منير البرغوثي يكتب متسائلا: مؤامرة انتداب على فلسطين متجددة … هل يعود السّفاح حارسا للاقصى؟ … هل يصبح خادم الحرمين خادم القبلتين ؟

منير البرغوثي ( الأردن ) – الثلاثاء 18/5/2021 م …




هل طلب حماية دولية الذي جاء على لسان محمود عباس وقالتها قيادة حماس على لسان مكتبها السياسي،  وقالها اردوغان ، هو طلب مشبوه ويمثّل عدوانا على الشعب الفلسطيني ، لا يختلف كثيرا عن قرار التقسيم عام 1947 وعن قرار الانتداب البريطاني على فلسطين 1920 وبلفور جديد بعمامة ولحية ؟
هل يفتح اردوغان الباب مواربا لنقل قيادات الاخوان المسلمين الى القدس بعد مصالحتهم مع المملكة السعودية ؟
هل تأخير ادراج الاخوان المسلمين على لائحة الارهاب الامريكية ، كان يصب في صالح هذا المخطط المؤامرة ؟
هل يعتبر هذا المخطط المؤامرة بديلا عن تدويل المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين ؟
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا بدأت في دعم القدس (ولم يقل فلسطين) بنفس التصميم الذي دعمته لأذربيجان في ناغورنو قره باغ.
ماذا يعني والى ماذا يهدف رجب اردوغان وقد تشاور مع حكومات عربية واسلامية ؟
هو يبشّر بمؤامرة ، بحجّة حماية المدنيين في فلسطين المحتلة ، ويريد اسقاط عصافير عديدة بحجر واحد .
هو يعني اولا الالتفاف على الوصاية الاردنية (الهاشمية) على المسجد الاقصى .
قلت سابقا منذ اكثر من خمسة سنين ، ان هناك اتصالات تركية – سعودية ونقاش دار بينهما ، حول اشراف اسلامي على المقدسات الاسلامية في فلسطين ، واشراف الكنيستين الكاثولكية والارثذوكسية على المقدسات المسيحية . لكن الاردن رفض الحديث ومناقشة الامر ، واليوم يدور الحديث مجددا من خلال التواصل التركي المتجدد بين الملك السعودي والسلطان ، وربما جرى مناقشة الامر مع ترامب سابقا وبايدن لاحقا ، وربما يوافق بايدن وحكومة الاحتلال , كثمن يدفعوه لاردوغان مقابل انفلاته من اية اتفاقيات موقعة مع روسيا بما فيها صواريخ إس 400 .
اردوغان يريد الدخول والعودة من خلال بوابة حماية المدنيين الى فلسطين ويجدد امبراطورية (عبدة القضيب *) العثمانيين الاستعمارية ومملكة الخزريين ، والسعودية الوهابية تريد ابعاد المملكة الاردنية الهاشمية عن الشأن الفلسطيني ، لتحل محل الاردن ، بالترغيب والتهديد ، ليصبح حامي الحرمين حامي القبلتين **
*▪الموسوعة اليهودية“ طبعة 1903 الموجودة فيLibrary Public York New
▪بحث لمركز فيريل للدراسات – برلين
بعنوان (الأتراك .من عبادة القضيب إلى اليهودية إلى الإسلام العثماني)
** (السديس امام وخطيب المسجد الحرام يوم الجمعة   ٢٨ تموز ٢٠١٧ وصف خادم الحرمين الشريفين ب : خادم الحرمين الشريفين والاقصى .
** عادل الجبير وزير الخارجية السعودي (سابقا) : خادم الحرمين الشريفين هو خادم المسجد الاقصى كذلك)
كل ذلك يجري وعيون سلطات الامر الواقع في رام الله وفي غزّة ، عمياء وٱذانهم صمّاء ، وأشك ان يكونوا لا يعرفون بالمخطط ، والشعب مغيّب تحت عصا الاحتلال والقهر الامني .
وطلب اردوغان دراسة طلبه لارسال جنود اتاتورك احفاد السّفّاح المستعمٕرين احفاد الخزريين الى القدس ، ويكون هذا الطلب على اجندة اوّل اجتماع قمة لمنظمة التعاون الاسلامي لبحثه ومناقشته .
فهل ينجح اردوغان ؟
وهل تقوم السعودية بادراج طلب ارسال قوات اممية مختلطة ناتوية عربية اسلامية لحماية المدنيين على الاراضي الفلسطينية المحتلة على جدول اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة ، وذلك تنفيذا لقرار اتخذته الجمعية العامة في حزيران (يونيو) 2018 .
هل ينجح الطرفان في اقناع حكومة الاحتلال مقابل تطبيع المملكة السعودية مع كيان الاحتلال ؟
ثقتي أن جلالة الملك عبدالله الثاني العاهل الاردني حفيد ٱل البيت ، يرفض هذا المخطط ، وثقتي أنه سيبقى رافضا ، لكن ماذا عمّا سيطرح على الاردن من مغريات كبيرة وضغوطات عظيمة من جميع الاطراف ؟
وهل يقبل الرئيس بوتين بهذا المخطط مقابل دور الكنيسة الارثوذكسية في حماية المقدسات المسيحية الارثوذكسية ، وهل كانت مقولته عن كون الارهاب اصبح على البوابة الروسية ، مؤشرا لتواجد روسي على البوابة الروسية الممتدة الى الارض الفلسطينية ؟
وهل يقبل الشعب الفلسطيني ويرضخ لهذا المخطط رغم ذكرياته المؤلمة عن ادوار العثمانيين والتتريك وجرائم جمال السفاح وجرائم الانتداب البريطاني وبلفور ، وسيرسّخ مقولة المقاومة حول اعتبار كل جندي اممي يدخل فلسطين هو جندي عدو وسيجري التعامل معه كجندي محتل ويجب مقاومته ؟
وجود قوات حماية دولية هو انتهاء مشروع المقاومة حتى لو كانت سلمية في مسيراتها واماكن تواجدها .
أما عن جبهة المقاومة ، فلديها الوسائل الكافية لمواحهة المخطط المؤامرة ، بما تملك الجبهة من قوة وارادة وعددا وعدّة .
الايام القادمة ستكشف وتفضح وتسقط الاقنعة عن وجوه كثيرة .
يا فلسطين ويحك وحيدة في محيط الخذلان والمؤامرات!
المنافقون ياكلون ويمرحون مع الذئاب ،. ويتباكون مع الرعاة (الرعيان) .
” يمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين ” .
صدق الله العظيم .

قد يعجبك ايضا