تركيا والاكراد… جامعيون معتقلون وسلام مفقود

 

الأردن العربي ( الأحد ) 17/1/2016 م …

جدلٌ في تركيا ما بعده جدل فلطالما أثيرت قضيةُ حرية التعبير أو كانت مثار انتقاداتٍ شديدة للحكومة شأنُها شأنُ حرية الوصول إلى المعلومة بما في ذلك وسائلُ التواصل الإجتماعي أما السلطات التركية فسرعان ما تُشهر سيف المصالح القومية في الرد على الخصوم والمنتقدين. تعود قضية الحريات إلى الجدل بعد اعتقال نحو عشرين أكاديميا كانوا من بين الموقعين مؤخرا على عريضة تدعو لإنهاء معارك الجيش ضد حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد ولتلك العمليات العسكرية أيضا قصةُ جدل آخر حول الحرب والسلام.

مبادرة الموقعين على عريضة السلام دعت حكومةَ أوغلو إلى وقف ما وصفتها بالمجازر المتعمدة وترحيل الأكراد وغيرهم من سكان جنوب شرق البلاد حيث ينتقد هذا الإعلان بشكل مباشر أساليب ملاحقة المسلحين الأكراد ويعتبر أن الجيش يستخدم القوة المفرطة بما يعرض حياة المدنيين للخطر.

عباراتٌ كانت كفيلةً بإثارة حفيظة أردوغان وإدخاله في صِدام جديد مع حرية التعبير أو ما تصفه السلطات التركية بنشر دعاية إرهابية بعريضة وقعها أكثر من ألف شخصية من داخل تركيا وخارجها فبعد يوم واحد من امتعاض أردوغان بدأت حملة الاعتقال والملاحقة لأساتذة جامعيين وفصل آخرين.

الرئيس التركي الممتعض ندد بالموقعين على العريضة وبينهم المفكر الأميركي نعوم تشومسكي واصفا إياهم بالطابور الخامس وبأن الجامعيين الأتراك منهم هم زمرة انحازت بوضوح إلى معسكر التنظيم الإرهابي في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني المحظور ليتم ملاحقة الموقعين بتهمة الخيانة.

رد فعل منفعل آخر من أردوغان يعطي خصومه ومنتقديه في الداخل والخارج مزيدا من الأدلة على قمعه للحريات كما تؤكده وقفةُ احتجاج لعدد من المثقفين في أنقرة هم شريحة لا تعبر سوى عن القليل من عدد كبير من المستائين من سياسة الحزب الحاكم وأردوغان.

رسالةُ هؤلاء المحتجين الغاضبين هي رفض حملة التضييق والاعتقال لمن كانوا قد طالبوا الحكومة التركية بوقف العملية العسكرية وإنهاء حظر التجوال المستمر إلى جانب التنديد بمقتل وإصابة المدنيين إذ يؤكد ناشطون أكراد أن عشرات من المدنيين قتلوا نتيجة القوة المفرطة لقوات الأمن في المعارك

الإتحاد الأوروبي أيضا ندد بحملة الإعتقال والملاحقة معربا عن أسفه لما وصفه بمناخ الترهيب كما اعتبر هذا التضييق تطورا مقلقا للغاية ليُضاف الموقف الأوروبي من الاعتقال إلى قلق الولايات المتحدة إذ يخشى سفيرها من تأثير سلبي لهذا الضغط من السلطة التركية على التخاطب السياسي في البلاد.   

 

 

قد يعجبك ايضا