الأدراك المألوف … ! / هاشم نايل المجالي

نتيجة بحث الصور عن هاشم نايل المجالي

هاشم نايل المجالي ( الأردن ) الأربعاء 20/2/2019 م …




ان الذاكرة هي عملية نفسية عقلية تقوم على استرجاع الحوادث الماضية وربطها بأي حادثة مشابهة وهي ذات طابع فردي ، حيث الذكريات تختزن في الدماغ ومنها ما هو قصيرة المدى او اخرى طويلة المدى والتي خضعت للتكرار وهي ذات طابع شعوري ، وهناك ذكريات ترتبط بالمجتمع مثل الاعياد والمناسبات المختلفة وغيرها نسترجعها في اطارها الاجتماعي ، ومن جانب آخر فأن الديجافو ( Deja vu ) كلمة فرنسية تعني قد حدث من قبل ، وهو الاحساس والشعور انك تشاهد حدث ما قد شاهدته من قبل اي انك تشعر بأن هذه اللحظات التي تشاهدها او التي انت فيها قد تكررت من قبل وان هذا الموقف بمعطياته وتسلسل احداثه قد حدث وشاهدته من قبل مخلفاً في ذهنك العديد من التساؤلات والابهام واحياناً الغموض بسبب تكرار السيناريو المتبع لهذا الحدث وتسعى لفهمه بشكل افضل حتى تنقشع السحب والضبابية من مخيلتك .

والكثير منا قد مر بهذه الظاهرة وهذه التجربة ونتساءل عن كيفية وسبب حدوث هذا الامر وتكراره حتى ولو لم تكن متطابقة بكل شيء لكن بنفس الاسلوب والمعطيات مما يجعلنا نخلط الاحساس بالحاضر والماضي واحياناً يكون هناك شذوذ بالذاكرة عندما نعيش مع هذا الموقف او الحدث والذي حدث في مكان ما في العالم مثل حالات الدهس التي تمت في فرنسا وكذلك في المانيا بنفس السيناريو والاسلوب ومن قبل نفس التنظيمات الارهابية في مشهد متكرر وبنفس الاسلوب والمعطيات ، ففي العراق حيث تم استخدام السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة ، في مشهد متكرر وذلك في الاسواق الشعبية والاماكن العامة في السعودية تم استهداف المساجد في مشهد متكرر واماكن العبادة لما لها من تجمع بشري كبير والتزام ديني وفي بعض الدول العربية تم استخدام اسلوب التمترس في البنايات السكنية والمنشآت العامة واستخدام اسلوب التفخيخ والاحزمة الناسفة وهكذا من المشاهد المتكررة للاساليب المتكررة للاعمال الارهابية والتي تنال من ارواح المواطنين الابرياء في رسالة بلا ضمير ولا شفقة ولا رحمة .

ففي كل مشهد تتحفز الذكريات في المخ لتعطي نفس التفسير لتربط بين حوادث سابقة وحوادث لاحقة ليكون هناك ادراك مألوف في الذاكرة عند الانسان وكأننا نعيش الموقف لاكثر من مرة اي ان المخ البشري لا يمسح للحدث الذي كان قد سجله سابقاً .

الاهم من ذلك هل الباحثين والخبراء المعنيين حللوا آلية واسلوب التكرار المتبع للحدث في مختلف المواقع على انه شبه معتمد بالاسلوب ليتم الاعداد والتخطيط لاستخدام الآليات اللازمة لمواجهته والاستعداد المسبق له وآلية التعامل معه وفق احدث الاساليب التقنية ، ام سنبقى نشاهد الحدث يتكرر مراراً وتكراراً مع فارق التوقيت لنقول اننا لم نتعلم من سابقاتها وتكون الخسائر كبيرة .

ان الخير والشر الذي في داخل كل انسان مرتبطان بشكل اساسي بما يسمى الضمير وهو عبارة عن الوعي او الوجدان الداخلي الذي يعرف كيف يميز بين الخطأ والصواب والخير والشر ، فعلينا ان نجعل دوماً الانسانية هي الاساس للمقاييس القيمية والدينية والاخلاقية ولمعرفة آلية التمييز بين الخير والشر .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا