ثمان سنوات والحرب على سورية بكفالة غربية / د. خيام الزعبي

الجيش السوري "يزلزل الأرض" ويفرض واقعاً جديداً على النصرة بقلم:د.خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) الخميس 30/5/2019 م …

بعد ثمانية أعوام من القتل والتخريب والتدمير وإزهاق الأرواح في “الربيع العربي” الكاذب، وعدم قدرة الجماعات التكفيرية من بناء كيانات بديلة موالية لها، وفشل أمريكا وأدواتها من إسقاط الدولة السورية، التي لم تفلح محاولاتها المتكررة من قبل المجموعات المتطرفة والمسلحة لعزل سورية، دبلوماسياً ودولياً، بالرغم من الدعم المالي والعسكري والإعلامي الذي وفرته لهذه المجموعات، واليوم إن سورية ماضية في طريقها بثبات وإصرار على النصر والبناء ، فاللعبة قد انتهت والمؤامرة قد كتب لها الفشل وسوف تستكمل سورية طريقها وقريبا سوف نرى النصر والتفاؤل بارقاً على أيدي أبطالنا الذي سوف يغير من مصير السوريين ويفتح أبواب الأمل للأجيال القادمة.




 

وعليه فإن ما تشهده سورية هذه الأيام يأتي بسبب موقفها المتمسك بحقوقها وحقوق العرب، ولأن سورية دولة وطنية تتمسك بقرارها المستقل وترفض الوصاية والتبعية والالتحاق بالمشاريع الصهيونية والأمريكية وترفض الاملاءات والشروط التي تجعل منها دولة لا تقبل بالتبعية، كان لا بد من إضعافها عبر خلق الأزمات والمشكلات والتدخل السافر بكل أشكاله لإضعافها وشل قدرتها على مواجهة المشاريع الامبريالية والصهيونية وفتح الطريق لتنفيذ مصالحها وأطماعها في المنطقة.

 في سياق متصل إن ما يحدث في سورية يشكل صورة واضحة وحقيقية للعبة الدولية والإقليمية بكل تفاصيلها، فهذه اللعبة هي التي تعمل بصمت عبر أدواتها على تغيير وضع سورية وتمزيقها، تلعبها أمريكا وحلفاؤها لتحقيق مصالحها وأطماعها التي لا تعرف حدود، فقط تعرف إنجاز مهمتها وتحقيق مآربها وإستراتيجياتها عن طريق أدواتها التي تملأ سورية اليوم من كل الأنواع والأشكال، بالتالي إن استمرار شلال الدم في سورية مصلحة أمريكية إسرائيلية يريدونها مقسّمة حتى ينجح مشروع الشرق الأوسط الكبير ضد الوجود العربي، لكن العالم بات يعرف التناقض المفضوح التي تتصف بها سياسة أمريكا في المنطقة، وأن هناك سياسة مزدوجة تقوم بها أمريكا من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل.

 

لم تصل الحرب في سورية إلى خواتيمها بعد، لكنها على ما يبدو دخلت مرحلتها الأخيرة لإنهاء التنظيمات المسلحة والمتطرفة، ومع إستكمال المراحل الهامة في معركة تحرير ادلب والتي بدأت منذ عدة أسابيع والاستعداد للمرحلة النهائية والحاسمة، يمكنني القول، أن ثمة هناك مساراً جديدا ستدخله سورية باتجاه إنهاء الجماعات المتطرفة في البلاد، بعد أن ظلت تهيمن على مساحات شاسعة في أنحاء مختلفة من الأراضي السورية، والمؤكد أن الانتصار في معركة ادلب التي تعتبر معقل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي سيشكل البداية الحقيقية لطرد مقاتلي هذا التنظيم من كل المدن السورية والمنطقة بأكملها، وهو الهدف الاستراتيجي للجيش العربي السوري والذي يواصل استعداداته اللوجستية والتكتيكية لإنهاء هذا التنظيم ومن ورائه مستفيداً من الإسناد الجوي الذي يقدمه حلفاؤه.

 

على أي حال، إن نجاح الجيش السوري في استعادة السيطرة على مدينة ادلب سيشكل انتكاسة كبيرة للجماعات الجهادية الإرهابية، فالواضح من سلسلة الهزائم التي مني بها تنظيم جبهة النصرة وحلفاؤه من جماعات الإرهاب في المحافظات السورية، إن هذا العام  يمكن ان يكون عاماً مصيرياً بالنسبة لهذا التنظيم والقوى المتطرفة الأخرى، يتحقق فيه كسر وهزيمة التنظيم وانحسار وجوده في سورية.

 

مجملاً…إن سورية  تنتصر دائماً على أعدائها وتقاوم الانحناء والخضوع، لم ولن تستطيع قوة خارجية أن تنتصر عليها، هذه هي سورية وتاريخها وحضارتها تتكلم عن نفسها، أعدائها يهابون جيشها وشعبها، وسوف تبقى سورية قاهرة الأعداء صخرة صامدة قوية على الرغم من الدماء والجراح، وباختصار شديد…. إن سورية اليوم بمعادلة جيشها قوية وعزيزة وتحمل جراحها لتصنع الانتصار التاريخي، ومعركة الجيش السوري القادمة في ادلب ستكون قصيرة، إن الإرهاب يلفظ آخر أنفاسه، وهذه هي صرختهم الأخيرة، وأن المرحلة القادمة ستشهد القضاء على الإرهاب وإجتثاثه من كل الأرض والمناطق السورية. وأخيراً فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل يبدأ حلف أعداء سورية بمراجعة الحسابات، خاصة بعدما بدأ الجيش العربي السوري يزداد تقدماً إلى الأمام ويلقن العدو الدروس في الصمود و الثبات؟.

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا