لماذا يجب ان نتحالف مع روسيا ونكون مع محور اسيا ؟ / حسين عليان

 

حسين عليان ( الأردن ) الأحد 28/2/2016 م …

كثيرا ما تتحدث وسائل الإعلام والكتاب والصحفين والسياسين عن ان اﻻمريكان والروس يبحثون عن مصالحهم فى سوريه والمنطقه وهذا صحيح .

لكن ما لم يقله أيّ من هؤﻻء ايّ المصالح تخدمنا وتتوافق مع مصالحنا واينا منها يتقاطع ويتناقض مع مصالحنا ويدمرها .

وللاجابه على ذلك دعونا نحلل مجموعه من العوامل التاريخيه والجفرافيه والجيوستراتيجيه وابعاد اخرى عقائديه وروحيه تشكل البيئه والموروث الحضارى لكل اﻻطراف كل تلك العوامل تؤثر سلبا وايجابا فى توافق المصالح وتقاطعها وطبيعه عنفها وحدتها فى البدايه الغرب اﻻمريكى ومن خلفه الغرب اﻻوروبى يتحدث عن صدام الحضارات سواء مع العرب والمسلمين او الحضاره اﻻسيويه وتعتبر روسيا ارواسيويه لكنها فى بعدها الحضارى اقرب للشرق واسيا لذلك اتجهه حلف اﻻطلسى غربا ليضم بعض دول اﻻتحاد السوفيتى السابق فى شرق اوروبا ودول البلطيق مستثنيا روسيا وشاهدنا اﻻندفاعه الروسيه شرقا ﻻنشاء رابطه الدول المستقله من دول اسلامية فى حين تفشل تركيا عن دخول اﻻتحاد اﻻوروبى بسبب انتماءها اﻻسﻻمى الاسيوى ثم اتجهت روسيا ابعد شرقا ﻻنشاء منظمه شنغهاى كمحور عالمى جديد تحت مسمى دول البركس لمحابهه توسع اﻻطلسى سياسيا واقتصاديا وربما عسكريا كما يحدث فى سوريه.

اذن نحن وروسيا من بيئه حضاريه شرقيه متقاربه فى حين البيئه الغربيه بيئه صنفت نفسها كبيئه صدام معاديه .

فعلى صعيد الدين ظل موطن الكنسيه الشرقيه فى بلاد الشام ولم تهاجر لروسيا كما فعلت الكنيسه الغربيه التى انتقلت لروما وبذا تبعت كل الكنائس فى منطقتنا لروما .

وبسبب تغرب الكنيسه فقد توسعت الهوه العقائديه بين المسلمين والمسيحين وتوسعت مع الكنيسه الشرقيه والتى ظل مركزها فى بيئتها اﻻصليه.

وما لبث ان خرج من الكنيسه الغربيه كنائس اكثر تطرفا وعنفا فى التعاطى مع اﻻخر مسلما كان ام مسيحيا وعرفت سياسيا بالمسيحيه المتصهينه وقد لعبت تلك الكنائس دورا كبير فى خلق و تعميق الصراعات بين اﻻسﻻم والكنيسه الشرقيه كان اخرها حروب البوسنه والهرسك والشيشات وافغانستان وﻻ زالت تحاول.

وهذا كذلك يفسر استهداف المسيحيين فى المنطقه و تهجيرههم .

اما البعد الجيوسياسي فأن إغلاق بوابه روسيا عبر غرب اوروبا ووصول اﻻطلسى لحدودها فلم يتبقى لها سوى بوابه اسيا وصوﻻ لسوريه على المتوسط فأغﻻقها يعنى خنقها وهذا مالم تسمح به تحت كل الظروف وهذا من اسباب ثبات وصﻻبه موقفها فى سوريه .

وفى نقطه اخرى فأن مشروع الغرب وامريكا يقوم على توظيف اﻻرهاب كى يتم تفكيك المنطقه لدويﻻت وفى مقدمتها سوريه خدمه للمشروع الصهيونى واثاره الفوضى واﻻحتراب الدينى والمذهبى وصوﻻ لروسيا وكل اسيا .

لذلك روسيا بخلاف امريكا لها مصلحه حقيقيه بهزيمه اﻻرهاب والحفاظ على وحده سوريه واستقرار والمنطقه حل مشاكلها لوقف قطار الفوضى والفتنه .

وبما يتعلق بالمشروع الصهيونى فأن الغرب وامريكا يرى فيه متدادا طبيعيا ضروريا فى المنطقه لخدمه مصالحه فى حين ينظر اليه الروسي خلاف ذلك ويتعامل معه تعامﻻ براكماتينا بحكم تداخل مصالح اليهود بين روسيا وفلسطين والعدد الكبير ليهود روسيا فى فلسطين .

اما تجربه روسيه السوفيتية فى عمليه تسليح دول عربيه حليفه والمساهمه فى التنميه فى شتى الميادين كان وﻻزال لها اثر طيبا فى الذاكره السياسيه و الشعبيه في حين تزخر التجربه والذاكره العربيه اتجاه الغرب وامريكا بالعدوان والحروب واﻻحتﻻل والمأسى ودعم الكيان الصهيونى فى احتلال فلسطين ودعم انظمه التبعيه الفساد وﻻستبداد فى دولنا والحيلوله دون تطورنا .

تبقى امر جوهري يتعلق ببن روسيا واسيا من جهه وامريكا والغرب من جهه اخرى.

فاﻻقتصاد وما يترتب عليه من سلوك سياسي لكلا الطرفين يعد امرا جوهريا وحاسما .

فتطور اﻻقتصاد الروسي من اقتصاد زراعى صناعى متواضع الى اﻻشتراكيه بعد ثوره اكتوبر جعل منه اقتصادا تعاونيا غير استغلالى وغير عدوانى وكذا الحال مع اقتصاد الصين واسيا فى حين اقتصاد اوروبا وامريكا تطور فى ظل الحروب الداميه داخليا وخارجيا منذ اكثر من قرنين من الزمن وقد عانت دول وشعوب اسيا وافريقيا وامريكا الجنوبيه ويلات الحرب والعدوان والنهب والتدمير من لدن الغرب وامريكا .

ومع ان اﻻقتصاد الصينى اليوم قد تجاوز اقتصاديات الغرب وينافس اقتصاد امريكيا على المركز اﻻول وفى 15% من الزمن الذى احتاجه الغرب واﻻهم من كل ذلك انه لم يعتدى على احد وهو اقتصاد سلمى داخليا وخارجيا وكذا سمات اﻻقتصاد الروسي الى حد بعيد

لكل ما ذكرناه فان التعاون والتحالف مع المحور الروسي اﻻسيوى هو مصلحه استراتيجيه ووطنيه سوريه وعربيه للتخلص من شرور المحور اﻻمريكى الغربى وحلفاءه اﻻقليمين.

لذلك علينا عدم اﻻلتفات لمن يساوى بين التحالفين ويشكك باهداف الموقف الروسي فهذا التشكيك يخدم اﻻمريكى .

لذلك ذهبت تيارات الإسلام اﻻمريكى السعودى للتحريض ضد روسيا من منطلقات دينيه كأحد وسائلها لتحشيد التطرف لكسب الحرب .

الصراع فى المنطقه سياسي بأمتياز امريكا وحلفاءها يوظفون الدين والمذاهب فى التطرف واﻻرهاب وبما يحقق مصالحهم على حساب بلداننا وشعوبنا ، فلا تصغوا لهم .

قد يعجبك ايضا