خاص وحصري: بالتفاصيل: هكذا جنّدت أمريكا “داعش” في السجون..

 

كتبت فيدا وردة ( السبت ) 2/1/2016 م …

لم يعد سراً أن تنظيم “داعش” الإرهابي ما هو إلا صناعة أمريكية صهيونية عربانية كتنظيم “القاعدة” الإرهابي.  ولم يعد سراً تورط مسؤولين ورؤساء وحكومات أجنبية وعربية بدعم هذا التنظيم الإرهابي سواء على الصعيد المادي او اللوجستي او السياسي او غيره.  لن أسرد بهذا التحقيق ما سبق وسُرد في دراسات ومقالات وأنباء ودلائل عن تورط أمريكا والكيان الصهيوني المحتل وأعوانهم في المنطقة.  فالحقيقة باتت واضحة كعين الشمس, ومن لم يشأ أن يرى ضوء الشمس فهو إما مِن مَن كان جزء من المؤامرة, أو مِن مَن طبع الله على قلوبهم فبات معمي البصر والبصيرة بحقدٍ طائفي وعنصري مُزمن.

وفي الآونة الأخيرة ظهرت اعترافات متعددة لعناصر من تنظيم داعش تفيد أن أمريكا قامت بتدريب معتقلين في سجون مختلفة كـ “بوكا” و”كامب كروبر” و”أبو غريب” ومن بينها اعتراف لأحد عناصر داعش في العراق حيث صرّح أنه  “لم نكن لنجتمع هكذا أبدا في بغداد أو أي مكان آخر وكان سيكون ذلك خطرا علينا وهناك في السجن كنا في أمان” مضيفاً أن “مسؤولي السجن الأمريكان كانوا يوفرون لنا كل ما نحتاجه”.

وفي لقاء خاص ببانوراما الشرق الأوسط مع أحد معتقلي سجن “أبو غريب” وهو كاتب معروف رفض التعريف عن اسمه لأسباب أمنية أكد لنا تلك الإعترافات مشيراً إلى أن التدريب بدأ عن طريق “غسيل الدماغ” بحسب تعبيره.  وأضاف  “كنت أنا بين المعتقلين من الكتاب والمثقفين المناهضين للإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وكان بين المعتقلين شباب بمقتبل العمر سجنوا لأسباب مختلفة”.

وأشار “وزعنا على زنزانات متعددة وكان جنود الاحتلال الامريكي يأتونا بعربات عليها كتبٍ مختلفة كما كنا نرى في أفلام هوليوود, ما جعلنا نعتقد أن هذه الكتب هي لملء وقت الفراغ لدينا”.  مضيفاً “بما أنني كنت متقدماً في السن وكاتب معروف فكانت الكتب التي على العربة المحادية لزنزانتي مألوفة لي رغم أنها لم تكن خياري فهم من كان يختار الكتب, ومعظمها كنت قد قرأت سابقاً, فهي عبارة عن كتب فلسفة وثقافية ودواوين شعر وغيرها من الكتب التي كان لدي مثيلها في مكتبتي الخاصة, فلم يثر ذلك شكي الا بعدما رأيت نوعية الكتب التي كانوا يأتون بها لهؤلاء الشباب الأصغر سناً والأقل ثقافة”.  وأشار المعتقل السابق (…) لبانوراما الشرق الأوسط أنه “في يوم كنا ننتقل من الزنزانات إلى مكان آخر إضطررنا للوقوف قليلا من الوقت خارج الزنزانات والفضول دفعني لألقي نظرة على كتب ذلك الشاب الذي كان في الزنزانة المقابلة لزنزانتي وصراحة كنت قد مللت من الكتب الموجوده على عربتي وقلت بيني وبين نفسي ربما هناك بعض الكتب على عربة الشاب غير كتبي وخلال عملية البحث وجدت أن جميعها كانت مما نعتبرها كُتُب أصولية تابعة لمناهج تكفيرية كإبن تيمية ومحمد عبدالوهاب”.

وتابع “ما كنت لأتوقع نفسي أن اتحدث بهذا النهج سابقاً فأنا رغم أني انسان مسلم على المذهب السني إلا اني لطالما حاربت الطائفية وعند سؤال اي أحد لي عن ديني ومذهبي كنت اقول (مسلم) فقط, ولكن ما لفت انتباهي هي الطريقة الانتقائية لجنود الاحتلال الامريكي لهؤلاء الشباب, فإن تلك الكتب الأصولية كانت توزع على الشبان المسلمين السنة حصرياً”.  وأشار “كانت تلك بداية عملية غسيل الدماغ التي استخدمها الاحتلال”.

وأضاف “خلال مكوثي في زنزانتي لاحظت أن هؤلاء الشبان بدؤوا بإطلاق لحاهم وحف شاربهم, وباتوا يرمقونا بنظرات احتقارية ويحاولون ألا يختلطون بنا إلى أن وصل الحد بهم بعد فترة من الزمن بإطلاق عبارات ككفرة ومرتدين علينا انا ومن شابهني من الغير متزمتين”.  وأشار “عندها بدأت المرحلة الثانية, والاكثر انتقائية, فبدأ جنود الاحتلال الأمريكي بتوزيع زي موحد على السجناء, إلا أن اللافت أن الألوان اختلفت, فمن كان مِن مَن أسميناهم ورفاقي بالـ “مغسولين” كان لون زيهم يختلف عن لون زينا, وكان هناك فئة ثالثة لها لون ثالث وتلك الفئة لها رواية أخرى مختلفة”.

وتابع “المغسولين كان لهم معاملة خاصة من جنود الاحتلال الأمريكي, لن أقول انسانية فليس من شيء فعله الامريكان في تلك السجون يمت للإنسانية بصلة, ولكن كانت معاملتهم مميزه, فكانوا يحظون بكثير من الإهتمام والدلع”.  وأكمل “بعد فترة من الزمن, ومع ازدياد تزمُّت وتشدد فئة المغسولين, كنا نلاحظ أنهم كانوا يُخلون من السجن واحداً تلو الآخر ليحل في زنازينهم مغسولين مستقبليين جدد”.  وأضاف “لقد علمنا لاحقاً أن هؤلاء الشبان اي المغسولين كانوا قد نقلوا إلى معسكرات يتلقون فيها تدريبات عسكرية محترفة وبعضهم من من تروهم اليوم في صفوف تنظيم داعش الارهابي”.  وأضاف “طبعا أصبح بإمكانكم تفسير وجود الشيشان والأفغان والسعوديين والجنسيات المختلفة بين هؤلاء, فمنهم من سُجن في سجون آل سعود ومنهم من خضع لغسيل الدماغ والتدريب في غوانتانامو وسجون أفغانستان وباكستان الخاضعة للإدارة الأمريكية”.

أما عن الفئة الثالثة من السجناء فقال المعتقل السابق (…) “أنتم تعرفوها جيداً, رأيتوها في الصور والفيديوهات المسربة من سجن أبو غريب, هي ذاتها تلك الفئة التي تعرضت للتعذيب والإهانة والإذلال والإغتصاب”.  وأضاف “الفئة الثالثة هي الفئة التي لم تستجب للكتب الأصولية التكفيرية, ومعظمهم كانوا من الأميين وانتم تعلمون جيدا أن تلك الفئة من الناس هي بطبعها فئة حريصة على كرامتها وعزة نفسها”.

وأشار “إن الاحتلال الأمريكي أراد أن يصنع فئة قاتلة, لا تَرحم, فما أفضل من إذلال وإهانة وإغتصاب وكسر عزيز نفس من طريقة لصناعة مجرم؟!!”.. “نعم صنعوا من بعضهم مجرمين سفاحين ليس في قلوبهم رحمة, فأكثرية تلك الفئة وبعد تعرضها لكل هذا النوع من التعذيب النفسي والجسدي, أصبحت وحوش بشرية وهي تلك الوحوش ذاتها التي نُقلت لاحقاً إلى معسكرات التدريب الأمريكية لتصبح اليوم عشماوي داعش”.

وختم “اليوم إسموهم بداعش او الدولة الإسلامية, أمس كان إسمهم القاعدة, وغداً إسم جديد, لكنهم هم الوحوش ذاتها, والأب والقائد والمدرب واحد, أمريكا والصهاينة وأعوانهم في المنطقة, كما انتهت القاعدة, سينتهي داعش, وسيولد وحش جديد يحاربون به وطننا, ويشوهون به صورة دين محمد ليتمكنوا من السيطرة أكثر فأكثر على خيرات بلادنا وليضمنوا الأمن والسلام للكيان الغاصب الإرهابي الصهيوني في فلسطين المحتلة”.

 

 

قد يعجبك ايضا