مصطلح ” عابر للطائفية ” في العراق و مصطلح “عابر للقارات في كوريا ” / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الإثنين 22/1/2018 م …
ما ان يطل مسؤول في السطة الحاكمة في العراق هذه الايام معمما كان ام افنديا مع قرب مسرحية ” الانتخابات ” واية انتخابات ما ان يطل من على شاشة فضائية وما اكثر تلك الوجوه ذات الاوداج المنتفخة والكروش المترهلة من السحت الحرام منذ الاحتلال عام 2003 حتى تسمع منه ” مصطلح عابر للطائفية” باعتبارهم “جميعا ضد الطائفية” وباتت ترتفع لديهم ” بارومترات ” مشاعر الوطنية وتتسامى على كل ما يجري في العراق من ماسي وكوارث بناء على” دستور مسخ ” هو بمثابة قنبلة موقوتة وضعه الاجنبي وساهم فيه وبشكل فاعل ” صهاينة” وارنضى به هؤلاء جميعا.
الكل يطل عبر الشاشات الفضائية وهو يردد عابر ” للطائفية” لكنه ينسى ان ” الرئيس كردي ورئيس الحكومة ” شيعي” ورئيس البرلمان” سني” وينسحب هذا التقسيم و” المحاصصة” على جميع موسسات السلطة الحاكمة فنجد التسلسل والتقسيم ” الطائفي والاثني” في كل وزارة بدءا بالخارجية وانتهاء ب” وزارة البلديات واذا دققنا في الامر فسنجد ان هذه المحاصصة موجودة حتى بين صفوف” العمال الذين يتكفلون برفع ” القمامة والنفايات من شوارع بغداد التي لايزال بعض من تلك الشوارع يعكس صورة كارثية مشوهة لوجه بغداد الجميل الذي شوهته هذه الجماعات المتكالبة على السلطة واخذت تتشظى وتنشطر وتنقسم ك ” القواقع” تحضيرا للانتخابات المسخرة القادمة.
مصطلح ” عابر للطائفية” يردده اولئك الذين ارتضوا ب” دستور لم يمسه احد ” فصله الاحتلال وداعميه من العملاء تفصيلا هجينا وغريبا بل وطارئا على عراق لم يعرف في حياته هذه المسميات والمصطلحات التي ترد على السنة ” رواد المحاصصة في المنطقة الخضراء”.
يذكرني هذا المصطلح” عابر للطائفية” المثير للسخرية باغنية ” عبرت الشط على مودك” مع الاعتذار للفنان كاظم الساهر خاصة ان من يتداوله اليوم هم نفس العينات التي كانت وراء تاجيج ” المشاعر الطائفية” من الذين يدعون تمثيل طوائفهم ومناطقهم لكنهم كان اول من نهب وسرق الاموال والموارد المخصصة لتلك الطوائف والمناطق سواء كان ذلك في وسط العراق او غربه او شرقه او جنوبه وحتى شماله حيث يعاني الشعب الكردي من ممارسات فئة منتفعة هي الاخرى من ماساة الشعب العراقي ونهبت ثرواته النفطية والحقت ضررا بالمواطن سواء كان كرديا او عربيا او تركمانيا.
الفنان كاطم الساهر اراد ان يعبر الشط ربما سباحة متحملا عناء الموج من اجل لقاء شخص ما عزيز عليه في الضفة الاخرى من النهر لكن ” الذين يرددون ” مصطلح عابر للطائفية” يتجاهلون ان ” الطائفية” تعشعش في ذهن كل واحد منهم ” الطائفية تحيط بهم وهي التي اوجدها وثبتها في فقراته ” دستورهم المسخ” الذين يخشون المساس به ” وتحول الى ” كتاب مقدس لهم” كونه يلبي ما يدور من افكار في عقولهم المريضة.
والا بماذا يفسر هؤلاء ” حملة شعار عابر للطائفية” وجود رئيس كردي ورئيس حكومة شيعي ورئيس برلمان سني” وهذا النهج اصبح ثابتا وموجود ا في العراق منذ عام الاحتلال 2003 وحتى الان .
انكم جميعا يامن ارتضيتم بهذا الدستور المسخ” مثلما ارتضيتم بان تتسلموا الاوامر من الاجنبي مجرد ادوات والا ماهو تفسير قول البعض منكم من ان عدم اجراء الانتخابات في مواعيدها سوف ” يترك فراغا سياسيا” يتيح لتدخل اجنبي ؟؟ ماهو الرابط بذلك اذا كان قرار العراق مستقلا ووطنيا ؟؟
حقا انه امر مثير الضحك وشر البلية ما يضحك عندما يجري الحديث عن ” فراغ سياسي” في حين ان العراق منذ الغزو والاحتلال يعاني من فراغ ” امني وفراغ ثقافي” وفراغ اجتماعي وفراغ اقتصادي جراء الفساد المستشري في جميع مرافق السلطة وان عملية النهب و” الفرهود تتواصل ولانسمع سوى ” محاربة الفسادوالمفسدين وهو ما يتردد على السنة فاسدين في السلطة.
ان الذين يتحدثون اليوم عن ” مصطلح ” عابر للطائفية” هم انفسهم الذين مارسوا الطائفية بشتى صورها المقيتة والطارئة على العراق طيلة فترة تجاوزت اكثر من عقد من السنين .
وشتان بين من يفكر ” بايراد هذا المصطلح”” عابر للطائفية” لخداع العراقيين من جديد وبين ذلك الذي استخدم ” مصطلح عابرا للقارات” عندما حدد هدفا وطنيا مشروعا” عابرا للقارات فعلا ” انه صاروخ ” بيونغ يانغ الذي باتت تهابه واشنطن وتخشاه في حين ان واشنطن تسخر من ” الذين اخذوا يرددون ” مصطلح ” عابر للطائفية” وهي التي روجت وشجعت هؤلاء على ممارسة هذا النهج المقيت الذي ثبتته في ” دستور” هو بمثابة لغم يخشى ازلام السلطة الحاكمة في العراق المساس به لانه يجسد سياساتهم ونهجهم الذي يتماشى مع نهج سيدتهم ” ماما امريكا ” وبقية حلفائها من الدول الاستعمارية ويخدم مصالحهم في المنطقة .