اين وزير الاعلام الأردني من الحنكة السياسية ؟ / غالب راشد

 

غالب راشد ( الأربعاء ) 6/1/2016 م …

دانت الحكومة الآردنية على لسان وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني بشدة حادثة الاقتحام التي تعرض لها مبنى سفارة المملكة العربية السعودية في طهران يوم السبت الماضي، واعتبره خرقا فاضحا للقانون الدولي واتفاقية جنيف بشأن صون وحماية البعثات الدبلوماسية واحترامها.

واكد وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني تضامن الاردن مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ووقوفه الى جانبها في مواجهة التطرف والارهاب، مستنكرا التدخل والتحشيد الايراني ضدها وتصاعده عقب تنفيذ الشقيقة السعودية احكاما قضائية ضد مدانين من مواطنيها.

ونحن بدورنا لا نختلف مع الناطق الاعلامي في إدانتنا لحادثة التعرض لمبنى السفارة السعودية في ايران من قبل المحتجين على اعدام رجل الدين السعودي نمر النمر فالرئيس الايراني بنفسه حسن روحاني قد دعا في وقت سابق إلى “معاقبة المتشددين الذين اقتحموا مقر السفارة السعودية وأشعلوا فيه النيران”.

ووصف روحاني الهجوم على السفارة السعودية بأنه “غير مبرر”. ولكن المستغرب والمستهجن من وزير الاعلام هو اعلان التضامن مع السعودية في اعدام 47 شخصا دفعة واحدة في سابقة لم تجر من عقد من الزمن في السعودية ، بحجة مكافحة الارهاب ، فمتى كانت المطالبة بالاصلاح ارهابا ؟ ومتى أصبح الانتقاد والتعبير عن المطالب بالصوت إرهابا ؟ فرجل الدين نمر النمر لم يكن إعدامه الا اغتيالا سياسيا بسبب رفعه الصوت عاليا للمطالبة بالاصلاح والاهتمام بالمنطقة الشرقية من السعودية ؛ فمن حق كل انسان غيور على وطنه أن يشكو الاهمال والتهميش والغبن والظلم .

ألم يأتِ هذا الاغتيال لشخصية نمر النمر ليزيد من الاحتقان الطائفي ويسكب الوقودعلى النار المشتعلة في عدة بلاد عربية ؟ لماذا لم تستجب السعودية للنداءات المتكررة من دول العالم ومن المنظمات الدولية أن توقف حملات الاعدام المتكررة ؟

والآن كيف استقبل العالم نبأ هذه الاعدامات ؟ فقد عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من أن يؤدي إعدام الشيخ النمر إلى مزيد من التوتر الطائفي بينما يحتاج الوقت الحالي إلى خفض ذلك التوتر. وقد حثت وزارة الخارجية الأمريكية زعماء المنطقة على مضاعفة جهودهم لخفض التوتر. كما طالبت الخارجية الأمريكية ؛ السعودية باحترام حقوق الإنسان والسماح بالتعبير السلمي عن المعارضة.

من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن “فزعه الشديد” بسبب إعدام نمر و46 شخصا آخرين. وقال متحدث باسم بان كي مون في بيان أن “الشيخ النمر وعددا من السجناء الآخرين الذين أُعدموا أدينوا بعد محاكمات أثارت قلقا عميقا بشأن طبيعة الاتهامات ونزاهة العملية”.

أما ئيس لجنة العلاقات الدولية بمجلس الدوما الروسي فقد وصف ما قامت به السعودية من إعدام الشيخ النمر خطوة لإذكاء الفتنة بين السنة والشيعة .

من جانبها فقد اعلنت خارجية الألمانية ان إعدام الشيخ النمر يزيد قلقنا حيال التوتر المتصاعد في المنطقة والاعدام عقاب لا إنساني وكذلك الحال بالنسبة الى فرنسا .

أما المفوض الأعلى لحقوق الانسان زيد بن رعد الحسين فقد قال : ان الشيخ النمر وآخرون تم إعدامهم دون أن يرتكبوا جريمة تستحق الإعدام ، ولا يمكن إسناد الاتهام إلى اعترافات انتزعت تحت وطأة التعذيب وسوء المعاملة وأن الارتفاع الحاد في عمليات الإعدام بالسعودية مقلق للغاية ويجب وقفها جميعها.

نقول بعد كل هذه الادانات الواضحة والجلية للناطق الاعلامي باسم الحكومة أين نحن الآن من حنكة وخبرة الحسين ؛ رحمه الله في التعامل مع المعارضين السياسيين والمنتقدين لحكمه، ألم يذهب شخصيا إلى السجن ويفرج عن المعارض اللدود له م. ليث شبيلات، ويقود الملك الحسين السيارة بنفسه ويوصله إلى بيته ؟

واين نحن الآن من الطريقة العبقرية للملك حسين رحمه الله، الذي ذهب شخصياً ليطلق سراح المحكوم بالإعدام اللواء صادق الشرع في الستينيات، واستقطب معظم إن لم يكن كل المطالبين برأسه، ليصبحوا من أركان دولته ، وما جرى في معان 1989 ، التي رفضت استقبال ولي العهد ونائب الملك، حتى حضر الملك ودخلها مرحباً به ، لن نرضى ان تكون حكومتنا يوما بوجهين ومتزلفة ، ترفض الارهاب وتكافحه في منطقة وتؤيده أو تتغاضى عنه في منطقة أخرى فالارهاب يبقى إرهابا سوى صدر من أفراد أو جماعات أو من دول .

قد يعجبك ايضا