الخيانة الحقيقية والخيانة المزيفة / المهندس هاشم نايل المجالي

 المهندس هاشم نايل المجالي ( الأردن ) – الجمعة 6/8/2021 م …

الخيانة كلمة وقعها ثقيل على النفس ، وتصبح صورة صاحبها في مخيلة كل انسان على هيئة شيطان ، وفي الموروث الشعبي قبيح ويثير النفور الشديد منه لدى الناظر اليه .




فالخيانة لا تنتمي الى عائلة المفاهيم الشريرة ، فهي تنبثق من القيم النبيلة الوطنية والانتماء والوفاء ، وهي اشبه ما تكون كالعفريت الذي يظهر للبسطاء ليثير فيهم الدهشة والنعرات والفتن والانحرافات والرعب من القادم ، او كالجرثومة التي تنحر في اصل الشجرة لتحدث خللاً وتعصف بالشجرة لتلحق بها الضرر .

وان كان للخيانة انواع فان اشدها الخيانة الوطنية المؤذية والخطيرة ، لان ضحاياها كثر وتسعى الى دمار البلاد والعباد والاقتصاد ، وصاحبها فاقد للاحساس والانسانية ، فهناك من اصحابها من هو متلبس بها علناً ويفتخر بها وبصفاتها وممارستها ، متوارياً خارج الاوطان حتى يسقط القناع معتبراً نفسه الخائن النبيل .

ويحضرني اسم بروتس كواحد من اكثر هؤلاء شهرة بصفته ( الخائن النبيل ) ، والذي ردعلى جملة صديقه المغدور يوليوس قيصر الذي ساهم بالقضاء عليه وقال الجملة الشهيرة ( حتى انت يا بروتس ) ، بالقول انا احبك ولكنني احب روما اكثر .

قد يختلف مفهوم الخيانة من زمن الى زمن ومن مكان الى مكان حسب الظرف وحسب مستوى الوعي وسلّم القيم والمباديء والاخلاق .

فهناك خيانات صغيرة وكبيرة وهناك خيانات حقيقية وخيانات مزيفة والخيانة المزيفة تحتاج الى مراجعة وتشريح فمنها ما هو خفي ومنها ما هو ظاهر ومنها طمع في المنصب او المال ومنها حق وكيد ، او يعاني الخائن من مرض نفسي كشخص هستيري يتسم بسطحية وانفعالية ، او يتمحور حول الذات وحب الاستعراض معتبراً الكلام والجعير نضالاً فكم من الشخصيات التي نقرأ تاريخها قد لعبت أدواراً بشتى انواع الخيانة أساءت لوطنها ولشعبها ، وما لبثت وان عادت الى رشدها تستجدي العفو والمسامحة والغفران تتشكوَن كطفل وديع ، تقبل بأي شيء مقابل العفو بعد الخيانة ، انه نوع من انواع هزيمة الذات التي سيبقى يعاني منها في مجتمعه وبين أصحابه .

 

 

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا