دبلوماسية موسكو وامتعاض واشنطن من انتصارات سورية على الارهاب / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الإثنين 28/3/2016 م …

اثارت انتصارات الجيش العربي السوري على الارهاب حفيظة الولايات المتحدة الامريكية كونها راعية  لمجموعات  منها وتعتبرها ” معارضة معتدلة” رغم امتلاكها اسلحة ثقيلة خلافا لكل القوانين  والاعراف الدولية التي  تحدد ماهية  وطبيعة ” المعارضة” والا بماذ  نفسر تصريح  مسؤول امريكي رفيع  على مستوى المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك  تونر عن انتصارات سورية في تدمر  في خطوة  مثيرة  للتساؤل وللاشمئزاز  عندما اعرب عن امتعاضه من الانتصارات التي حققها جيش سورية بدعم من الطيران الحربي الروسي في تدمر وقال” ان وشنطن ” لاترحب بهجوم القوات السورية على تدمر “.

وزعم  كما عودتنا الفبركة الامريكية بان عمليات دمشق ضد المعارضة هي التي اسفرت عن تقوية شوكة الارهاب لكنه صرف النظر عن  ” قانونية المعارضة المسلحة ” والكيفية التي وصل بها عشرات الالاف من الارهابيين الى المنطقة و  صرف النظر عن كيفية حصول هؤلاء المجرمين على الاسلحة الثقيلة وكيفية تدريبهم على ايدي المخابرات الاجنبية   الغربية  والتركية وفي المقدمة ” سي اي ايه” مخابرات ” العم سام”.

المتحدث الامريكي لم يشر الى الدعم المالي الذي تقدمه الرياض والدوحة وانظمة اخرى لهذه الجماعات التكفيرية التي يخشى عليها السيد مارك تونر  وكيري وغيرهم من ساسة البيت الابيض.

استعادة تدمر من الارهاب تعني قصم ظهر ” داعش” التي تستحوذ على المناطق التي تربط سورية بالعراق من خلال البادية الممتدة بين البلدين الى  البو كمال وهو مالا يسعد واشنطن  ولا ترحب به دول التامر على سورية  والعراق التي تنفذ مخططا لتقسيم البلدين طائفيا وقوميا  وعرقيا لانه يفشل مخطط التقسيم  او يعيق تحقيقه مرحليا  .

روسيا كانت قد فعلت خيرا عندما  جاءت الى المنطقة  لمقاتلة الارهاب ولو ان مجيئها كان متاخرا لكن استمرار موسكو بالاستماع الى هرقطات المسؤولين الامريكيين ومجاملتهم دبلوماسيا قد يضر بروسيا نفسها وبامنها القومي في نهاية المطاف خاصة وان كيري وزير الخارجية الامريكي لم يخف ذلك عندما رد على دبلوماسية الرئيس بوتين  خلال  استقباله له  في الكرملن والتي اشاد فيها بدور الرئيس اوباما في الازمة السورية   رد كيري  قائلا  في تصريح له ما ان خرج من ابواب الكرملن ” ان العقوبات على روسيا سوف لن ترفع الا اذا نفذت موسكو بنود اتفاقية مينيسك حول الازمة الاوكرانية  وكأ ن روسيا هي التي لم تنفذ بنود الاتفاقية وليس اوكرانيا .

 كم تمنينا ان  لايستقبل الرئيس بوتين كيري وان تقتصر  لقاءات الوزير الامريكي على نظيره الروسي لافروف وان  على روسيا ان  تدرك ان   ليس للولايات المتحدة    صديق وانها لاتبحث عن اصدقاء في العالم  فهي تبحث عن ” منبطحين”  لان مصالحها فوق كل الاعتبارات  وهي تسعى لاستعباد الاخرين وتحويلهم الى خدم لتنفيذ مخططاتها وحتى سياسة  الدول الاوربية الغربية التي ترونها فانها لاتخرج عن رغبات واشنطن و تسير وفقا  للمشيئة الامريكية وهو ما تسعى له  الولايات المتحدة ولتعميمه على كل دول العالم .

مثلما  اخطات كوبا عندما سمحت للشركات الامريكية التي هي واجهات استخبارية  بالعمل في كوبا بعد زيارة الرئيس  الامريكي اوباما الاخيرة لكوبا  وكان من الاجدى ان تقتصر على العلاقات العادية بين البلدين وسنرى مستقبلا كيف تدس واشنطن انفها في الصغيرة والكبيرة في كوبا وتثير لها المشاكل من خلال شعارات زائفة منها ” الحرص على حريات الشعوب والديمقراطية وحقوق الانسان الى اخر هذه ” الاسطوانة المشروخة” التي اكتوت بها شعوب  عديدة  في مقدمتها شعب العراق بعد الغزو والاحتلال .

كان  الاجدى لروسيا التي  تشهد على حدودها شرقا توسعا لحلف ” ” ناتو” ان تواصل سياسة الند للند بعد ان ادرك العرب والولايات المتحدة وللمرة الاولى قدراتها العسكرية التي استعرضتها للمرة الاولى   في سورية  وان تحذر من الانخراط وراء الوعود الامريكية المعسولة بشان الازمة السورية وهي اي  ” واشنطن” ترفض حتى الان التنسيق مع موسكو بشان تبادل المعلومات حول الانتهاكات لوقف الاعمال العدوانية على الاراضي السورية  وتحديد الجهة  التي تنتهك وقف اطلاف النار.

فكم من المرات يبلغ مركز ” حميميم” في سورية  الجانب الامريكي بما يحصل من انتهاكات لكن المركز الاخر الذي تشرف عليه واشنطن” لم يرد مثلما لم  ترد الولايات المتحدة وطيلة سنوات مضت على كل  الاعتراضات الروسية حول  اقامة  الدرع الصاروخية الامريكية على اراض دول مجاورة لروسيا  في اوربا بزعم حماية اوربا من الصواريخ الايرانية وهي كذبة مفضوحة.

هكذا تلعب واشنطن على ” الحبال” ولااظنها  صادقة فيما ذهبت اليه بشان الازمة السورية  وان تصريحات المسؤولين الامريكيين تعكس مواقفهم والتي كان اخرها تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية .

  والا بمذا نفسر الامتعاض الامريكي من انتصارات الجيش السوري ضد الجماعات الارهابية وخاصة  الاخيرة ضد” داعش” في تدمر السورية غير الحرص على  ابقاء  الاوضاع كما هي في المنطقة خدمة لمخططاتها ؟؟.

قد يعجبك ايضا