كفى تخاذلا يا من تتدافعون بالمناكب من اجل السلطة في العراق / كاظم نوري الربيعي

Image result for ‫العراق‬‎

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الثلاثاء 26/6/2018 م …




تركيا  وما ادراك ما تركيا  . قطعت الماء في هذا الموسم الحار عن العراقيين  وهي تتحكم بالسدود التي اقامتها على نهر دجلة  ولم نسمع  سوى بعض الاصوات النشاز من بغداد ” نشجب” نستنكر” ندين” نجتج” هذه المصطلحات التي  لم يرافقها عمل جدي وحازم  من السلطة الحاكمة  وهو  ما اوصل كرامة  العراقيين الى الحضيض .

خفت حدة مصطلحات ” نشجب ونستنكر وندين”  لتعلن انقرة  وعلى لسان رئيس الحكومة بن علي يلدريم ان  القوات التركية تحقق تقدما ” ضد المسلحين الاكراد” شمال  العراق  باعتبارهم ارهابيين  من وجهة نظرها وسيطرت على ارض تبلغ مساحتها 400 كيلو مترا مربعا اضافتها بالطبع الى المناطق التي تحتلها قوات تركية منذ امد طويل  في بعشيقة العراقية  ولن تنسحب منها وتحت ذات الحجة” محاربة الارهاب.

العبادي المنشغل حاليا  هو وبقية الرتل الحاكم في مسالة اهم من العراق وكرامة  العراقيين هي استمرار حكم  العراق حتى لو  احتلت تركيا كركوك  اعترف بان تركيا لاتنسق عملياتها العسكرية على الحدود العراقية مع السلطة في بغداد” قرة عينك”.

يلدريم اكد  توغل القوات التركية  بعمق 40 كيلومترا داخل الاراضي  العراقية والكل صاغر وصامت حتى  ” صاحب المشاريع الانفصالية  عن العراق الذي كان يصرخ ويدعوا بغداد ما ان تتعرض المناطق الشمالية الى غارات تركية “.

الريس بارزاني” لم نعد نسمع منه شيئا ووصل الحال الى قصف مناطق في دهوك التابعة لسلطة حزبه من قبل الطائرات التركية لكنه مثله مثل الاخرين لايجرؤ  حتى على لفظ كلمة ” نشجب” او نستنكر او ندين طالما هو  موجود في السلطة كالاخرين ويلهف ويلغف مع بقية الرتل المحيط به ولن يعد يهمه ” مقتل عائلة كردية” في دهوك او تشريد المواطنين من  قراهم جراء  الغزو  التركي لمناطق عراقية في الشمال  “المهم راس الريس سالم”.؟

لن نطلب من حكام العراق جميعهم بما فيهم ” الكرد” ان يحملوا السلاح ويتصدون للجيش التركي لانهم ليسوا اهلا لذلك طالما ان ولي ” نعمتهم” العم سام” يتحكم بالاوضاع بالرغم من وجود رجال اكفاء لديهم القدرة على ذلك لكن ” المعادلة السياسية الهجينة والطارئة” التي اوجدها المحتل وفرضها  في اطار ” دستور مسخ”  تحول دون ذلك خاصة وان من  قدم الدماء والتضحيات وكان وراء دحر الارهاب وهزيمة داعش لازال موجودا .

فقط نطلب من حكام العراق ان يعيدوا النظر  بالاتفاقات التجارية والاقتصادية المبرمة مع تركيا ووقف استيراد البضائع  والمواد الغذائية  والسلع التجارية  منها بعد البحث عن بديل وهو موجود لان  العراق يدفع  مليارات الدولارات سنويا  نقدا وليس بالاجل مقابل  استيراد البضائع من  تركيا .

ان اتخاذ خطوة بهذا الاتجاه كفيلة بارغام اردوغان  على اعادة النظر بمواقفه المعادية للعراق و بتركيع انقرة وجعل  شحاذ  انقرة   يستجدي  ويشحذ مثلما يشحذ ملايين اليورو من دول  الاتحاد  الاوربي مقابل ابتزازهم وتهديدهم بارسال المزيد من المهاجرين ضحية سياسته في المنطقة من الذين اضطروا الى ترك مدنهم في سورية والعراق جراء مخطط  تدميري  تتقدم المشاركين فيه انقرة بتنسيق مع واشنطن ودعم مالي وتسليحي  من دول خليجية معروفة .

من يعتقد ان هناك خلافا بين تركية والولايات المتحدة حول الاوضاع في سورية والعراق فهو واهم لان انقرة  تكذب  عندما تدعي وجود خلافات مع واشنطن فهي تطمح الى  قضم مناطق  من سورية وحتى العراق في اطار حلم يراود ” السلطان اردوغان” الذي صرح اخيرا ان مدينة منبج  لاتسلم للاكراد ولا للدولة السورية بل تسلم الى اهلها .

من هم اهل منبج  الذي يتحدث عنهم اردوغان ؟؟؟

الولايات المتحدة الامريكية تشاطره النهج نفسه وهذا يؤكد مرة اخرى ان تركيا والولايات  المتحدة هما وراء المشروع الارهابي والتدميري ممثلا ب” داعش” وبقية الجماعات الارهابية التي قدمت الى سورية والعراق  بتسهيلات تركية من اجل  تدمير البلدين ؟؟

لانظن ان ذاكرتنا بات يعلوها الصدأ فلازالت تلك اللحظات عالقة في الذهن عندما دخلت ” داعش” الى الموصل  عام 2014 وكيف جرت تسوية اوضاع ” الكادر التركي   في قنصلية تركيا ” بالموصل ولن يمسهم احد بسوء وعادوا بسلام الى بلادهم  وودعتهم ” داعش”  ليخرج علينا كذاب العصر بانه يحارب الارهاب وقد صنف مجموعات كردية مناهضة لانقرة على انها ارهابية وفي مقدمتها ” حزب العمال الكردستاني” الذي يقبع زعيمه عبدالله اوجلان ” في سجون انقرة.

تركيا لها اجنداتها ومطامعها في المنطقة التي تتلاقى مع تطلعات الولايات المتحدة التي تصر على ابقاء قواتها سواء في سورية او العراق بمزاعم كاذبة  ومن يرى خلاف ذلك فهو واهم كمن  يهرول وراء السراب؟؟

ان هناك تنسيقا بين تركيا والولايات المتحدة  لانهما ينتميان الى حلف عدواني واحد ” ناتو”  اما مسالة انضمام انقرة الى كل من طهران وموسكو لايجاد حل للازمة السورية  فان انقرة تسعى  من وراء ذلك  للحصول على ” مكاسب” بعد  ان اوشك  المشروع الارهابي في المنطقة على الانهيار.

وتاكيدا على ذلك عدم توصل وفود الدول الثلاث ”  روسيا وايران  وتركيا ” خلال اجتماعهم الاخير في جنيف  الى مايخدم سورية عندما حاولت  انقرة ان   تضع يدها على  ملف جميع اطراف  المعارضة  وهو مارفضته  وفود روسيا وايران  وحتى اطراف في المعارضة نفسها   رفضت  ان تكون ملفاتها بيد  تركيا  وذلك لعدم ثقتها بها ؟؟

 

قد يعجبك ايضا