رسالة من أرض المقاومة إلى الأقصى الجريح / مي حميدوش

 

ميّ حميدوش ( سورية ) الإثنين 24/8/2015 م …

تأتي اليوم الذكرى الـ 46 لإحراق المسجد الأقصى وسورية تكافح في وجه الإرهاب والتطرف، اليوم ليس مجرد ذكرى إنما مناسبة عربية وإسلامية ودولية لفك الحصار عن القدس وأهلها، لان ما يجري في المدينة أبشع واخطر مخطط يجري تنفيذه في ظل الانشغال العربي والإسلامي في قضاياهم الداخلية التي حركتها قوى التآمر الرجعي ودويلات الخليج.

ما أعطي إسرائيل فرصة الاستفراد بالقدس وأهلها لتنفيذ اخطر مشروع تهويدي للمدينة وتصفية الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة.

في يوم الإحراق المشؤوم أتت النيران على كامل محتويات الجناح الشرقي للمسجد الأقصى بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين ،كما أتت النار على مسجد ’’عمر’’ والجسور الخشبية ومحراب ’’زكريا’’ المجاور لمسجد ’’عمر’’ وثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق بالإضافة إلى الجدار الجنوبي و48 نافذة ، والسجاد العجمي .

واليوم ما يزال بني صهيون يواصلون اعتدائهم على حرمة المسجد الأقصى ما بين اقتحامات لأفراد من المستوطنين إلى اقتحامه من قبل شخصيات ورموز يهودية دينية ، وسياسية مرورا بالاقتحامات الجماعية التي أصبحت بشكل يومي ، وقبل ذلك حفر مئات الأنفاق تحت أساساته بحثا عن سراب الهيكل المزعوم.

يأتي ذلك وسط صمت وتخاذل أعرابي حيث لم يبقى سوى محور المقاومة بمكوناته الحقيقية واقفاً في وجه العدوان وسورية اليوم تدفع ثمن دعمها للقضية الفلسطينية.

وعلى الرغم من شراسة الحرب على محور المقاومة إلا أن المسجد الأقصى صامد مازالت سورية صامدة والنصر قريب وسورية ستبقى ملجأ الجميع وقلعة المقاومة الصامدة وبما أننا تحدثنا عن المقاومة فلا بد من التذكير بأن حماس ساهمت إلى حد كبير في تصفية القضية الفلسطينية .

في هذه الذكرى الأليمة  نطالب كل الشعوب العربية والإسلامية بالنظر إلى الأقصى وحاله بعد 46 عاما من إحراقه، وأن لا تشغلهم قضاياهم الداخلية عن الأقصى الذي هو بوصلتهم الأساسية، بل يجب أن تكون هذه البوصلة هي المحرك الأساسي نحو تحرر الشعوب ورفعتها.

قد يعجبك ايضا