قصيدتان غاضبتان للشاعرة السعودية / الدكتورة هند عبدالرزاق المطيري

 

الأردن العربي ( السبت ) 2/1/2016 م …

القصيدة الأولى

ويح القبيلة*

آمنتُ،، أذعنتُ،، سلمتُ دهرا،، ومارستُ كلّ الطقوسِ القديمة،،

تعلمتُ في حجرة الدّرس أنّي عارٌ،،

وأن القبيلة لا تقبل العارَ،

كلا،، ولا تغفرُ العار بل تغسلُ العارَ بالنار،، تمحو الجريمة، ..

حكتْ جدتي أن ذاك الرمادَ بصدري،، إذا ثارَ يوما،،

تكون النهاياتُ جدّ أليمة، تشربتُ دينَ المقدس،،

وأمنتُ أن الغرامَ مدنس..

وصرتُ أهابُ الخطيئة،،

أخافُ اقترافَ المحبة،، وأخشى ولوجَ دروبِ الهوى،، هيبةً،، خيبةً،، خشيةً،، رهبةً،، وظنونا عقيمة..

وكنتُ أردد في داخلي: الله واحد، والعمر واحد، والقلب واحد، ويح القبيلة،،

كيفَ تفسدُ أرواحنا،، كيفَ تسرقُ أعمارنا،، كيفَ تقسمُ أحلامنا كالغنيمة؟!

وحين كبرتُ عرفتُ الحقيقة،، وأدركتُ أن القبيلة وهمٌ،، وأنّ رجالَ القبيلة كانوا،، يدوسون أعرافها،، يفعلون الفواحش والموبقاتِ الذميمة..

 وأنّ قوانينهم من قشور،، وقشّ،، وأنّ حبالَ التقى عندهم من خيوطٍ رميمة..

ويح القبيلة، وكلّ طقوس القبيلة!

آمنتُ أن شيوخَ القبيلة حمقى،، وأن رجالَ القبيلة حمقى،، وأنّ الطقوسَ التي كنتُ قدستُ،، قد وضعتها عقولٌ سقيمة..

ويحَ القبيلة،، وتبّا لكل رجال القبيلة،، وسحقا لجسم تغذّى زمانا بدمّ القبيلة،،

لقلب من( القاف واللام والباء) ضمّ حروف القبيلة،، وما كان( قبلا) بعرف القبيلة..

عجبتُ لرأيي،، وقد كنتُ أقوى النساء شكيمة،، وكنتُ الذكية، كنتُ الأبية، كنتُ النبيلة،، كنتُ الكريمة..

وما منعتني حماقات قوميَ أن أتطهر من عرفهم،، وكنتُ السميعة،، كنتُ العليمة!!!

عجبتُ لحالي،، كيفَ أصبتُ بعدوى الحماقة،، وكنتُ أرانيَ منها سليمة !!

وكيف عبدتُ، اعتنقتُ،، صبرتُ،، على الشوق والبعد والأمنيات زمانا طويلا،، وكنتُ أعلقُ في باب ضعفي وعجزي عن الحبّ ألف تميمة..

ولكنني بعدَ عمر طويل،، أفقتُ، تمردتُ،، أعلنتُ ثورة عشق عظيمة،،

 تدكُّ جميع الحصون القديمة،،

وحررتُ من داخلي ألف ألف مقاتل،، وجهزتُ خيلي بجنحِ الظلام،، لتغزو القبيلة،،

 صبأتُ،، كفرتُ،، بما قيل قبلا،، وما سيقال.. سوى لغة الحبّ،، والعشق،، والشوق عند نديم أطاع نديمه!!

سوى أمنياتي،، سوى أغنياتي وقد صرن ديمة..

 تمردتُ، والأمر ما عاد سرّا، وقررتُ بعد زمانٍ طويلٍ من الأمنيات،، بأن أتحرر، وأعلي شعار الهوى،، في الميادين، فوق المساجد، فوق المدارس،، فوق المنازل،، في ساحةِ الرجم،، في كلّ أرضٍ،، ستنبتُ وردا،، لأني سأمطرُ مليون غيمة..

سأهجو القبيلة، وشيخ القبيلة،، وأهجو جميع رجال القبيلة…

سيغدو كلامي كحدّ السيوف على بعضهم،، كدقّ الطبولِ على بعضهم، ويغدو على البعض أقسى شتيمة..

سأكتبُ من لغة الحبّ دستور شعب جديد،، يقدّسُ شرع الهوى،، يمارسُ كلّ طقوس الهوى،، يعيشُ حكايات عشق حميمة.

*القصيدة التي القتها بمعرض الكتاب بجدة تتسبب في منعها من المشاركة في الفعاليات والمناسبات بمنطقة مكة المكرمة بأمر امير منطقة مكة الجديد خالد الفيصل.

القصيدة الثانية

“امرأة من كلمات”

جاءت أحلامي من فجر،، تبدعه العاشقة الأنثى حين تبات،،

تصنعه في الليل من الرغبات،،

من النزوات تتركه عدة أيام،، عدة سنوات،،،

 وتفيق كأن الأرض ابتلعته،، أو طار بعيدا فوق متون الغيمات

 شبح الواقع،، ليس سواه،، هذا الرائح، هذا الآت،،

 يصرخ فيها: سيدتي،، كانت في النوم القبلات

 انسي سيدتي ذاك الحلم،، وكفي عن تقليب الأفكار،، وعن عزف الأنات

انسي،، سيدتي،، فلديه امرأة أخرى تستعمر كل الأوقات

امرأة تسكنه حين يفيق،، وحين يبات سيدتي المسكينة أنت صدر يتلقى الطعنات،،

يا امرأة من وهم الحرف،، ومن تهويم التخييلات،،

هل تقبل زوجته قدرا يجعلها تسكن،، نصف القلب،، وكانت تمتلك النبضات؟!

 يا امرأة من وهم الكلمات أفيقي،، للعمر المقبل،، أو موتي،، لا عمر لأنصاف الميتات

إما أن تقبل زوجته أو ترحل أشباحك،،، أنت بالذات ناديها قولي: يا امرأة لا تشبه باقي الحسناوات،،

هل تأذن،، سيدتي الحلوة أني أعشقه معها آلاف المرات؟!

هل تأذن أنا نقتسم القلب لباقي السنوات؟!

هل تأذن أن يدخل تجربة أخرى مع سيدة تعشقه بجنون الحبّ،، وبالحرمان،، وبالأحلام،، وبالأوهام،، وبالأبيات؟!

هل تأذن ،، سيدتي،، لامرأة من أشواق تتمدد عبر اللحظات؟!

لامرأة لا تعرف حين تجيء إليه كيف تجيء،، وحين تغادر لا تعرف من أي الطرقات!

 لامرأة ضلت وهي تدور فلا نعمت بالقرب،، ولا زهدت بالحبّ الهارب أبدا دون نهايات!

 اشفقت عليك سيدتي طالت بالوهم السكرات صرت أوهاما،، أوهاما،، تفتح في كلّ الجبهات!

اشفقت وأنت مازلت تمضين العمر بلا عمر،، بين الأحلام وبين التأويلات!

أشفقت عليك،، سيدتي،، ونشيج الآهة يستدني الدمعات

 أشباح أنت سيدتي أنت يا امرأة من آه تتبعها عشرات الآهات

 يا نهرا يجري من عبرات،،

كفي عن هذا الغي وعودي للواقع،،، إن الواقع ماسأة تنهي مأساة!

 

قد يعجبك ايضا