المرأة التي تساوي وزنها ذهبا .. من حلب / نارام سرجون

 

نارام سرجون ( سورية ) السبت 7/5/2016 م …

كنا نسمع عن أشخاص يساوون وزنهم ذهبا لكثرة مايملكون من مواهب وأخلاق وقيم وصدق ومبادئ وعلم .. وكنا نسمع عن أشخاص يساوون قناطير من الذهب .. وأشخاص لايساويهم كل ذهب العالم .. والفنانة السورية الوطنية رغدة تساوي كل هؤلاء .. ولايجرؤ الذهب على أن ينازلها في ميزان .. فهي نقية الوطنية كالألماس وصافية النفس كماء المطر .. وموقفها من وطنها لايقدر بثمن ..

ترى كم معارضا تساوي هذه المرأة الذهبية ..؟؟ ولو وقفت كل المعارضة في كفة ميزان وضمت كل المثقفين من جماعة الحرية والديمقراطية وصناديق الانتخابات و”الشعب يريد” .. والى جانبهم كل الاعلاميين العرب من المحيط الى الخليج .. لو وقف كل هؤلاء في كفة ميزان الوطن مقابل هذه الفنانة الرائعة..؟؟

كم رنا قباني تساوي هذه المرأة وكم بسمة قضماني أو سهير الأتاسي؟؟ انها لاشك تساوي حمولة شاحنة كاملة من نسخ من رنا قباني .. وحمولة باخرة من نسخ بسمة قضماني .. وناقلة نفط محملة ببراميل فيها نسخ من سهير الأتاسي ..

ترى كم خديجة بن قنة تساوي رغدة؟؟ ربما 30 الف خديجة .. وربما مئة ألف .. وربما المقارنة ظالمة جدا بحق رغدة وتستوجب الاعتذار لأننا نضع في الميزان رغدة مقابل أنثى مهرمنة وتبدو مثل رجل كان فيما مضى امرأة .. وهو اليوم يلبس حجابا ويضع شامة على خده .. اسمه خديجة بن قنة ..وهو يكذب في كل شيء وقلبه مثل قلب القرضاوي ..

وكم أصالة تساوي رغدة ؟؟ لاشك أن رغدة تساوي مزرعة كاملة تربي هذا النوع من المخلوقات العكرة الأخلاق العالية الصوت التي تزعق في أغانيها مثل صرصار الليل في موسم التكاثر .. وربما تساوي رغدة بضعة ملايين من أصالة التي بيعت في سوق النخاسة الخليجية كما تباع الابل .. وبول الابل ..

وكم جمال سليمان تساوي رغدة .. ؟؟ أعتقد أنها تساوي قارة كاملة تسكنها نسخ وقبائل من جمال سليمان .. الذي صار حديثه الثقيل في السياسة من سلالات بول البعير ..

وكم برهان غليون .. وكم جورج صبرة .. وكم مكسيم .. وكم كندة .. وكم ..وكم .. وكم ..؟؟؟؟؟

ماتفعله هذه السيدة الفولاذية ليس بالقليل لأنه ناجم فقط عن محبتها لوطنها وأرضها وشعبها في زمن صارت فيه الوطنية لعنة في الغربة وشتيمة عند أهل الفن المعاصر النفطي .. وماتفعله ليس بالقليل لأنها قررت موقفا وهي تدرك أن ماتفعله منذ البداية سيجعل كل الأميين يقتفون أثرها .. ويتعقبونها .. وينهالون عليها بالحجارة .. ويستهدفونها بأقواس النشاب .. ومع ذلك لم تضعف .. ولم تتراجع ..ولم تشارك في الجريمة كما فعل غيرها خوفا من غضب القطيع .. ولم تختبئ تحت الشراشف وذرائع الواقعية وحجج العين أمام المخرز .. وكأن فيها ألف فيروز تغني للكرامة والرجولة واعتداد الأنوثة بكبريائها ..

أعتقد أن رغدة هي نموذج المرأة الاستثنائية ذات الكبرياء التي كان نزار قباني يستحق أن يكافأ بها شعره .. لأنه كان يبحث عنها في كل قصائده ولم يعرف لها عنوانا ..الا أنه كان يعلم أن فمها مرسوم كالعنقود .. وشعرها الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا .. وهي تساوي عنده الدنيا .. وأمضى عمره يكتب لها ويعاتبها ويشكو لها ويثور عليها ويطلب منها أن تطمر يديها في يديه كنجمتين .. ويحبها ويحب أن يدخن معها السكائر ويشرب القهوة ويناولها الجريدة لتجلس عليها عند البحر كيلا يزعجها الرمل .. وأمضى حياته يريد لقاء تلك المرأة الاستثنائية في كل القصائد .. دون طائل .. ولم يكن يعلم أن مايبحث عنه كان في حلب .. واسمه رغدة .

 

قد يعجبك ايضا