لهذه الأسباب …داعش والنصرة تدمران مخيم اليرموك / د.نسيب حطيط

 

د.نسيب حطيط* ( لبنان ) الجمعة 10/4/2015 م …

بالتزامن مع “عاصفة الحزم” الخليجية ضد الشعب اليمني اصل العروبة وجذرها ،إنطلقت “عاصفة الطعن” بقيادة النصرة وداعش والساكتين عن إجرامهما، لتنفيذ المخطط الصهيوني لتدمير مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة واليرموك وذلك تحت شعار إسقاط النظام في سوريا .

اليرموك احد ثاني اكبر مخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان حيث يضم حوالي 300 الف فلسطيني وهو مقر قيادات المنظمات الفلسطينية المركزية ومنها قيادات حماس والجهاد والجبهة الشعبية والفصائل التي لازالت تقاتل في فلسطين ولأن الربيع العربي الموهوم والمصادر من تركيا والسعودية وقطر ومن ورائهما العدو الإسرائيلي يهدف لضرب حلف المقاومة والممانعة وفي مقدمته حركات المقاومة ودولها (سوريا ،ايران ،العراق ..)  ومنع حق العودة الذي يعرقل اتفاقيات السلام (أوسلو واخواتها ) عبر تشتيت اللاجئين وتوزيعهم في دول العالم او تذويبهم في الدول التي تستضيفهم بالتوطين المباشر او المموه تحت الحقوق المدنية وغيرها ،فقد تم تسخير جماعات التكفير من داعش والنصرة وانصار بيت المقدس وقبلهما فتح الإسلام في نهر البارد لتذويب وتفكيك التجمعات الفلسطينية الكبرى (المخيمات ) التي يعني بقائها بقاء القضية الفلسطينية وحركتها المسلحة بما تمثل من منجم للمقاومين وحفظ للذاكرة الفلسطينية لإلغاء فكرة الشعب اللاجىء والمهجر الى معادلة الفرد اللاجىء والمهجر الذي ستضيع هويته وحقوقه وابرزها حق العودة التي ترفضه إسرائيل لضمان التفوق العددي لليهود وتسهيل ولادة مشروع يهودية الدولة العنصرية.

إن داعش والنصرة والمعارضة السورية يردون الجميل للعدو الإسرائيلي الذي يعالج جرحاهم في المستشفيات الإسرائيلية ويمدهم بالدعم العسكري والمخابراتي ،كما أكّد مصدر عسكريّ إسرائيلي لموقع(والاه) ، “أنّ الهدف الأساسيّ الذي تسعى إليه تل أبيب من وراء منح المساعدات الإنسانية وتطبيب الجرحى من المعارضة السورية، هو تحويلهم إلى سفراء لإسرائيل في سوريّة، بعد عودتهم إليها،” وذلك بمبادلة العلاج بالخيانة الوطنية ، فقد عالج مستشفى زيف في مدينة صفد ، إضافة إلى مركز الجليل الطبي ، نحو 1000 جريح سوري.وبدأت النصرة بتسديد الدين الإسرائيلي  بتدمير اليرموك وتفريغه من لاجئيه ،بحجة دعم الثورة السورية المفترضة بالتزامن مع ضرب الثورة الفلسطينية القائمة ،لكن المصيبة الكبرى ان بعض حركات المقاومة الفلسطينية (حماس الخارج ) وقفت الى جانب من يغتصب اليرموك ولوحت بعلم الإنتداب الفرنسي الذي تحمله الثورة السورية وذلك من قلب غزة في اول زيارة لخالد مشعل غليها وكأنها تبايع من يدمر اليرموك ضد من أحتضنها عندما طردها كل العرب الذين تتضامن معهم الآن!

لقد سارعت الجامعة العربية المشبوهة لطلب الحماية الدولية لمخيم اليرموك كنقطة إنطلاق لتدويل الأزمة السورية والتدخل الخارجي بنسخة جديدة بعد فشل المحاولات السابقة لتدمير واستباحة سوريا ،كما حدث في ليبيا والعراق وبدل استنكار ما قامت به داعش والنصرة بادرت لإتهام الدولة السورية  وبفجور سياسي قل نظيره وبدأت بعض المصادر بترويج ارسال مقاتلين فلسطينيين من لبنان الى سوريا للدفاع عن اليرموك وكأن اهل المخبم قاصرون او متواطئون او ان الهدف لمآرب أخرى لسد النقص في جماعات المعارضة التابعة للخليج وتركيا والذين تم سحب بعضهم وارسالهم لليمن كبديل عن الجيش السعودي في المعركة البرية الخاسرة ..ونسأل المعترضين على تدخل حزب الله في سوريا لحماية حلف المقاومة ولبنان… لماذا استنكرتم التدخل وانتم تعتزمون المبادرة لذلك مع الفارق في الهدف ،حيث ستكونون في الخندق الواحد مع إسرائيل وداعش وتركيا والخليج ضد حلف المقاومة الحقيقي والصادق وقلبه في سوريا ؟

من يقف على الحياد في المعركة القائمة في العالم العربي سيكون متورطا بالشبهة والصمت على الجريمة والخضوع لمعادلة المال واللقب على حساب المبادئ والقضية  وهو شخص لم ينصر الباطل , ولكن المؤكد انه خذل الحق.

معا” ….لإنقاذ اليرموك وعين الحلوة من المتآمرين والمحايدين والمتواطئين والظاهر ان طابخ السم آكله ولو بعد حين ولو أنقذ في المرة الأولى ….

*سياسي لبناني

قد يعجبك ايضا