نسبة الضريبة وقائمة الإعفاءات الخاصة بها”، بحسب البيان الرسمي الصادر يوم 18 آب 2015 ولا تعرف بعد التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية لتطبيق الضرائب وتأثيراتها على النمو الاقتصادي، وكانت الإمارات قد أعدت دراسة مطلع العام الحالي حول “الآثار الناجمة عن تطبيق الضرائب”، وقد يبدأ تطبيق هذه الإجراءات بداية 2017، وأعدت حكومة الإمارات مشاريع قوانين لتأسيس هيئة ضرائب وإقرار إجراءات ضريبية  وام 18/08/15

فلوس النفط: تزامن ارتفاع احتياجات الإنفاق لدى حكام السعودية مع انخفاض اسعار النفط، فلجئوا إلى المخزون المالي لسحب المليارات، من أجل إنفاقها على حروبهم التي تعددت (وكلها ضد العرب) من ليبيا إلى سوريا إلى اليمن وتمويل بعض مليشيات العراق، وقدرت أوساط “غربية” أن المملكة تسحب ملياري دولار أسبوعيا من الاحتياطي النقدي الأجنبي لتغطية نفقاتها منذ شهر أيلول/سبتمبر 2014 وحتى حزيران/يونيو 2015 وهو ما أدى إلى انخفاض قيمة الاحتياطي النقدي من 746 مليار دولار إلى 672 مليار دولار خلال أقل من 9 أشهر، بحسب بيانات “مؤسسة النقد السعودية” (البنك المركزي) أما سبب هذه الخسائر فهي سياسة العائلة المالكة في السعودية بسبب رفضها مسبقا خفض مستوى الانتاج للنفط في منظمة “أوبك” وهو ما أدى لانخفاض سعر البرميل من 104 دولار إلى 50 دولار فقط، والسعودية تحاول (باتباع سياسة لإغراق السوق) الضغط على المنافسين ومحاولة إنهاك روسيا لكن الأمر أثر على العالم بأسره من الصين إلى فنزويلا وحتى روسيا التى تخسر 2 مليار دولار لكل انخفاض مقدارة دولار واحد في سعر برميل النفط… استخدمت السعودية بعض عائدات النفط لتجنب المخاطر الاجتماعية، ورفعت رواتب للموظفين السعوديين مع اندلاع انتفاضات تونس ومصر، مع تحسين الخدمات الاجتماعية وهو ما كلفها أكثر من 130 مليار دولار، لكنها الآن تنفق المليارات، اعتراضا على أي تغيير في مستوى ميزان القوى في العالم عن صحيفة “أندبندنت” 17/08/15  يتوقع تجار وموزعو التقنيات الصوتية والمرئية ارتفاع مبيعاتهم في المشرق العربي وفي الخليج النفطي بالذات، بمناسبة تنظيم معرض “أكسبو الدولي 2020” في دبي وبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، لزيادة مبيعات الشاشات عالية الوضوح وأجهزة العرض بالإسقاط الضوئي ونظم الإضاءة والصوت وتقنيات البث عبر الانترنت الخ، ويتوقع نمو حجم هذه السوق من 1,57 مليار دولار سنة 2012 إلى 2,76 مليار دولار سنة 2016، وقد تصل إلى 4,63 مليار دولار، إذ حصل حدث استثنائي قبل نهاية 2016 إضافة إلى مشاريع النقل والمدن “الذكية” في السعودية ومشاريع قطاع الفنادق وتجارة التجزئة في الإمارات والسعودية التي تستخدم هذه التقنيات بشكل مكثف عن “وام” 16/08/15

 السعودية: رفعت السعودية إنتاج الخام إلى مستوى قياسي في حزيران/يونيو (10,6 مليون برميل يوميا) تنفيذا لاستراتيجيتها في “الحفاظ على نصيبها في السوق وتلبية أي زيادة تحتاجها السوق العالمية” إضافة إلى سد احتياجات الطلب المحلي، وارتفعت صادراتها من الخام من 6,935 مليون برميل يوميا في أيار/مايو إلى 7,365 مليون برميل يوميا في حزيران/يونيو 2015 بزيادة 430 ألف برميل يوميا، كما ارتفعت كميات النفط المستخدم في تشغيل محطات توليد الكهرباء في البلاد لأعلى مستوياتها خلال عام، لتشغيل أجهزة تكييف الهواء خلال أشهر الصيف الحارة من 677 ألف برميل يوميا في شهر أيار/مايو إلى 894 ألف برميل يوميا في حزيران 2015، في حين انخفض إنتاج المصافي المحلية من 2,423 مليون برميل يوميا في أيار/مايو إلى 2,099 مليون برميل يوميا في حزيران/يونيو 2015، وأعلنت السعودية انها خفضت إنتاجها اليومي خلال شهر تموز إلى 10,36 مليون برميل يوميا، لكن ذلك يبقى أعلى مما التزمت به في اجتماعات “أوبك” رويترز 19/08/15

نيجيريا، فساد هيكلي: نظرا للفساد الذي ينخر في جميع مرافقها، بدأت الحكومة حملة تطهير واسعة في الشركة الوطنية للنفط، التي ينخرها الفساد، وكان الرئيس “محمد بخاري” (صديق الإمبريالية الأمريكية) قد تعهد خلال حملته الإنتخابية بالقضاء على الفساد، ومنذ تولي منصبه (أواخر أيار/مايو 2015) أطرد أعضاء مجلس إدارة شركة النفط و38 من الكوادر العليا، وعين على رأسها مديرا جديدا، وهو موظف سابق في عديد الشركات الأمريكية، ونائب الرئيس التنفيذي السابق لشركة “إكسون موبيل” إفريقيا وخريج جامعة هارفارد الأمريكية، وتزامن تعيينه مع تدخل سافر لسفير الولايات المتحدة السابق لدى نيجيريا والباحث في مجلس العلاقات الخارجية، الذي دعا إلى “ثورة في الإدارة لمكافحة الفساد في قطاع النفط”، وأظهرت تحقيقات عديدة سرقة مليارات الدولارات من المال العام في شركة النفط وفي غيرها من الشركات والمرافق العمومية، وتعاني شركة النفط من تراكم ديونها المستحقة لشركائها في المشاريع المشتركة، مثل “شل” و”إكسون موبيل”، وقدر البنك المركزي الأموال المنهوبة من النفط بنحو 12 مليار دولار سنويا… أما الرئيس الحالي “محمد بخاري” فهو جنرال شغل منصب وزير النفط عند تأسي الشركة الوطنية للنفط (آذار 1976)، واستولى على الحكم من خلال انقلاب (أواخر 1983) قبل أن يطيح به انقلاب آخر (آب/أغسطس 1985)، وتشغل شركة النفط نحو 24 ألف موظف وهي “مشروع مشترك” بين الحكومة وشركات متعددة الجنسيات مثل “إكسون موبيل” و”شيفرون” و”شل”… تعتبر نيجيريا أكبر اقتصاد وأول منتج للنفط في إفريقيا، بانتاج يقارب مليوني برميل يوميا (ومع ذلك فهي تفتقد إلى مصفاة فعالة)، في حين يعيش ثلثا المواطنين (من إجمالي180 مليون) بأقل من دولار واحد في اليوم، وانخفضت موارد نيجيريا من النفط (المورد الرئيسي للميزانية) بنحو 50% بسبب انخفاض الأسعار واستغناء أمريكا عن نفط نيجيريا الخفيف منذ 2014 لأنها تستخرج النفط الصخري الخفيف ايضا، وذكرت تقارير عديدة اختفاء قرابة 250 ألف برميل يوميا، وحوالي 150 مليار دولار من الخزانة العامة خلال السنوات العشر الأخيرة…  عن أ.ف.ب + وكالة “بلومبرغ” 17/08/15

إيران: تتوقع الحكومة ارتفاع صادراتها من المنتوجات البتروكيميائية بأكثر من 25% سنة 2016 بعد رفع العقوبات وإلغاء القيود على المصارف والتأمين والشحن لتنخفض تكاليف التصدير، وانخفضت صادرات إيران من المنتجات البتروكيميائية من 18 مليار دولار سنة 2011 إلى 14 مليار دولار سنة 2014، وتنتج إيران حاليا 2,87 مليون برميل نفط خام يوميا وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع إنتاج إيران النفطي بسرعة بنحو 750 ألف برميل يوميا إلى ما بين 3,4 ملايين و3,6 ملايين برميل في غضون أشهر بعد رفع العقوبات، وورد في التقرير الإقتصادي للبنك العالمي الذي يصدر كل ثلاثة أشهر إن عودة إيران بشكل كامل لسوق النفط العالمية ستضيف نحو مليون برميل يوميا لإمدادات الخام، وهو ما سيخفض أسعار النفط بعشرة دولارات للبرميل في العام المقبل، وأن رفع العقوبات سينعش اقتصاد إيران الذي يتوقع أن ينمو بنحو 5% في 2016 مقابل 3% العام الجاري  رويترز + أسوشيتد برس 15/08/15

تركيا: تأسس حزب “العدالة والتنمية” في 14/08/2001 على أنقاض الحزب الذي أسسه “نجم الدين اربكان” والذي حكم البلاد سنة 1996، ويحكم حزب “العدالة والتنمية” تركيا (عضو الحلف الأطلسي) منفردا منذ 13 سنة، ولكنه لم ينل أغلبية تمكنه من الحكم خلال انتخابات 2014، وتميزت فترة حكمة بضخ استثمارات أوروبية وأمريكية هائلة، أثناء انخفاض مردود الإستثمارات في الولايات المتحدة وأوروبا، قبل ان تغادر تلك الإستثمارات تركيا وغيرها من الإقتصادات “النامية”، وحينئذ (أي منذ 2013) ظهر إفلاس سياسة العدالة والتنمية في مجال التنمية الاقتصادية، التي كان يفتخر الحزب بأنها ساحته الأكثر نجاحاً، وتراجعت المؤشرات الاقتصادية، فتراجع حجم التجارة الخارجية وانهار سعر صرف الليرة، كما ارتفع  الدين العام ونسبة التضخم ونسبة العاطلين عن العمل وتراجعت الاستثمارات الأجنبية، وتراجع الناتج الإجمالي المحلي غير الصافي وكذلك مرتبة تركيا في الاقتصاد العالمي عن “السفير” 15/08/15  ارتفع معدل البطالة -على أساس سنوي- من 8,8% من قوة العمل خلال الربع الثاني من العام الماضي إلى 9,3% خلال الربع الثاني من العام الحالي بحسب معهد الإحصاء (حكومي)، بسبب ضعف أداء الاقتصاد وتراجع الإستثمار وضبابية الوضع السياسي، وإمكانية إجراء انتخابات نيابية سابقة لأوانها، لأن فرع الإخوان المسلمين في تركيا يريد أن يحكم بمفرده، وبعد سنوات من النمو السريع، بدأ الاقتصاد التركي في التباطؤ بشكل ملحوظ، وخلافا لتوقعات الحكومة تتوقع المؤسسات الدولية  أن لا يتجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي 3% خلال السنة الحالية (2015) والسنة المقبلة، وخسرت الليرة التركية نحو 18% من قيمتها منذ بداية العام الحالي، وبلغت نحو ثلاث ليرات مقابل الدولار، لأول مرة منذ 2005 وخسرت نصف قيمتها منذ 2010، في حين خسرت بورصة اسطنبول 20% من قيمتها منذ بداية العام الحالي، ما اضطر البنك المركزي إلى التدخل من خلال خفض الفوائد على الودائع بالدولار، بهدف الحد من تدهور قيمة الليرة، بعد تراجع بورصة اسطنبول بنسبة 1,4% والليرة بنسبة 1,5% خلال يوم واحد ويحاول وزير الإقتصاد “تهدئة الأسواق”، غداة فشل المفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية، وتعززت مخاوف المستثمرين مع إعلان رئيس الوزراء احمد داود أوغلو (منظر الإخوان المسلمين في تركيا) عن انتخابات تشريعية مبكرة في الخريف على الأرجح، في حين ارتفعت الديون إلى 400 مليار دولار، وخصخصت حكومة الإسلام السياسي ممتلكات عمومية بقيمة 60 مليار دولارا، ويتوقع الملاحظون أن الإنتخابات المبكرة، مهما كانت نتائجها، لن تعيد الإستثمارات التي هربت، بسبب “تطور حالة العنف” مع “حزب العمال الكردستاني” عن رويترز + أ ف ب 17/08/15 اجتذبت تركيا (مثل بعض الإقتصادات الناشئة الأخرى) أموالا وافدة من الخارج، هربت من الأزمة المالية في البلدان الرأسمالية المتطورة، أو ما يسمى “المال الرخيص” الذي لم تعتد الأسواق “الغربية” (بما فيها استراليا واليابان) قادرة على اجتذابه، بعد انخفاض الفائدة على سندات الدولار الى ما يقرب الصفر، فاستفادت منه المصارف والمستثمرون المحليون في تركيا (وغيرها) بواسطة القروض الرخيصة، ووفرت المصارف قروضا رخيصة نسبيا للمستهلكين وللأسر التي تقتني تجهيزات أو سيارات أو محلات سكن، وأصبحت أكثر من 47% من قروض المصدّرين الأتراك بالعملة الأجنبية (خصوصا بالدولار)، وكذلك القسم الأكبر من ديون القطاع الخاص التي وجب تسديد أكثر من 140 مليار دولارا منها هذا العام، وترفع تكلفة هذه القروض كلما انخفض سعر الليرة التركية، وكلما تأزم الوضع الإقتصادي، تحجم المصارف الأجنبية عن اعادة تمويل القروض القائمة، وتمويل العجز التجاري التركي البالغ نحو خمسين مليار دولار سنوياً، وهو عجز كان قائما ولكن التدفقات الأجنبية كانت تغطيه، وبشكل عام، تأسس الإقتصاد التركي خلال العقدين الأخيرين على نموذج سيء، أصبح فيه النمو افتراضيا، لأنه ترك البلاد رهينة لأسواق المال الخارجية، وعلى نمط تنمية أساسه الإستهلاك عبر الإستدانة، ومن سمات الديون، وجوب سدادها عندما يحل أجلها، وهذه هي معضلة النموذج التركي، الذي حاول الإخوان المسلمون تسويقه في الوطن العربي (المغرب وتونس ومصر) عن صحيفة “زمان” التركية الموالية ل”فتح الله غولن” + صحيفة “ايكونوميست” 21/08/15

البرازيل: استفاد الرئيس السابق “لولا داسيلفا” من فترة نمو استثنائية، ولكنه ترك لخليفته “ديلما روسيف” مشاكل عديدة بدأت خلال فترة حكمه، ولكنها تفجرت بعده، منها فضحية الفساد التي طالت شركة النفط الوطنية “بتروبراس” (وكانت ديلما روسيف وزيرة للطاقة وترأست مجلس إدارتها لفترة طويلة) وحقق فيها القضاء مع وزراء ونواب، بخصوص أموال مختلسة من الشركة بحوالي 3,5 مليارات دولار، واستغلت أحزاب المعارضة (اليمينية مثل الحزب الاجتماعي الديمقراطي) الوضع الإقتصادي المتدهور (إضافة إلى انتشار الفساد والرشوة) للإنظمام للمظاهرات المناهضة لإجراءات التقشف وللفساد، في أكثر من 240 مدينة، للمطالبة بإقالة الرئيسة التي انخفضت شعبيتها إلى 8% بسبب الركود الإقتصادي في سابع أكبر اقتصاد عالمي، في حين بلغ معدل التضخم 9% خلال الأشهر الإثنى عشر السابقة…  من جهة أخرى تحقق السلطات في اتهامات بالفساد وغسل أموال والمبالغة في تكلفة إنشاء أحد الملاعب الرياضية، التي استخدمت خلال بطولة كأس العالم الأخيرة لكرة القدم العام الماضي (صائفة 2014)، ويعتقد المحققون أن شركة البناء العملاقة “أودبريشت” قد رفعت تكلفة ملعب “أرينا برنامبوكو” بنحو 12 مليون دولار فوق التكلفة الحقيقية، كما اعتقلت الشرطة عددا من المتهمين بالفساد والرشوة في مختلف مدن البلاد، وكانت قد اعتقلت العام الماضي عشرات رجال الأعمال والموظفين والسياسيين، المتهمين بعدم احترام “قواعد المنافسة” والتلاعب في عملية العطاءات لإنشاء عدد من المشاريع، لصالح شركة “أودبريشت”، ومنها ملعب “أرينا برنامبوكو”، حيث دعيت هذه الشركة العملاقة للمشاركة في العملية، قبل عام من إعلان التفاصيل، مقابل 45 يوما فقط للمنافسين الآخرين لإعداد عروضهم، ولم تعلن التكلفة الرسمية لهذا الملعب أبدا، لكنها تقدر بأكثر من 200 مليون دولار، وتعد “أودبريشت” أكبر شركة للبناء في أمريكا الجنوبية، وتوظف أكثر من 180 ألف شخص في 21 دولة، وللتذكير فإن مئات الآلاف من المواطنين تظاهروا في الشوارع، قبل بدء فعاليات بطولة كأس العالم، احتجاجا على الفساد وتبذير المال العام من أجل الاستعداد لبطولة العالم، بدل الإنفاق على المرافق العامة وتحسين ظروف معية المواطنين (تابعنا الأحداث آنذاك في هذه النشرة) أ.ف.ب 16/08/15 تأثر اقتصاد البرازيل بانخفاض اسعار صادراتها من المواد الأولية (منها النفط) مثل روسيا وجنب افريقيا (وهما عضوان في مجموعة “بريكس”)، بالإضافة إلى تباطؤ اقتصاد الصين، أهم شريك تجاري للبرازيل، وتأثرت الفئات الشعبية والمتوسطة بتباطؤ النمو، بسبب إجراءات التقشف وخفض الإنفاق الحكومي، وكانت المظاهرات قد بدأت في آذار 2013 احتجاجا على تدهور ظروف العيش، ثم ارتفعت وتيرتها قبل بطولة العالم لكرة القدم، قبل أن يتظاهر مئات الآلاف، هذه الأيام، ويتوقع أن ينكمش الإقتصاد بنسبة 1,5% خلال العام الحالي والعام القادم، أي سيكون النمو سلبيا، بعد أن بلغ درجة الصفر (0,1%) سنة 2014 في حين بلغت نسبة التضخم 9% سنويا، ولا تستطيع الشركات أو الأفراد اقتراض أموال من المصارف، إذ بلغت نسبة الفائدة 14,25%، ما يشجع أصحاب المال على استثمار أموالهم في سوق المال أو في قطاعات تدر عليهم عائدا قارا، بدل استثمارها في مشاريع اقتصادية من شأنها تحفيز النمو، بما أن الدولة تخفض إنفاقها، وانخفض حجم مبيعات التجزئة بنسبة 3% على أساس سنوي، وانخفضت قيمة العملة المحلية (الريال) وارتفع عجز الميزان التجاري أ.ف.ب19/08/15

روسيا، اختلال هيكلي: تبلغ حصة المواد الأولية الخامة نحو 90% والنفط والغاز نحو 74% من حجم الصادرات الروسية و 50% من إيرادات الدولة، في حين لا تتجاوز حصة صادرات المعدات والآلات 5%، وبلغت عائدات روسيا من صادرات النفط ومشتقاته والغاز الطبيعي نحو 200 مليار دولارا خلال الفترة 1992- 1999 وارتفعت إلى 3,2 تريليون دولارا بين 2000 و2013، ما مكن الرئيس “فلاديمير بوتين” من إحلال الإستقرار باستخدام عوائد تصدير الطاقة لدعم ميزانية الدولة ورفع المرتبات العاملين وضخ بعض الاستثمارات في الاقتصاد، ولكن روسيا بقيت مستوردا هاما للتكنولوجيات المتقدمة، وحصل “نمو من دون تنمية”، في هذه الفترة التي تفشى فيها الفساد وتعمقت الهوة بين الأغنياء والفقراء، وحقق الاقتصاد الروسي ارتفاعا في معدلات النمو بين 2000 و2007 بمتوسط 7% سنويا، وانخفض المعدل إلى 1,3% سنة 2013 وسيكون النمو سلبيا سنة 2015 وقد تبلغ الدولة مرحلة الإفلاس، كما حصل سنة 1998، بحسب مساعد الرئيس الروسي للشؤون الاقتصادية “أندريه بيلوؤسوف” (18/08/2015) نظرا لانخفاض احتياطي العملة من 500 مليار دولارا إلى 358 مليار دولار من أواخر حزيران إلى منتصف آب (خلال شهر ونصف) والذهب وانخفاض سعر “الروبل” بنحو 20% منذ مطلع العام الحالي، بسبب انخفاض سعر النفط الخام إلى مستويات قياسية، مع توقعات بمواصلة تراجعه، وهو المصدر الرئيسي لإيرادات الدولة وللعملة الأجنبية (إضافة إلى العقوبات الأمريكية-الأوروبية والحظر وهروب رؤوس الأموال) ما يؤثر حتما على النمو الاقتصادي والناتج المحلي الإجمالي وميزانية الدولة وميزان المدفوعات والبرامج الاجتماعية للحكومة وعلى سعر صرف الروبل،  وتؤكد مصادر روسية أن هبوط سعر النفط بمقدار دولار واحد يحرم الميزانية الروسية من نحو 2,5 مليار دولار، وهو وضع يتسم بالتبعية للنفط ولتقلبات السوق، لأن الحكومة الروسية لم تستغل فرصة ارتفاع أسعار النفط للخروج من هذه التبعية وإعادة تصنيع البلاد، وتنويع الاقتصاد… عن “روسيا اليوم” + رويترز 21/08/15

 آسيا: ارتفع عدد سكان المدن في شرق آسيا بين 2000 و2010 بنحو 200 مليون شخص، بمعدل 3%  سنوياً، وارتفعت الكثافة السكانية في مدن شرق آسيا بأكثر من ب 1,5 مرة متوسط الكثافة السكانية المدنية في العالم، بزيادة من 5400 إلى 5800 شخص في الكيلومتر المربع الواحد بين 2000 و2010 ومع ذلك فإن سكان المدن في هذه المنطقة لا يزيد عن 36% فقط من إجمالي السكان، ويهتم المستثمرون الرأسماليون بهذه البيانات من أجل بناء استراتيجية تجارية وصناعية، ويعتبرون سكان المدن أعلى دخلا من سكان الأرياف و”مستهلكين وزبائن ممكنين”، ويغلفون ذلك بجمل رنانة مثل “إن التمدن يمثل حافزا للنمو الإقتصادي” (أي نمو أرباحهم)، ويرتبط ارتفاع سكان المدن بتحول في هيكلة قطاعات الإنتاج الرئيسية من الزراعة التقليدية العائلية إلى زراعة المساحات الواسعة واستخدام الآلات في الريف،  وإلى الصناعات التحويلية والخدمات وقطاعات التقنية والإبتكار في المدن، وشهدت الصين وإندونيسيا وماليزيا وتايلاند، خلال العقد الماضي، أسرع معدلات نمو للتمدٌّن، وتضاعفت نسبة سكان المدن في الصين ونمت بمعدل مسجلةً تراوح ما بين 30% و55% بين 2004 و2014 ونمت في إندونيسيا من 35% إلى 54%  وفي ماليزيا من 54% إلى 74% وفي تايلاند من 30% إلى 47%  عن شركة “آسيا للإستثمار” 15/08/15

الصين: بعد ثلاثة أيام على الانفجارات الكيماوية في المنطقة الصناعية بميناء مدينة “تيانجين” ارتفع عدد المصابين إلى 114 قتيل و722 مصاب نقلوا إلى المستشفى، منهم أكثر من سبعين في حالة خطيرة، بحسب السلطات التي أعلنت نقل سكان المنطقة بسبب مخاوف من انتشار غاز “سيانيد الصوديوم” السام جدّاً، وأعلنت “إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية” إغلاق أو حذف 360 حساباً على مواقع التواصل “الاجتماعي” بسبب نشرها أخبارا عن الإنفجارات وعن الضحايا، ما اعتبرته السلطات “شائعات”، وخلفت الانفجارات حرائق ودماراً واسعاً، مع احتمال حصول تلوث كيماوي، واحتج السكان وأقرباء الضحايا على نقص البيانات الرسمية وغياب الشفافية، حول الأسباب الحقيقية للحادث والعدد الحقيقي للمصابين، ونظموا اعتصاما، خلال ندوة صحفية رسمية وطالبوا بتعويضات، وتشمل قائمة المواد التي كانت موجودة في مخازن بعض الشركات، التي تشغل عددا هاما من العمال، “ثاني كبريت الصوديوم” و”مغنيزيوم” و”صوديوم” و”نترات البوتاسيوم” و”نترات الأمونيوم” و”سيانيد الصوديوم” وغيرها، وأرسلت السلطات فريقا يتألف من 217 عسكرياً متخصصين في الأسلحة النووية والجرثومية والكيماوية إلى “تيانجين” التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة، لفحص منطقة الإنفجار والسكان الذين كانوا متواجدين في محيط المنطقة الصناعية، في حين ابتهج مسؤولو الشركة الفرنسية “فيوليا” التي تدير توزيع وتطهير المياه في المدينة، لأن السلطات الصينية كلفتها بتطهير المياه الملوثة ومحيط الإنفجارات، وستجني بذلك أرباحا استثنائية… تفرض معايير السلامة الصينية إبعاد مستودعات المواد الخطيرة كيلومتراً واحداً على الأقل عن المناطق السكنية ومحاور الطرقات الرئيسية، ولكن هذه المعايير غير محترمة، بسبب الفساد والرشوة وانعدام الرقابة على المصانع، ما يؤدي إلى حوادث كثيرة يذهب ضحيتها آلاف العمال سنويا في الصين (راجع العدد السابق) عن “شينخوا” + أ.ف.ب 16/08/15  إلى جانب الأضرار البشرية (قتلى وجرحى) قدرت شركات التأمين خسائرها بما لا يقل عن مليار دولار، وتوجد في المنطقة الصناعية بالميناء أكثر من 285 شركة من كبار الشركات العالمية، وتضررت عدة شركات من انفجار “تيانجين” الذي أحرق أو هدم جزءا من مكاتبها ومصانعها وإنتاجها، وأعلنت شركة “رينو” الفرنسية للسيارات ان 1500 من سياراتها المعدة للبيع قد احترقت بالكامل، وستجد الشركة صعوبة في تلبية رغبات زبائنها في الصين خلال شهري آب وأيلول، بحسب الصحف الصينية التي أعلنت ان 12 شركة للسيارات تضررت من هذه الإنفجارات، منها شركة “فولكسفاغن” التي خسرت نحو 2500 سيارة كانت تنتظر شحنها في الميناء، وأعلنت شركة “تويوتا” اليابانية لصناعة السيارات التي تشغل 1200 عامل في مصانعها بميناء “تيانجين” التي تنتج نصف سياراتها المصنعة في الصين (نحو 440 ألف سيارة) ان 50 من عمالها جرحوا من أثر الإنفجارات، وأغلقت مصانعها لمدة ثلاثة أيام، فيما خسرت شركة “متسوبيشي” حوالي 600 سيارة، وأعلنت شركة “جون دير” إغلاق مصانعها في “تيانجين” التي تزود بلدان آسيا بالجرارات الفلاحية  أ.ف.ب 18/08/15 استثمرت الدولة أكثر من 41,4 مليار دولار في إنشاء سكك حديد محلية خلال النصف الاول من العام الحالي، بزيادة 12,7%  وأضافت 2226 كيلومترا من خطوط سكك الحديد الجديدة لتسير عليها القطارات فائقة السرعة، التي بدأت تشغيلها في مقاطعة ” هيلونغجيانغ”، أقصى شمالي البلاد لتختصر رحلة كانت تدوم ثلاث ساعات بين مدينتين إلى ساعة و25 دقيقة (85 دقيقة)، وتستهدف الصين استثمار 124 مليار دولار في بناء 8 آلاف كيلومتر من الخطوط الحديدية  الجديدة هذا العام  “شينخوا” 17/08/15 استراتيجية جديدة للتنمية؟ رحب صندوق النقد الدولي بقيام الصين بخفض قيمة عملتها الوطنية “اليوان” (إثر تراجع نسبة النمو فيها)، وأشاد باقتراب الصين من ترك آليات السوق تحدد قيمة عملتها، ما يعني تغييرا في سياسات التنمية في الصين، وهو ما كان الصندوق (بتحريض من الولايات المتحدة) يحث الصين منذ سنوات على تنفيذه، “وأن تكف الحكومة عن تحديد قيمة العملة المحلية”، ويتوقع صندوق النقد ألا تتجاوز نسبة نمو الإقتصاد الصيني 6,8% هذا العام و6,3% العام المقبل، وهي نسب أقل مما تستهدفه الصين، وأثار خفض قيمة العملة الصينية مخاوف لدى المستثمرين والأسواق المالية، لأن خطوة الصين جاءت إثر تراجع نمو اقتصادها، وهو ثاني أكبر اقتصاد عالمي، يمكن أن يؤثر تراجعه في النمو الاقتصادي العالمي ككل، وانخفاض الطلب، وهو ما قد يؤدي بعديد البلدان إلى تحفيز الطلب (بشكل اصطناعي) عبر خفض الأسعار وتخفيض كل دولة عملتها، لخفض أسعار إنتاجها المعد للتصدير، وكانت الصين قد بدأت، منذ الأزمة الإقتصادية الحادة في الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، تغيير استراتيجية التنمية من الإعتماد على التصدير إلى تحفيز الطلب والإستهلاك الداخلي، وكنا قد أشرنا مرات عديدة في هذه النشرة إلى ذلك، وكان الإستهلاك الداخلي قد نما في الصين بنسبة 6,9% خلال سنة 2014 ويتوقع أن ينمو بنسبة 7,1% هذا العام، رغم تراجع نمو الاستثمارات من 7,6%  سنة 2014 إلى 5,8% خلال العام الحالي… يقدر حجم التداول اليومي في سوق العملات الدولية ما قيمته خمسة ترليونات دولار (خمسة آلاف مليار دولار يوميا)، ولكن العملات طبقات، إذ يشكل الدولار والين واليورو والجنيه الاسترليني “عملات دولية”، تستخدم كاحتياطات مالية سواء للبنوك المركزية أو المؤسسات المالية الدولية كالبنك العالمي وصندوق النقد الدولي، أما باقي عملات العالم، فهي عملات محلية ولا يقع تداولها سوى في البلدان المجاورة أو من خلال اتفاقيات معقدة، بما فيها الروبل الروسي واليوان الصيني والريال البرازيلي أو الروبية الهندية، وبالتالي فإن تأثيرها في التبادل التجاري العالمي ضعيف، ولا يكاد يذكر، لكن خفض الصين لعملتها قد يؤدي إلى منافسة الصين للهند وروسيا في سوق الإستثمارات الدولية، ولكنه لن ينافس العملات الرئيسية الأربعة عن البنك العالمي + رويترز 17/08/15 ضخت الحكومة ما يعادل 117 مليار دولار من المال العام في خزائن المصارف والمؤسسات المالية، بهدف “تحفيز النشاط الإقتصادي” والمحافظة على حجم السيولة في المصارف، بعد خفض نسبة الفائدة أربع مرات متتالية، وهي نفس التعلة التي قدمتها حكومات الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي أثناء أزمة 2008-2009، وطلب البنك المركزي من هذه المصارف استخدام الأموال في تقديم قروض للمؤسسات الصغرى وللقطاع الفلاحي والبنية التحتية وللشركات امتصدرة للإنتاج الصيني ، وسبق أن ضخت الحكومة (بواسطة البنك المركزي) أموالا في خزائن المصارف، لنفس الغرض، ولكن الأموال استخدمت في أغراض أخرى منها المضاربة والمتاجرة بالأسهم في سوق المال… تقدر قيمة احتياطي العملة في الصين بأكثر من أربعة آلاف مليار دولار (أربعة تريليونات دولار)، ولكن نسبة نمو الإقتصاد قد تنخفض هذا العام إلى 7% وهو أدنى مستوى خلال 25 سنة، في حين انخفضت قيمة الصادرات بنسبة 8,3% على أساس سنوي، في شهر تموز، وهو أكبر انخفاض خلال أربعة أشهر، وقد تواصل الصادرات تراجعها خلال الأشهر القادمة، وحاول المصرف المركزي تحفيز الإستثمار بطرق شتى، خلال الأشهر الأخيرة، دون جدوى، حيث ذهبت الأموال إلى غير ما خصصت له، وتشجع الحكومة الشركات على الاستثمار في الخارج لاستخدام الإحتياطات المرتفعة للنقد الأجنبي، وأيضا لمساعدة الشركات المحلية على الإحتكاك والتنافس مع الشركات الأجنبية في الأسواق العالمية رويترز 19/08/15

اليونان: وافق وزراء مالية منطقة اليورو على إقراض اليونان 86 مليار يورو (95,5 مليار دولار) بعد موافقة البرلمان اليوناني على شروط صارمة كانت الحكومة ترفضهاقبل الإتفاق الأخير، واستنجد رئيس الحكومة (تسيبراس) بأصوات المعارضة (يمين) لتمرير الاتفاق بعدما تمرد عليه نحو ثلث أنصاره، ما قد يؤدي إلى إجراء انتخابات مبكرة، ولن يستفيد العمال والمتقاعدون والفقراء من هذه القروض الجديدة بل سيعود معظمها إلى الدائنين، وستخصص 13 مليار يورو (14,4 مليار دولار) لسداد قسط من الديون (ومجموعها 320 مليار يورو، أو 355 مليار دولار) لفائدة البنك المركزي الأوروبي، وعشرة مليارات يورو (11 مليار دولار) لإعادة هيكلة رؤوس أموال المصارف، والتزمت حكومة “سيريزا” بتحقيق فائض أولي في الموازنة خلال ثلاث سنوات وتنفيذ برنامج واسع لخصخصة مؤسسات عمومية بقيمة ستة مليارات يورو، ستذهب مباشرة إلى خزائن المصارف “التي تضررت من الوضع المالي للبلاد”، وستخضع الحكومة إلى تقييم عملها خلال شهر تشرين الأول/اكتوبر 2015 من قبل الدائنين: المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي، وطلب صندوق النقد إعفاء اليونان من جزء من ديونها، لتفادي العجز التام عن تنفيذ شروط الدائنين المجحفة، مع إلزام الحكومة بإصلاحات هيكلية، ليستطيع الإقتصاد تحمل الدين العام المرتفع (الدولار = 0,9001 يورو) رويترز 15/08/15 أصبح اليونان تحت وصاية الدائنين أكثر من أي وقت مضى، إثر آخر اتفاق حصل بين حكومة “سيريزا” والدائنين، وموافقة الحكومة على أولى عمليات الخصخصة التي تشمل 14 مطارا رئيسيا بعقد قيمته 1,23 مليار يورو (1,36 مليار دولار) مع شركة “فرابورت سلينتل” الألمانية، وهذه أول عملية خصخصة يُعلَن عنها منذ موافقة وزراء مالية مجموعة اليورو على “خطة مساعدة” (أي قروض بفائدة) هي الثالثة منذ 2010، وطلبت الجهات الدائنة إنشاء صندوق للخصخصة برأسمال قدره خمسون مليار يورو يشمل خصوصًا المرافئ والمطارات وسكك الحديد، تديره أثينا (شكليا) لكن بإشراف “المؤسسات الدولية”، واعتبر المعارضون داخل ائتلاف “سيريزا” ومسؤولو النقابات قرار الخصخصة خطوة أولى باتجاه “بيع كامل لليونان”، وكانت الحكومة اليونانية السابقة منحت الشركة الالمانية امتياز ادارة المطارات بين 40 و50 عاما، الا ان حكومة “سيريزا” علقت تنفيذ الإتفاق (راجع العدد السابق) أ.ف.ب 18/08/15

النرويج: تعتبر النرويج من أكبر مصدري النفط والغاز، واعتمدت منذ بداية الطفرة النفطية سياسة سياسة بعيدة المدى من أجل تأمين مستقبل الأجيال المقبلة، ويعتبر الصندوق السيادي النرويجي الذي بلغ حجمه 870 مليار دولار، من أهم الصناديق السيادية، ومن أكثرها نجاعة، ولكنه تأثر بالأزمة وبتراجع أسعار النفط الخام،، فتراجعت قيمته بنسبة 0,9% أي 8,8 مليار دولارا خلال الربع الثاني من العام الحالي، بالتزامن مع انخفاض الأسهم والسندات التي في حيازته، وهو التراجع هو الأول من نوعه للصندوق في ثلاث سنوات، وتأثر الصندوق بانخفاض أسهم الشركات العملاقة التي يمتلكها مثل “تستليه” السويسرية، وهي أكبر شركة عالمية للغذاء و”آبل” للمعلوماتية والإتصالات، وشركة الأدوية العملاقة “نوفارتيس”، كما يملك سندات أمريكية ويابانية، وألمانية… يشكل النفط 20% من إجمالي الناتج المحلي ونحو 50% من قيمة الصادرات، وأدى انخفاض سعر النفط الخام إلى تسريح 20 ألف عامل في قطاع النفط منذ بداية العام الحالي، وإلى انخفاض الإستثمارات في النرويج وارتفاع نسبة البطالة منذ شهر أيار/مايو، وتراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 0,1% خلال الربع الثاني من السنة الحالية، كما انخفضت قيمة العملة المحلية (كرونة) ويتوقع البنك المركزي الا تتجاوز نسبة النمو 1,25% هذا العام (2,2% سنة 2014) وخفض نسبة الفائدة على إقراض المؤسسات إلى 1% في محاولة لتحفيز الإستثمار أ.ف.ب 20/08/15

بريطانيا، فوارق طبقية: تندد الحكومة ومعظم الصحف البريطانية بالعمال الذين يضربون عن العمل من أجل تحسين رواتبهم وظروف عملهم (رغم صعوبة تنفيذ الإضرابات في بريطانيا) وتفرض الحكومة سياسة التقشف على الأجراء والفقراء، في حين ارتفع متوسط رواتب ومنح المديرين التنفيذيين للشركات الكبرى المدرجة في مؤشر “فايننشيال تايمز” من 4,123 مليون جنيه استرليني سنة 2010 إلى 4,964 مليون جنيه استرليني (للفرد) سنة 2014 أو ما يعادل 183 مرة متوسط أجور الموظفين البريطانيين العاملين بدوام كامل الوقت (160 مرة سنة 2010 و 182 مرة سنة 2013)، وأثارت هذه الفجوة الطبقية العميقة حفيظة الأمين العام لنقابة (TUC) الذي قارن بين انخفاض مستوى العيش لدى العمال وارتفاعه بشكل استفزازي لدى المديرين ومسيري المؤسسات، وهم المستفيدون الوحيدون من نمو الإقتصاد عن أ.ف.ب 17/08/15

منطق القوة الأمريكي: تحاول الولايات المتحدة تعزيز هيمنتها على العالم، بأقل قدر من الخسائر، ولذلك يستخدم الجيش الأميركي الطائرات الآلية (درونز) منذ 2011 لاغتيال من يشاء في أي بقعة من الأرض، ويعتزم مضاعفة طلعات هذه الطائرات خلال السنوات الأربع المقبلة (من 61 طلعة يومية حاليا إلى 90 سنة 2019) لتعزيز أنشطة الاستخبارات وزيادة حجم عمليات المراقبة والإغتيال في “مناطق النزاعات”، أي المناطق التي أشعلت فيها الولايات المتحدة نيران الحرب مثل أوكرانيا والعراق وسوريا وبحر الصين الجنوبي وشمال أفريقيا، وتعتزم وزارة الحرب الأمريكية توسيع مناطق المراقبة والإغتيال، رغم الانتقادات المتكررة من مراقبين، يؤكدون أن الغارات التي شنتها هذه الطائرات وسط سرية كبرى قتلت ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص من المدنيين عن صحيفة “وول ستريت جورنال” – أ ف ب 16/08/15 إضافة إلى الطائرات الآلية، تستخدم الولايات المتحدة المرتزقة لتنفيذ أهدافها بأقل الخسائر، وأعلنت  وزارة الحرب الأميركية “البنتاغون” إنها دربت 200 مسلح وستدرب قريبا 1500 آخرين، للقتال في سوريا (بتعلة محاربة “داعش”) وحصلوا أثناء التدريب على “ما بين 250 إلى 400 دولار شهرياً، وبحسب الصحف الأمريكية “تطوع” نحو ستة آلاف مرشح للمشاركة في هذه التدريبات خالصة الأجر (وهو ما يسمى الإرتزاق من الحروب)، وتتكفل المخابرات الأمريكية باختبار المترشحين، من حيث الإستعداد للقتل ومن حيث اللياقة البدنية رويترز 22/06/15

إرهاب، تأثيرات جانبية: تملك شركة “توي” الألمانية للسياحة شركتي “تومسون” و”فيرست تشويس” للسياحة، وتنظم عددا هاما من الرحلات إلى بلدان مثل تونس واليونان، وأعلنت مؤخرا عن انخفاض أرباحها بأكثر من 32 مليون دولارا، نتيجة الهجوم على شاطئ مدينة “سوسة” التونسية في حزيران/يونيو 2015 الذي خلف 38 قتيلا، بينهم 33 شخصا من زبائن شركة “توي” التي اضطرت إلى إعادة الزبائن إلى بلادهم، وألغت رحلات بقيمة 12 مليون دولارا، نتيجة الهجوم، بعد أن أصدرت بعض الحكومات تحذيرا بشأن السفر إلى تونس بعد الهجوم، وسجلت الشركة أرباحا بلغت نحو 53 مليون دولارا خلال الربع الثالث من العام، مقارنة بخسارة بلغت 6,1 مليون دولارا خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وكان يمكن أن تحقق أرباحا أعلى لولا حادثة تونس والاضطراب الاقتصادي في اليونان، وصعوبة سحب النقود من المصارف، ولكنها غطت هذا النقص بارتفاع الحجوزات الصيفية عن مستوى العام الماضي عن د.ب.أ 13/08/15 

احتكارات: وقعت شركة “إيرباص” الأوروبية لصناعة الطائرات مع شركة “انديغو” الهندية عقدا ضخما لبيعها 250 طائرة من طراز ايه 320 نيو، مقابل 26,5 مليار دولار، وفق الأسعار الرسمية المعتمدة، ما يرفع عدد الطائرات من هذا الطراز، التي تعاقدت على تسليمها في السنوات القادمة، إلى 4100 طائرة، وكانت “انديغو” قد تقدمت بطلب الشراء سنة 2014، وحولت حاليا الطلب إلى صفقة رسمية بتوقيعها العقد على هامش الاحتفال بالذكرى 69 لاستقلال الهند، ورفعت بذلك عدد طائرات “ايرباص ايه 320”  لديها إلى 530 طائرة من 2005 إلى 2015 وكانت الصين قد اشترت في أواخر شهر حزيران/يونيو 2015 خلال لقاء رئيسي حكومتي الصين وفرنسا في باريس 70 طائرة من طراز ايرباص ايه 330 بقيمة 18,5 مليار دولار، واشترطت الصين إقامة مصنع في الصين لتجميع وتركيب طائرات ايرباص ايه 330، ليكون الثاني من نوعه بعد المصنع المختص في تركيب طائرات ايه 320   أ.ف.ب 17/08/15

 

 

قد يعجبك ايضا