زيارة المعلم الهند .. مقدمات ودلالات

 

محمد شريف الجيوسي

الثلاثاء 19/1/2016 م …

أكد نائب رئيس الوزراء العربي السوري؛ وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ؛ من العاصمة الهندية نبيودلهي، استعداد سورية لحضور اجتماعات الحوار السوري السوري في جنيف، أواخر شهر كانون ثاني الجاري 2016 ، وفق ما هو مقرر ، ومبيناً ضرورة أن تعرف الحكومة السورية أسماء وفد المعارضة الذي ستحاوره في جنيف، لأن وفدنا لن يذهب إلى الحوار مع أشباح. 

وأكد المعلم،.. أن المبعوث الخاص للأمين العام ميستورا كان مرتاحا لنتائج زيارته الأخيرة إلى دمشق.

وأضاف مهندس الديبلوماسية السورية؛المعلم ـ الذي يمتاز بالهدوء (الذي يفلق الخصم والعدو)ودقة المفردات وإيجازها الشديد وقوة المقصود ووضوحه،والقدرة على أن لا يُستفز وفي آن توجيه سهامه النافذة بمنتهى الذكاء في قلب وعقل الخصم ـ أنه سمع خلال لقاءاته في الهند دعما للحكومة السورية وللرئيس بشار الأسد ، وأن الهند تلعب دوراً فاعلاً  في مكافحة الإرهاب وفي مسار حل الأزمة في سورية.

ومعرباً عن سعادته بنتائج المحادثات مع وزيرة الخارجية الهندية سواراج واتفاق الجانبين على تعزيز العلاقات بينهما وتعميقها في مجالات النفط والغاز والكهرباء والصناعة والزراعة والتعاون الفني والأكاديمي، وحل العقبات التي تحول دون ذلك وعقد اجتماع للجنة المشتركة السورية الهندية قريباً.

منوهاً بمعاناة الهند من الإرهاب التكفيري وبقلقها من انتشار الإرهاب، وما أبدته وزيرة الخارجية الهندية من دعم لسورية ، مبينا استعداد بلاده للتعاون أمني مع الهند ، لحماية أمني البلدين والاستقرار العالمي.

وأوضح المعلم أن السعودية وتركيا تواصلان سياسة عدم احترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبمواصلتهما تقديم الدعم للإرهابيين،مبينا أن الجزء الأكبر من الأزمة ينتهي باحترام تركيا والسعودية وبقية داعمي الإرهاب لقرارات مجلس الأمن ‏ذات الصلة.

مشدداً على ان للشعب السوري وحده الحق في تقرير مستقبله ولن تسمح سورية للإرهابيين الذين فشلوا في تحقيق أهدافهم بالقوة ؛ أن يحققوها بالمحادثات السياسية.

من جانبها جددت سواراج ترحيبها بالتنسيق السوري الروسي في محاربته، ودعمها للجهود السورية في مساري الحل السياسي ومحاربة الإرهاب معاً . ‏‏

وشملت محادثات المعلم “الهندية” التباحث مع مستشار الأمن القومي اجيت دوفال ، حول ذات الأمور .

ومن الواضح أن إصرار الحكومة السورية ، على معرفة أسماء وفد المعارضة ، لم يات من فراغ ، فاجتماع الرياض اختار وفداً من حوالي 26 شخصاً ما لبث ان ارتفع عدده الى 34 !؟ لاسترضاء ارهابيي ما يسمى جيش الاسلام وحركة احرار الشام الارهابيتين، ثم أعلن لاحقاً عن وفد آخر لقي رفضاً من الذين ظنوا انفسهم في المقدمة ، امثال ميشيل كيلو وجورج صبرا وبرهان غليون وعبدالباسط سيدا واحمد معاذ الخطيب واحمد الجربا واسماء أخرى ، كانت متبناة من عواصم طامعة بسورية، وتخلت عنهم.  

ومن هنا تأتي تصريحات الخائب(الفار) رياض حجاب ، العرمرمية ، بان التاريخ لن يغفر للرئيس الأمركي اوباما ولإدارته خذلانه لما وصفه سفاهةً ( الثورة السورية) حيث سخر أوباما من هذه  المعارضة التي يقود وفدها الفار رياض حجاب، ويُمثلها اشخاص هم (اطباء اسنان ومزارعين واكاديميين).

وتأتي زيارة المعلم ، للهند بعد زيارتين قام بهما لروسيا والصين الشهر الماضي، واستباقاً لزيارة سيقوم بها الرئيس الهندي ووزيرة خارجيته للمنطقة، كذلك استباقاً لحوارات جنيف السورية السورية ، وتعزيزاً لموقف دول البريكس من سورية ، وفي آن تعزيز علاقات سورية مع دولة كبيرة كـ الهند التي ينتشر الإرهاب على حوافيها ، ويمكن أن يهدد امنها القومي واستقلالية قرارها السياسي والإقتصادي المزدهر.

وتدلل الزيارة على فشل الغرب (وأتباعه) بقيادة أمريكا في التحكم بمسارات السياسة سواء في منطقة الشرق الأوسط أوالعالم .. وانتقاله على نحو مختلف من الهيمنة والسياسات العدوانية والفتن وشن الحروب ، إلى التعاون والتنسيق والتشاور والمصالح المشتركة مع القوى العالمية الجديدة وهو ما مثلته محادثات المعلم الناجحة في الهند .

وقد ساهم صمود سورية على مدى سنوات الحرب الدولية عليها، في خلق معادلات ومحاور ومفاهيم جديدة ، وليس فقط إفشال المشاريع الأمريكية في المنطقة ، رغم كل ما أحدثته الحرب عليها من دمار في البنى التحتية وضحايا، إلا ان ذلك عزز وكرّس في المقابل العلمانية كنهج  حياة ورفضٍ للتعصب والفكر التكفيري والوهابية والإخونية والمذهبية والطائفية، ما يحصن المجتمع السوري والمجتمعات المثيلة من أمراض التشدد غير الوطنية والممارسات الإرهابية الشبيهة ، وبما قدّم للآخرينت من دروس دموية معاشة مكلفة.

لقد قاد فشل الغرب في تحقيق مخططه الإجرامي في سورية والعراق واليمن ومصر وليبيا والجزائر وتونس  ..رغم كل الخسائر التي تكبدتها الأمة ؛ إلى خلق معادلات جديدة إقليمية ودولية ، جعلت الغرب مضطرا ، وعبر مناورات من التمنع والتحوير والمماطلة الى العمل المشوب بالأكاذيب لحفظ ماء الوجه بأقل الخسائر التي أصبحت امراً واقعاً ، ضد العصابات الإرهابية التي طالما خلقها الغرب ومن يليه وموّلها ودربها وسلحها ودعمها بكل اأشكال الدعم .

ومن المعادلات الجديدة، اضطرار الغرب عقد الإتفاق النووي مع إيران، وتكريس مجموعات دولية صاعدة من بينها مجموعة دول البريكس،ودول أمريكا اللاتينية ، فيما يعيش الغرب أزمات اقتصادية مستفحلة وتتجه دول فيه إلى الانقسام(بريطانيا ـ فرنسا ـ اسبانيا ـ البرتعال) وتسود فيه حكومات بالية فاسدة ، ويعيش الكيان الصهيوني الذي زرعه الغرب في الجسد العربي ، هزائم متكررة وأسوأ حالاته منذ نشوئه .

وباتت الكيانات العربية الموالية للغرب، تعيش ازمات وورطات وضعت نفسها فيها باختيار العاجز عن مواجهة الضغوط والتبعية، وقصر النظر حد العمى، وما تنطوي عليه من تخلف بنيوي ، فأصبح مستحيلا خلاصها دون تعرضها للإرهاب ، وانقضاض جماعات مضطهدة فيها ؛ عليها.

بكلمات : تعيش المنطقة العربية مرحلة ولادة جديدة..في اعقاب سنوات الربيع الأمريكي المخلق قسراً من حملٍ سفاحٍ شارك فيه غرب دموي ، طامع دوماً لما بين يدي الاخر من خيرات ومزايا ، ساعدته في هذا الحمل القذر رجعية عربية وتركية وجماعات مذهبية متطرفة وهابية تكفيرية وإخونية وبعض (يسارية) عميلة غبية .. ولا بد أن الولادة ستنظف الجسد والعقل العربي مما لصق به من بثور وأمراض ودمامل وسرطانات وممارسات غير حضارية . 

[email protected]

عن صحيفة البناء اللبنانيةوصحيفة المجد الأردنية 

 

قد يعجبك ايضا