من تونس .. شكرا سورية لأنك صمدت .. / حاتم الشلغمي

 

 

حاتم الشلغمي ( تونس ) الإثنين 20/4/2015 م …

لقد مثّلت العلاقة التونسية السورية من أهم المواضيع التي يتطرّق إليها المواطن العادي التونسي ، بالإضافة إلى بعض القوى السّيٓاسِيّة الوطنية الحقيقية، و ذلك منذ أن أقدمت أطراف الحكم السابق المتمثّل أساسا في حركة النهضة الإخونجيّة على قطع هذه العلاقة إرضاء للولايات المتّحدة الأمريكية ، تركيا و قطر و استطرادا الكيان الصهيوني الغاصب، الذي عمل أعضاء و نوّاب الحركة الإخونجيّة على منع تضمين الدستور بندا يحرّم أو يجرّم التطبيع معه و ذلك بعد تعهّدات قدّمها راشد الغنّوشي لمنظّمة اللوبي الأمريكي الصهيوني “أيباك“.

بالرّغم أن الضخّ الإعلامي الذي تواصل اجهزة و مؤسّسات الإعلام التونسية ضِدّٓ الدولة الوطنية السورية بعامة و الجيش العربي السوري و شخص الرئيس الدكتور بشّار الأسد، ألا أن الواقع المؤلم الذي يعيشه مئات التونسيين المقيمين في سورية و السُّورِيّين المقيمين بتونس في ظلٌّ هذه العملية الصادمة من جهة ، و الواقع المؤلم و حالة الإحتقان الذي تعيشه خصوصا عائلات آلاف الإرهابيين التونسيين الذين يقاتلون الجيش و الشعب السورييّن من جهة أخرى ، ضغطا واضحا عرَّى حجم المشكل الذي وقعت فيه الدولة التونسية على يد هؤلاء الذين رهنوا البلاد و سياساتها للخارج ، و خصوصا بعد أن شاهدوا مشاهد القتل و الذبح و السحل و تقطيع الأطراف و الأعضاء تُرتٓكب في حقّ قوات الجيش و الأمن الوطنيّين في تونس.

شكّل كل ذلك مطلبا شعبيا تونسيا يطالب، إلى حد الآن ، باستعادة العلاقات مع قلب العروبة النابض و إنهاء وضع الخطأ الدبلوماسي الغريب عن تاريخ تونس السياسي، و الإعتذار على كل ما بدر أو صدر من تونس من أخطاء و مغامرات في حق السُّورِيّين ، جيشهم و قائدهم ، و ذلك من أجل ضمان استمرارية الحياة الطبيعية في تونس التي أصبحت تواجه خطرا إرهابيا حقيقيا لا يمكن إخفاؤه بأي طريقة من الطرق و ذلك إيمانا من التونسيين بأن سورية بصلابة جيشها تواجه الإرهاب نيابة عن الجميع رغم كل محاولات الشيطنة و تغييب هذه الحقيقة التي سيذكرها التاريخ مهما طال الأمد.

إن المواطن التونسي الذي أدرك حقيقة “الربيع العربي” و زيف مصطلح ثوراته ، بات يدرك أكثر من أي وقت مضى أن سورية لا تواجه معركة بين طرفين متصارعين على أسس سياسية و اقتصادية و تنموية معينة، و لكنها حرب ضد الشعب و الدولة و الجيش و الخط الإستراتيجي الذي تمثّله في مواجهة المشاريع الأمريكية الصهيونية. و أن الجيش العربي السوري ببسالته و صموده الأسطوري الإعجازي يمثّل رأس الحربة في مواجهة إرهاب جنوني لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري و أن الرئيس الدكتور بشّار الأسد أصبح يمثّل أيقونة للقائد الوطني القومي المناضل ضد المصالح الصهيو- أمريكية و أدواته الخارجية، و أن الشعب العربي السوري يمثّل التجلي الحقيقي لروح المقاومة الشعبية من أجل السيادة و الكرامة الوطنية.

فمن تونس نقول:

شكرًا سورية الأسد ، لأنك صمدت في وجه العدوان الكوني.

شكرًا سورية الأسد ، لأنك لم تستسلمي للتكفيريين و مشروعهم الظلامي التخريبي التذريري.

شكرًا سورية الأسد ، لأنك لم تخضعي للمشروع الصهيو-أمريكي.

شكرًا سورية الأسد ، لأنك تدافعين عن الخرائط العربية و هويّاتها و مقوّماتها و مستقبلها.

شكرًا سورية الأسد ، ما حيينا و ما بقينا و ما بقي التاريخ.

قد يعجبك ايضا