للثورة الاسلامية شعب يحميها ونظام قادر / د .يحيى غدار

نتيجة بحث الصور عن د. يحيى غدار

د .يحيى غدار* ( لبنان ) الخميس 4/1/2018 م …




* أمين عام التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة

سارعت قوى وادارات العدوان والغطرسة للرهان على التظاهرات المطلبية التي انطلقت في بعض المدن والمناطق النائية الايرانية، وبدأ ترامب شخصيا ونتنياهو تغريدات واطلاق المواقف والرهانات، واجتاحت الكثير من العقول ووسائل الاعلام اوهام ان النظام والدولة في ايران اصبح على كف عفريت وما هي الا ايام ويسقط.

العقل الامريكي المتعجرف والمغامر، يتصرف كعادته بحماقات، ويعبر عن رغباته وسعيه لتحقيق هدفه الذي عمل عليه منذ انتصرت الثورة الاسلامية وطردت ادوات امريكا ورفعت العلم الفلسطيني. وتعتبر ادارة ترامب ان اسقاط ايران هدفها المحوري لانها الدولة التي شكلت رافعة لتحولات تاريخية كبيرة كتحدٍّ اساسي للهيمنة الامريكية والغربية على العرب والمسلمين، وقد نجحت ايران في تقليص قدرات الغرب وادت الى  انحساره وشاركت في هزيمته من افغانستان الى غزة مرورا ببيروت ودمشق والاخريات، بما في ذلك اخر الادوات التي تمثلت في الارهاب المتوحش الداعشي واخواته.

امريكا وهي تخسر كل واخر الاوراق في العرب والمسلمين، لم يعد لها الا ان تحاول، وأن تراهن، وأن تتوهم انها قادرة على نقل حرب التدمير والتوحش الى ايران، فعجزها في الساحات الاخرى يدفعها للمحاولة في المركز وقوة الاسناد المحورية.

العقول الساذجة، والاعلام المموّل من اعداء الشعوب، والكتاب المأجورين يرددون ما يؤمرون به، ويعبرون عن مصالح واوهام من يدفع. غير ان وقائع الميدان واختلاف الشروط والاوضاع، ومتغيرات الزمن وما تحقق يجعل من ايران شيئاً مختلف، فالذي صار بالربيع العربي، وما ضرب سورية من مؤامرة عالمية عاتية، لا تتوفر شروطه في ايران.

الزمن ليس زمن الربيع العربي وسقوط الانظمة وتغيير الوجوه، تلك جرت قبل ستة سنوات وتبينت مآلاتها، والايرانيون كما الشعوب تتعلم من الدروس والتجارب، وما يصح في تونس او مصر لا يصح في مكان اخر. والنظم التي ضربها “الربيع” هي ذاتها التي خانت شعوبها، وتآمرت على فلسطين، وكانت ادوات الغرب وامريكا في اخضاع الامة والتآمر عليها، والشعوب في بلدانها ليست معنية بحماية النظم ورجالاتها لانها لم تحصد منهم الا الخيبات والفقر والفساد والتشرد.

الميدان والساحات ليست ذاتها،وما يصح هناك لا يصح هنا،فكيف ان كانت المقارنة مع ايران!.

ايران دولة قارة بمساحاتها، ومتنوعة مصادر ثرواتها، وتعداد سكانها اكثر من 80 مليون، وثورتها نقلتها من ضفة الى اخرى، وقياداتها عبرت عن مصالح الامة الايرانية السيدة وعززت سيادتها واستقلالها وتفردت.

ايران تناصب الغرب(عدو الشعب الايراني والعرب والمسلمين والعالم) – العداء، وتناطحه، وتقاتله حيث وجبت الساحات وتلحق به الهزائم، وليست قطرا عربيا مصمما على مقص سايكس بيكو ليصير ساحة تتمكن امريكا وحلفها من العبث به كلما رغبت او احتاجت.

ازمة ايران الاقتصادية سببها الحصار الامريكي الجائر، والعدوان الغربي الدائم، وايران امة عريقة لم تقبل استسلاما ولم تطأها قدم مستعمر، ولم تترك لمقصات الدول الاستعمارية تقسيمها او تفتيتها. وفي ايران دستور صلب، ومرن في آن، وقد تم اعداده بطريقة ابداعية يجاوز كل ما انتج في النظم والدول، فالصلابة تجعله قاسيا لا يمكن كسره، والمرونة تجعله قادرا على احتواء التطورات والحراك الاجتماعي ونظم التشكيلات المتشكلة في المجتمع.

ان ما اختلط على المتابعين هو ذاته مصدر قوة، فوجود فريقين محوريين في الحياة السياسية؛ -المحافظون والاصلاحيون- هو فعل متقن صمم مع اعداد النظام والدستور، وفي التجربة شواهد على القيمة المضافة لهذا التصميم، فعندما كان يفيد ايران وجود رئيس اصلاحي منفتح جاء خاتمي، وفي عهده انجزت ايران التطور التقني والنووي والعلمي، وعندما جاءت دبابات امريكا الى العراق وافغانستان اصبحت الحاجة لشخصية متشددة وصلبة وهجومية فكان عهد نجاد، وحالما بات من الواجب التهدئة لتثبيت الانتصارات والانجازات وتحقيق الاتفاق النووي كان روحاني الاصلاحي المكلف بالتفاوض والى جانبه كانت قوة القدس، والحشد الشعبي، وخبراء الحرس الثوري والمقاومة الاسلامية وفصائلها في سورية والعراق واليمن ولبنان…

وهكذا هب الشعب الايراني بتظاهرات مليونية ليقول في الشوارع: الميادين لنا ونحن من يدافع عن الثورة والامة والدولة.

قد يعجبك ايضا