العملية العسكرية لتحرير “درعا” ترسم الفصل الأخير لتحرير سورية / د. خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) الثلاثاء 26/6/2018 م …  

اليوم بات واضحاً أمام الجميع أن العالم عاد ليعترف ليس فقط بقوة وصمود الجيش  العربي السوري، وإنما أيضاً بقدرة السوريين على التحدي وكسب الرهانات الصعبة وتجاوز الصعاب، إذ دخلت العمليات العسكرية لتحرير درعا منعطفا حاسما بعد اقتراب الجيش السوري من أطراف المدينة التي تشكل شريان الحياة للتنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة الجنوبية، وانتزاعها يفتح الباب أمام الجيش لتحرير بقية المدن في المحافظة ، فالنصر أخذ يلوح على كامل الأرض السورية التى أخذ سكانها يتنفسون الصعداء وهم يرون بأم عيونهم علامة النصر.




متغيرات متتالية على الساحة السورية تكشف حالة القلق والإرتباك بعد الضربات الموجعة التي تلقتها التنظيمات الإرهابية على يد الجيش السوري وحلفاؤه التي أدت الى  تحرير عدداً من البلدات والقرى على امتداد منطقة اللجاة بريف درعا، التي كانت تسيطر عليها هذه المجموعات، ومع سيطرة الجيش السوري على بلدة بصر الحرير ، تكون القوات على خطوة واحدة من حصار مواقع المسلحين في قرى منطقة اللجاة ،وبالتالي إجبارهم على الاستسلام والذي تحقق هذا الإنجاز بفضل التخطيط الإستراتيجي والتكتيك العسكري والأمني للجيش السوري وطريقة تعاطيه مع الأحداث المتغيرة في الساحة السورية.

لا شك أن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش السوري وحلفاؤه في الجنوب السوري هي بالغة الأهمية من حيث توقيتها، ومن أهم الأهداف العسكرية للجيش السوري في درعا هو تل الحارة الإستراتيجي ، وتشكل السيطرة عليه إسقاط تام لعشرات القرى والبلدات المحيطة به ، كما يعد معبر نصيب الحدودي الهدف الثاني الأبرز من معارك الجنوب السوري، حيث يعد معبرا اقتصاديا هاما للدولة السورية مع الإردن ، أما الهدف الثالث من المعركة هو السيطرة على كامل الحدود السورية في الجنوب السوري ، لذلك تعتبر درعا بوابة النصر وما هي إلا محطة جديدة من محطات النصر السوري المتواصل والذي يبعث برسائل مباشرة للتنظيمات المسلحة وكل من يقف وراءها بان النصر النهائي بات أقرب مما يتصورون، وأن معارك التنظيمات الإرهابية تشارف على نهاياتها وأن السوريين أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم والمنطقة بأكملها. 

في هذا الإطار أقول، بطمأنينة وثقة مطلقتين، إن ما يدور على مشارف مدينة درعا يرسم الفصل الأخير من فصول تحرير سورية، ذلك أن الجيش السوري وحلفاؤه،  أضحى يسيطر سيطرة تامة ومحكمة على مجريات العمل العسكري هناك، وأن  النصر سوف يلحق بالتنظيمات المسلحة هزيمة ساحقة ليعلن الجيش السوري بعدها انتصاره النهائي على الجماعات المسلحة وأدواتها. لذلك ستكون الأسابيع القليلة القادمة حاسمة في كل ما يتعلق بالقتال في سورية، وهنا، فإن الملفات المتداخلة في المنطقة ستخضع لما قد يحدث في الفترة المقبلة وتتأثر بها، وجميع الإحتمالات واردة والجيش السوري يواصل انتصاراته، والذي قام بقلب الموازين, وأسقط حسابات أمريكا والغرب في المنطقة بأكملها.

ويبقى القول هنا……. إن تلك العمليات الإجرامية لا يمكن أن تحقق أهدافها، ولا يمكن أن تخيف أو ترهب دولة بقدرة وعظمة سورية، فسورية دولة عصية على أي محاولات لزعزعة إستقرارها أو إرهاب شعبها،  ولن يزيدها ذلك  إلا إصراراً  لإستكمال مسيرتها فى البناء، لذلك فإن الأيام المقبلة حاسمة، خاصة في الميدان الذي يميل لمصلحة الجيش السوري التي حسم أمره في التصدي للعدوان ومواصلة القتال حتى تحقيق النصر الذي يُبنى على نتائجه الكثير في المشهد الإقليمي والدولي.

[email protected]

قد يعجبك ايضا