يبقى تاريخ “واع ” الاصيلة لصيقا باسم المرحوم البصري / كاظم نوري

نتيجة بحث الصور عن وكالة الانباء العراقية

كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 26/12/2019 م …




لم يبق من ذلك الصرح الاعلامي العراقي” واع” وهو رمز  ل ” وكالة الانباء العراقية” لمن يفوتهم ذلك  سوى الذكريات الجميلة والرائعة التي ترتبط باسم ودعناه قبل سنين لكن ذكراه كانت ولاتزال تعيش معنا انه المرحوم طه البصري تلك الشخصية الاعلامية  النادرة  التي لم نر مثيلا لها في عالمنا اليوم الذي بات يغص بالدخلاء على الاعلام من المرتزقة والمداحين الذين يقفون طوابير عند ابواب السلاطين .

ورغم تاسيس ” واع” في بداية الامر في مبنى صغير في الصالحية وسط بغداد  لكن التطورات والتوسعات  التي طرات على هذه المؤسسة الاعلامية تطلب نقلها الى   مكان اكبر واوسع  فكان  المبنى الذي  شغلته لاحقا  في شارع ابو نؤاس واهمل من قبل رواد المنطقة الخضراء مثلما اهملوا البلاد برمتها  ولم يلتفتوا الى اي صرح او معلم تاريخي  اوحتى حضاري في البلاد .

و يبقى ذلك المبنى  مبنى ” واع”  رمزا لهذا الصرح الاعلامي الذي  تناوب على ادارته  مدراء  عامون عدة في مقدمتهم المرحوم  ابو نوفل  الذي يعد مثالا للكفاءة و للخلق الرفيع في التعامل مع كادر تجاوز عدده المئات بين محرر ومترجم ومندوب وفني واداري  ووكلاء مدراء من بينهم  الاخ والصديق العزيز الاستاذ معاذ عبدالرحيم  “ابو سعد ” اطال الله في عمره ومنحه الصحة  والمرحوم حسين السامراني ابو علاء.

لقد تجسد كره حكام مابعد الغزو والاحتلال للاعلام في اهمالهم لمثل هذه المعالم  لان معظمهم  جهلة لايفقهون تجسد ذلك  منذ اليوم الاول الذي تم فيه الغاء وزارة الاعلام وابقوا على مسمى وزارة الثقافة رغم الترابط  الجدلي بين الاثنين فكيف تستطيع نشر الثقافة وتعميمها دون وجود الاعلام   مثلما صبوا جام غضبهم على المؤسسة العسكرية العراقية ولا  نعني بذلك المؤسسات العسكرية والامنية التي اوجدها النظام السابق  لحمايته نعني بذلك  وتحديدا الجيش المهني الذي تاسس في 6 كانون ثاني تحت مسمى فوج “موسى الكاظم “وكانت له وقفة مشهودة ضد قوات  الغزو عام 2003 في ام قصر  بجنوب  العراق والذي تم  حله هو الاخر  وغيبوا  معظم قادته المهنيين في المعتقلات والسجون حتى يومنا الحاضر رغم كبر سنهم  وفي مقدمتهم  الفريق سلطان هاشم وزير الدفاع  ابرز قادة الجيش المهني قبل الغزو والاحتلال الامريكي البريطاني.

 الاعلام البائس المنتشر في العراق بعد 2003  و  الذي تديره ” شبكة الاعلام” وتصرف عليه الملايين من الدولارات  يذكرنا بلغته الركيكة واخطائه اللغوية  بمصطلح كان يردده بعض اساتذتنا  ” هو لغة “اكلوني البراغيث” يعجز هذا الاعلام  حتى بالصمود امام فضائيات يديرها اشخاص جمعوا حولهم اعلاميين  مهنيين وتمكنت هذه الفضائيات من ايجاد صداع مزمن لمن يدير عشرات الفضائيات التي  يشرف عليها  جهلة واميون لايجيدون حتى صناعة الخبر لانهم  يمثلون تركيبة السلطة الحاكمة في العراق.

  ان عودتهم الى تاسيس” واع” جديدة لتحل محل ” واع ” الاصيلة   كانت مثيرة للسخرية حقا بالرغم من اعلاناتهم الفارغة التي تتحدث عن بث ” واع” الجديدة بلغات عدة غير العربية محاولين اعطاء اهمية لها  واحاطتها بهالة وهيبة  فارغة ظنا منهم ان بمثل هذه الاعلانات يمكنهم ان يضيفوا  شيئا من المصداقية على اعلام بائس يتخذ مواقف الدفاع دوما دون ان يجد له مكانا وسط المواطن في المجتمع العراقي الذي بات لايصدق حرفا من حروف وجمل تصدر عن السلطة الحاكمة نظرا لكثرة الوعود والاكاذيب لتي يسوقها الاعلام لاكثر من عقد ونصف من السنين  وباتت لاتنطلي على احد.

ان الرموز الاعلامية التي افتقدها العراق امثال المرحوم طه البصري ظاهرة لم تتكرر فقد كان المرحوم يتمتع بصفات حميدة قل نظيرها  فتراه  يتابع اوضاع العاملين  في ” واع” دون تمييز ولايفرق بين موظف واخر  سوى بالكفاءة  وكان مرحا يحب النكتة ومن المقربين  للمرحوم البصري في هذا المجال المرحوم  ابراهيم اسماعيل ” ابو خليل” رئيس القسم الرياضي في ” واع” الاصيلة الذي توفي في حادث سير بالعراق قبل الغزو والاحتلال .

 الشيئ المحزن ان قلة  في عصرنا الحاضر لم   يبيعوا  اقلامهم  بعد احتلال العراق  او ان ينخرطوا في حملات تمزيق العراق وشرذمته او ان يروجوا للافكار الطائفية   وهناك ايضا  من لايزال يضع العراق في احداق العيون  لكن هناك ايضا  من تنصل  عن شرف المهنة .

رحم الله ابا نوفل الذي افتقدناه قبل سنين في ذكراه السنوية  وعزاؤنا لمحبيه ولكل من رافقه في مسيرته الاعلامية التي قادها  فكانت مسيرة  فخر للعراق وعزاؤنا الى عائلته الكريمة  وفي المقدمة السيدة الفاضله ام نوفل ونجله  العزيز  نوفل ” ابو طه..

قد يعجبك ايضا