إطلاق “رصاصة الرحمة ” ، على العصابات الإرهابية ، بات ضرورة .. من قبل داعميها ***

 

الإثنين 18/7/2016 م …

 محمد شريف الجيوسي 

تتسارع الأحداث إقليميا ودولياً ، فمن بدء مصالح تركية روسية ، وتركية إسرائيلية ، رغم أن العلاقات لم تتوقف بينهما في حقيقة الأمر بينهما تماماً ، وإن جرت المتاجرة بهذا التوقف ، على صعيد الإسلام السياسي ، ولم تتضمن هذه المصالحة أي وعد أو إنجاز على صعيد غزة ، التي يربط حكامها بأنقرة الإخونة ، الأمر الذي أشعر هؤلاء بخيبة أمل كبيرة .

وجاءت تصريحات رئيس وزراء تركيا المواربة ، حول المصالحة مع سورية ، والتي قُدمت بأكثر من رواية ، بمثابة القنبلة ، سواء كان المقصود بالمصالحة حدوثها مع استمرار الدولة الوطنية السورية بوضعها الراهن ، أو ما بعد مايزعم أنه (رحيل الأسد ) ، حيث من الطبيعي وقتها أن تعود العلاقات بين سورية وتركيا ، على إفتراض رحيل الرئيس الأسد ، بين نظامين متطابقين ، لكن الجديد هنا ، توقيت تصريحات رئيس الوزراء التركي ، ما يرجح الرواية الأولى في النص ، وإن جرت محاولات خجولة وتبريرية للتصريح .

ولا بد أن مصالحة تركيا مع روسيا ، ستفرض مستجدات على الموقف التركي تجاه سورية ، لكن سورية التي تضررت كثيراً من التآمر التركي عليها ،لن تتقبل ذلك بسهولة، إلا إذا اقتصر على التنسيق بمكافحة الإرهاب ،  في حال تحولت تركيا جدياً إلى مناهضته وأوقفت تآمرها على سورية .

ومن الأحداث المتسارعة ما كشفته حديثاً وسائل إعلام ،  عن مطالبة جهاز أمن الدولة القطري من الجهات المالية المختصة في قطر ، موافاته بأرصدة 5 من كبار رجال الأعمال السوريين المقيمين في الإمارة، والذين نشطوا بشكل واسع في دعم الجماعات المسلحة في سورية . .

كما تحدثت هذه الوسائل ، عن قيام المخابرات القطرية بالقبض على المليونير السوري معتز الخياط، رئيس مجلس إدارة شركة أورباكون للتجارة والمقاولات التي تتخذ من قطر مقرا لها  ، والذي كانت قطر بحسب المصادر تعتمد علية في تأمين السلاح للعصابات الإرهابية ، والذي يقال أنه من المقربين جدا من الشيخة موزة، وقد تم اعتقاله اثناء وجوده على متن يخته الخاص حيث كان يقيم حفل عشاء لبعض أصدقائه.

ومن الأحداث المتسارعة، الموقف الحدي جداً ؛ للإتحاد الأوروبي في اجتماعه الأخير بمواجهة روسيا، وما استتبع من ردة فعل روسية شديدة، فهمت واشنطن أبعادها ، فأوفدت وزير خارجيتها إلى موسكو للتهدئة في فترة ( عصيبة ) بالنسبة للولايات المتحدة ، بعد خروج بريطانيا من الإتحاد ، الأمر الذي ينعكس عليها أيضاً بشكل سلبي . وحيث تُقبل على إنتخابات رئاسية جديدة ، تهم الإدارة الأمريكية الحالية أن لا تخشرها بمواجهة الحزب الجمهوري .

والأهم أن واشنطن التي جرّبت كل الخيارات سواء على صعيد أوكرانيا أو سورية ، يبدو أنها بدأت تستوعب أنها دون التوافق مع روسيا ، لن تتمكن من الخروج من المأزقين بأقل قدر من الخسائر ، سيما وأن الحلفاء الإقليميين لم يتمكنوا ولن يتمكنوا من تحقيق أية إنجازات ، بل بدأت شرارات أفعالهم الغبية تصل إليهم .  

وتعلم واشنطن (أو هكذا يفترض) أن توجهات تابعين تقليديين لها ، في الفترة الأخيرة للتنسيق مع الكيان الصهيوني ، لن يجر هؤلاء إلا إلى مزيد من العزلة في الإقليم ، والفشل ، وإلى تسعير الخلافات بين أجنحتهم، حيث يجد من هم خارجها فرصة لإستخدام تلك التوجهات ضد من هم في الحكم ، ومثل هذا الإستخدام سيلقى قبولاً شعبياً ودعم قوى سياسية منظمة وقوية في الإقليم، طالما هي اليد ممدودة لـ ( إسرائيل ) .

ولا يغيّر من هذه القواعد،تصريحات أمريكية مكابرة هنا أو هناك، لغايات الإستهلاك (المحلي) الأمريكي ، اولغايات تقديم جوائر ترضية، للتابعين التقليديين، الذي أصبحوا مكلفي الولاءعلى المصالح الإستراتيجية الأمريكية .

وفي الأسابيع الأخيرة شهد الأردن 3 اعتداءآت إرهابية متتالية في إربد والبقعة وعلى الواجهة الشمالية الشرقية لحدوده ، ما أسقط شهداء وجرحى ، وما يظن من توافر خلايا نائمة تشكل الجماعات السلفية ( الجهادية ) ومهربي المخدرات والسلاح بطانات حاضنة لهذه العصابات.  

وجاء الحادث الإرهابي الفظيع في نيس الفرنسية، ليوقظ من (أرخى بدناً) في الغرب، وظن أن الحلول الترقيعية لمشكلات اللجوء ودعم جماعات (معتدلة) مسلحة ، ومزاعم محاربة الإرهاب فيما هم يغذونه مباشرة وبالواسطة ، بأمل إسقاط سورية ، وإحتلال العراق  بجهود غيرهم ، ودون جحافل عسكرية أمريكية ـ  ستجدي نفعا ، ليثبت مجددا خطل هؤلاء ، وابتعادهم بالمطلق عن الواقع ، ما يستدعي محاربة حقيقية للإرهاب بالتنسيق مع المحور الذي حاربه فعلاً وحقق انجازات مهمة على هذا الصعيد . 

وحيث تستعد داعش للإنطواء والعمل تحت الأرض بعد معركة الموصل القادمة ،  وما يحققه بالتزامن الجيش العربي السوري من إنجازات متتالية ، بمساعدة حلفائه ، وحيث تتلاشى فرص حلفاء السعودية في اليمن ، وتتجه النية لتوحيد القوى العاملة ضد العصابات الإرهابية في ليبيا في مجلس موحد ، يتضح أن كل شيء ، يتجه إلى إسقاط العصابات الإرهابية والجهات الداعمة لها .

لقد جاء حادث مدينة نيس الإرهابي الفظيع، بمثابة إطلاق رصاصة (الرحمة ) على العصابات الإرهابية وعلى الفكر والفعل المبرر والداعم للإرهاب ، ونخال ان ما بعد هذا الحادث ليس كما قبله بالضرورة.

 [email protected]

  *** هذه المقالة كتبت قبل محاولة الإنقلاب في تركيا لكنها نشرت بعده

عن ورقية البناء اللبنانية وشبكة الأردن العربي

قد يعجبك ايضا