مؤسسة القدس الدولية : آفاق مواجهة القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني

عمان 29 كانون ثاني ، الأردن العربي




مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى القدس في 23/1/2018 يكون قد مرّ 47 يوماً على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني، القرار الذي جاء بناءً على اعتباراتٍ شخصية انتخابية للرئيس أولاً، وإرادةٍ مؤسسية داخل الدولة الأمريكية بدءاً من عام 1989 ثانياً، واستغلالاً لحالة الفراغ الإقليمي وترهل النظام العربي الرسمي ثالثاً.

لقد جاءت ردة الفعل على القرار في الأساس شعبيةً على المستوى العربي والإسلامي، فرسمت حالة إجماعٍ شعبي غير مسبوق على القدس، إلا أن الرد الشعبي الفلسطيني جاء دون المأمول، لكن المحك الميداني يبقى عند الترجمة الفعلية للقرار.

على المستوى الرسمي الفلسطيني ركز رد الفعل على كيفية احتواء الغضبة الشعبية وتجاوزها للعودة إلى استئناف عملية التسوية وبدورٍ أمريكي أساسي، فكان الحرص على الحد من سقوف الفعل الشعبي كي لا يخرج عن هذا الهدف، وفيما شكل القرار الأمريكي تقويضاً لركيزة من ركائز مشروعية الدولة الأردنية بشكلٍ ترك الأردن على مفترق صعب،

فقد انتهت حالة تمتين الموقف الأردني بالتوافق الرسمي مع الحراك الشعبي مع قرار إعادة فتح السفارة الصهيونية في 19/1/2017، ويبدو الأردن متطلعاً للخيارات الأسهل التي لا تضطره لتغيير خياراته الإقليمية، وعلى المستوى الرسمي العربي والإسلامي كان الاتجاه العام لقبول القرار كأمرٍ واقعٍ مفروض مع تمرير تداعياته الشعبية بأقل الأثمان.

على المستوى الدولي كان الحال مغايراً، مع تطلع القوى الدولية للاستفادة من القرار في تسريع التراجع الأمريكي وفرض عزلةٍ دولية على الولايات المتحدة استناداً إليه، فبدى الفعل الشعبي العربي والإسلامي في المحصلة مغطىً ببيئةٍ دولية مساندة، لكن نظامه الرسمي يسير في اتجاهٍ معاكس.

انطلاقاً من ذلك قرأ التقدير 4 سيناريوهات محتملة: الأول هو تمرير الغضبة الشعبية والعودة لمواصلة العلاقات مع الولايات المتحدة دون تغيير ومواصلة تطور التطبيع مع الكيان الصهيوني كذلك، الثاني الوصول إلى تراجعٍ رسمي تتبناه الغدارات الأمريكية التالية إذا ما بقيت تدفع ثمناً سياسياً للاعتراف، والثالث التوجه لانتفاضة شاملة تفرض تراجعاً ميدانياً صهيونياً شاملاً، والرابع الذهاب لمواجهاتٍ متتالية مع محاولة الكيان الصهيوني ترجمة هذا القرار إلى واقعٍ على الأرض، مع احتمال تحولها إلى هباتٍ شعبية متتالية تستنزف المحتل وتراكم ردعاً شعبياً متتالياً له في القدس، والسيناريو الرابع هو الأكثر حظاً في الحصول مع عدم استبعاد السيناريو الأول.

في النهاية يضع التقدير توصياتٍ موجهةٍ أساسة إلى الحركات والأحزاب الفعالة شعبياً، لاستدامة الحراك الشعبي في اتجاهاتٍ ثلاثة أساسية: الحفاظ على العزلة الدولية لأمريكا والكيان الصهيوني مع تبني سلاح المقاطعة، استمرارية الفعل الشعبي من خلال انتقاء محطاتٍ رمزية قابلةٍ للاستدامة، والتفاعل مع نبض المواجهة في القدس ودعم الهبات الشعبية المقدسية والفلسطينية المقبلة في مواجهة المحاولة الصهيونية المرتقبة قريباً لترجمة هذا القرار على الأرض.

قد يعجبك ايضا