امتعاض روسي من تصرحات سفير اذربيجان لدى موسكو / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 13/11/2020 م …




الامم المتحدة وعلى لسان المتحدث باسم الامين العام للمنظمة الدولية شكرت روسيا على توسطها بحيادية لوقف  نزيف الدم جراء الحرب التي نشبت بين اذربيجان وارمينيا حول اقليم ناغورني كاراباخ ليات سفير اذربيجان “بولاد بلبل اوغلو” ويدلي بتصريحات غير مسؤولة حول اسقاط مروحية روسية ومقتل اثنين من طاقمها فوق اراضي ارمينيا وخارج نطاق العمليات العسكرية وقد اعتذر الرئيس  الاذري عن الحادث ووعد بتعويض روسيا  وعوائل الضحايا.

السفير بلبل غرد بصوت لايشبه  ما تغرد به ” البلابل”  بالقول ” انها الحرب وفي الحرب كل شيئ قد يحدث” مما استفز روسيا   التي ردت على لسان المتحدث باسم الخارجية  قائلة ” لو التزمت روسيا بمبدا” الحرب كما في الحرب كل شيئ يمكن ان يحدث لكان الرد على حادث اسقاط المروحية مي 24 ساحقا”.

واكدت روسيا في بيان للخارجية انها تنتظر تنفيذ ما وعد به الرئيس الاذربيجاني الهام علييف بالتحقيق ومعاقبة المذنبين وطالبت  الجانب الاذربيجاني ان لايسمح لنفسه بعد الان باي تصريحات غامضة فيما يتعلق بالحادث الماساوي.

روسيا ومنذ الوهلة الاولى تصرفت بعقلانية  وبحكمة وحاولت اقناع الجانبين المتحاربين الارميني والاذربيجاني  بالجلوس على طاولة المفاوضات ووقف الحرب  بحكم  وجود علاقات بينها وبين  الدولتين المتصارعتين على ” ناغورني كاراباخ” .

 لكن مجريات الاعمال العسكرية اتخذت منحى خطيرا جراء تدخل تركيا وارسالها الارهابيين والمرتزقة الى منطقة الصراع والوقوف الى جانب اذربيجان عسكريا  علنا ورغم محاولات موسكو التي اكدت ان لديها ادلة على وجود ” ارهابيين” وهم بالالاف ارسلهم اردوغان الى منطقة الصراع لاقناع تركيا بان تتصرف بحيادية  ووقف نزيف الدم مثلما هي تعمل الا ان اردوغان كعادته في الكذب نفى ذلك حتى  جاء حادث  اسقاط طائرة مروحية روسية من الجانب الاذربيجاني  ومقتل اثنين من طاقمها خارج نطاق العمليات العسكرية.

 ان الشبهات لازالت تدور حول جماعة ” ارهابية”  تشارك في الحرب الى جانب باكو هي التي اسقطت الطائرة انتقاما من موسكو لوقوفها الى جانب سورية في حربها ضد الارهاب .

  ورغم اعتذار الرئيس الاذربيجاني لدى الجانب الروسي الا ان روسيا ليست بغافلة عن ذلك ولديها الخبر اليقين قطعا  عندما قالت” على  الجانب الاذربيجاني ان لايسمح لنفسه بعد الان باي تصريحات  غامضة   فيما يتعلق بالحادث الماساوي ولابد ان لدى موسكو المعلومات الموثقة   وسوف تكشف عنها لاحقا  مثلما كشفت رسسميا عن مشاركة نحو ” 2000″ ارهابي ومرتزق  في الحرب ارسلتهم انقرة يقاتلون  الى جانب اذربيجان .

تركيا تمادت كثيرا في تدخلها بشؤون الدول الاخرى سواء في منطقتنا او خارجها  مستغلة الفسحة التي منحتها لها روسيا في سورية .

 سورية مثلا كانت ضحية هذه التدخل الاجرامي  واحتفاظ اردوغان بالملايين من السوريين المهجرين جراء الحرب الارهابية الكونية التي تدعمها انقرة  ولن يسمح لهم بالعودة الى مدنهم وقراهم بعد طرد الارهاب منها  وذلك من اجل ابتزاز اوربا للحصول على الاموال  وقد جندت العديد منهم لخدمة حروبها في ليبيا ومنطقة القوقاز فضلا عن سورية وحتى التدخل بالشان العراقي .

 ولم تكتف تركيا  بذلك فهي تطالب موسكو التي انجزت عملية وقف اطلاق النار في القوقاز وايجاد ممرات امنة في ناغورني كارباخ  تطالبها بتطبيق ذات السيناريو في سورية متناسية انها دولة معتدية وتحتل ارضا سورية  وهي طامعة بتلك  المناطق وعليها الانسحاب من كل شبر سوري قبل كل شيئ.

 لا وجه  للمقارنة بين ما حدث من صراع عسكري في ناغورني كارباخ بين اذربيجان وارمينيا وبين الوجود العدواني التركي في سورية .

ان تركيا دولة تحتل مدنا سورية وتدعم الارهاب نهبت المعامل والمصانع السورية ونقلتها الى اراضيها انها تشارك الولايات المتحدة وبعض الخونة الاكراد السوريين والعراقيين  في سرقة النفط السوري وحتى العراقي وتصديره الى الكيان الصهيوني بحكم العلاقة التي تربط ” انقرة بتل ابيب” منذ فترة السبعينات حيث يرفرف علم ” اسرائيل” فوق سفارتها في تركيا وهي التي لاتكف عن الكذب في وقوفها الى جانب القضية الفلسطينية  .

وفد روسي على مستوى رفيع قيل انه  يزور تركيا بعد اتفاق ناغوني كارباخ في مهمة تتعلق بالاوضاع في ماوراء القوقاز وحري بالوفد الروسي ان لاينسى هذه المواقف بما في ذلك الموقف  التركي الاخير الداعم لاذربيجان.

 كما ان استمرار الاوضاع في المناطق  السورية التي تحتلها تركيا والوضع في ادلب بوجود هذه الجماعات  الارهابية المدعومة من انقرة  كلما طال لن يصب في صالح  سورية وروسيا على حد سواء بصرف النظر كون هناك مصالح روسية في تركيا تتعلق باقامة مفاعل نووية ومسالة شغف انقرة باسلحة روسية محددة وغيرها من المصالح المتبادلة بين الجانبين .

في كل الاحوال تبقى تركيا عضو في حلف عدواني يستهدف روسيا هو حلف ” ناتو” فضلا عن وجود قواعد عسكرية امريكية على الاراضي التركية بعضها وفق المصادر يحتوي على اسلحة نووية.

هذا كله لابد وان تكون موسكو واعية لمخاطره لانهاتدرك جيدا مدى عدوانية هذا الحلف الذي يستغل حتى الدول المغمورة التي انسلخت عن الاتحاد السوفيتي وعن يوغوسلافيا بعد  تمزيقها الى دويلات  لضمها الى عضويته بهدف استغلال قربها من حدود روسيا التي تصفها الدوائر الاستعمارية بانها العدو الذي يحتل المرتبة الاولى.

قد يعجبك ايضا