التغريب والتشريق … والتغير الاجتماعي القهري ! / هاشم نايل المجالي

نتيجة بحث الصور عن هاشم نايل المجالي

هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الأحد 24/2/2019 م …




يعرف التغريب على انه انتقال اجباري من وضعية ومفهوم الى وضعية ومفهوم جديد وابتعاد اضطراري ترسمه وتخطط له وتقره القوانين والانظمة الجديدة المواكبة لهذا التغيير ولا يملك لأحد من رده بل يفرض عليه فرضاً وهو ما نسميه ( التغريب القهري ) .

وفي الاصطلاح الثقافي والفكري المعاصر فان التغريب غالباً ما يشير ويدل على حالات التعلق والانبهار والاعجاز والتقليد والمحاكاة للثقافة الغربية وما وصلت اليه من حضارة وتقدم وازدهار ورقي خاصة بوجود وسائل التكنولوجيا الحديثة للتواصل الاجتماعي حيث يصبح ميول ابناء وافراد المجتمعات وعواطفها باتجاه تلك الحضارة الغربية المجتمعية ولعاداتهم وتقاليدهم واساليب حياتهم وبالتالي تقبل اي تعديل بالقوانين والانظمة يقربهم من تلك العادات والتقاليد والتشريعات .

فالتغريب الثقافي هو ابدال ثقافي اي احلال الثقافة الغربية محل الثقافة المحلية الاصلية تدريجياً ، مع ما يرافق ذلك من مظاهر التغيير والتبدل ، وهذا الامر تصنعه الظروف التي تمر فيها كل دولة عربية حيث تتضافر على نسيج الخيوط العنكبوتية عليها دول عديدة .

فالتغريب الثقافي هو بمضمونه استلاب ثقافي يستهدف الثوابت الدينية من حيث الشكل والمضمون ، حيث قامت امريكا مؤخراً بتحريف القرآن الكريم واصدرته بكتاب جديد اسمته ( مثلث التوحيد ) وهو الان يوزع في بعض الدول العربية وغالبية ما يتم تنزيله على الانترنت هو محرف حتى الاحاديث النبوية .

اذن التغريب يستهدف ايضاً القيم الاخلاقية والمجتمعية وتفكيك اللبنة الاساسية في المجتمع الا وهي الأسرة ، لان هذا التحريف والتزوير وتلك المفاهيم والعادات الغربية تدخل في فكر ونفوس الابناء وتغير من ارادتهم وثقافتهم وسلوكهم ، وبالتالي يبدأ الانسجام مع بقية ابناء المجتمع المتفقين على هذه القيم والسلوكيات تدريجياً لتتسع الحلقة وينعدم بالتالي التوازن المجتمعي بين الكم والكيف ، وبين الدراسة والتربية ، والتطبيق العملي بالسلوكيات ، وتصبح هناك ثقافة اليأس المجتمعية للقيم والمباديء الاخلاقية الاصلية .

ونقل هذه الافكار الجديدة يتم ايضاً عبر وسائل اخرى وهي المساعدات المقدمة للمنظمات الغير حكومية جمعيات ومراكز شبابية وغيرها ، وعلى شكل ندوات ومحاضرات وورش عمل وزيارات حيث يتم عمل ارضية خصبة لتعشعش بها تلك الافكار بتجلياتها الحضارية ويتم تغذيتها دورياً كي تنمو الى افراد المجتمع ، وعلى انهم النخبة المتطورة والحضارية الجديدة ليفقد كثير من ابناء المجتمع هويتهم الوطنية ، وكثير من الشباب تغمره طموحات الهجرة من الوطن وهو التغريب الذاتي ( فالمضطر يركب الصعب ) يبحث عن دول الحضارة مهما كانت فرصة العمل المتوفرة هناك وتصبح الاوطان طاردة لابنائها .

والتغريب بشكل عام هو الصفة التي يتم اطلاقها على الدور الذي تلعبه الدول الغربية وامريكا في الشرق الاوسط وبسط نفوذهم وسيطرتهم وهيمنتهم السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى المجتمعية ، والتأثير فيها من كافة الجوانب ليكون ذلك المقياس هو مدى تحضر اي دولة عربية ، ويظهر ذلك بالانحلال والانفتاح الغير مشروط كزواج المثلي والغاء القوامة وغيرها ، ويظهر ذلك ايضاً على شبابنا باللبس والمأكل والمشرب والحرية في التصرف دون ضوابط اجتماعية .

كذلك نجد ان التشريق هو لدول آخرى مثل الصين التي اخذت تبسط نفوذها وسيطرتها على كثير من الدول مثل افريقيا وها هي تبسط نفوذها على بعض الدول العربية استثمارات في كافة المجالات .

كذلك الامر روسيا التي بسطت نفوذها على سوريا في اندماج كامل كونها الدولة العظمى التي حمتها من الدول الغربية واطماعها ومن الدول الممولة للتنظيمات الارهابية ، اي ان التغريب اصبح يقابله التشريق ولكل واحد منهم اهدافه وبرامجه وما بين التغريب والتشريق هناك عامل مشترك واحد لم يتغير الا وهو الدول العربية التي يتم استهدافها الواحدة تلو الاخرى ، كذلك هل ستتمكن الاسرة المحافظة على تماسكها البنيوي دون تفكك فكري وقيمي واخلاقي .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

قد يعجبك ايضا