ترامب احقروأخطر من هتلر / د. غازي حسين

 

نتيجة بحث الصور عن ترامب هتلر




د. غازي حسين ( فلسطين ) الإثنين 11/12/2017 م …

ابتكرت مراكز البحث والدراسات اليهودية في الولايات المتحدة «وإسرائيل» ويهود الإدارات الأمريكية المرتبطون بحزب الليكود، والمحافظون الجدد، ودهاقنة الإمبريالية ومجموعة من السياسيين والخبراء وكبار الضباط السابقين نظرية تقول: «إن النظام السياسي العالمي الذي أقيم في أعقاب الانتصار على النازية لم يعد مناسباً بعد الآن، لأن التهديد الجديد لم يعد الشيوعية وإنما الإرهاب الإسلامي»، وإن على الولايات المتحدة واجب حماية العالم من التهديد الإسلامي، وإن إسرائيل هي الجبهة الأمامية في هذه الحرب العالمية الجديدة، وإن الأحادية الأميركية يجب أن تستبدل التعددية المرتكزة على الأمم المتحدة.

وأخذ اليهود في الإدارات الأميركية والأصولية المسيحية يصفون الإسلام بالإرهاب وأنه دين الإرهاب وأن العرب والمسلمين محبون لسفك الدماء وهم أصحاب الإرهاب في العالم، مع العلم بأن الصهاينة هم القائمون على الإرهاب والداعمون له والساعون إلى نشره في البلدان العربية والإسلامية. ورفعوا إرهابهم إلى مستوى القداسة الدينية في التعاليم التوراتية والتلمودية والصهيونية وفي الأصولية المسيحية التي تنتشر حالياً في الكنائس البروتستانتية في الولايات المتحدة الأميركية وفي الإدارات الأمريكية.

وتخوض الولايات المتحدة حالياً حرباً عالمية صليبية منذ أحداث 11 أيلول باسم الغرب لمحاربة العروبة والإسلام وحركات المقاومة تحت ستار محاربة الإرهاب تتجسّد في عدة حروب: في سورية والعراق وأفغانستان وفلسطين واليمن والباكستان والصومال.

لقد تولى المحافظون الجدد الحكم مع نجاح الرئيس بوش في الانتخابات عام 2001 وأخذوا فكرة الحروب الوقائية والاستباقية والأفكار والتجارب الإسرائيلية وطبقوها في تعاملهم مع الشعوب والبلدان العربية والإسلامية.

وتبنت الإدارة الأميركية المخططات والمواقف والممارسات الإسرائيلية وصبغتها بالصبغة الأميركية.

ودخلت في صلب الاستراتيجية والسياسات الأميركية. ووصل انحياز رؤساء الولايات المتحدة الأعمى لإسرائيل جداً اعتبروا فيه أن إسرائيل هي الخندق المتقدم للدفاع عن الحضارة الغربية في وجه بربرية الشرق الإسلامي، وهي في حالة الدفاع عن النفس: وتالياً شكل الموقف الأمريكي دعماً لحروب إسرائيل العدوانية.

لذلك فإن الحكام العرب الذين ينفذون المخططات الأميركية هم في الواقع ينفذون المخططات الإسرائيلية ويعملون ضد مصالح وأهداف شعوبهم وضد فلسطين والقدس وسورية والإسلام المقاوم ممثلاً بحزب الله وإيران.

إن حروب إسرائيل في فلسطين وبقية البلدان العربية هي في الواقع لخدمة المصالح الصهيونية والإمبريالية وحقل تجارب لأحدث أنواع الأسلحة والصواريخ والقنابل والغازات والرصاص الأميركي والإسرائيلي. وجرى في هذه الحروب ابتكار الأكاذيب والخدع والتبريرات وتقنيات التعذيب لتعميمها في سجن أبو غريب وبقية السجون العراقية وفي معتقل غوانتنامو لخدمة الحرب الأميركية على العرب والمسلمين. لذلك يعتبر أن ما جرى ويجري في سورية والعراق واليمن من إبادة وتدمير وتعذيب ونهب وسلب وغيره هو نسخة طبق الأصل لممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة.

التطابق في الاستراتيجيتين:

تقوم استراتيجية الإدارة الأميركية ا على فرض الاستعمار الاستيطاني اليهودي في فلسطين بما فيها مدينة القدس بشطريها المحتلين وفي بقية البلدان العربية وفرض مخططات ومصالح الإمبريالية الأميركية على العالم، وبعبارة أوضح فرض الهيمنتين الأميركية والصهيونية على الشرق الأوسط الكبير وعلى العالم عن طريق الحروب الوقائية والاستباقية والإبادة الجماعية ومعسكرات الاعتقال التي طبقتها وتطبقها «إسرائيل» في فلسطين وطبقتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان والتي أطلقت عليها الاستراتيجية الأمنية الأميركية الجديدة.

إذاً إن ما يدور في سورية والعراق وأفغانستان وفلسطين والتهديدات التي تطلقها الإدارة الأميركية وإسرائيل لإيران وسورية ولبنان وكوريا الشمالية هي حروب عدوانية عالمية جديدة تقودها الإمبريالية الأميركية واليهودية العالمية ضد الشعوب والبلدان التي تقاوم الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي وأضرار العولمة والرأسمالية العالمية والسيطرة الأميركية والصهيونية على بلدان منطقة الشرق الأوسط الكبير.

وتتميز الحروب العالمية (الصليبية) التي أعلنها الرئيس بوش على «الإرهاب» والرئيسان أوباما وترامب على داعش بأنها حرب بلا قيود، وبلا مدة زمنية، وهي لخدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية وحرب داخل كل بلد عربي وإسلامي، داخل حدوده السياسية والجغرافية عن طريق الطائرات بدون طيار وغارات التحالف على سورية والعراق.

وبالتالي أدخلت الولايات المتحدة وإسرائيل «منطقة الشرق الأوسط الكبير» في دوامة حرب عالمية، وصولاً إلى الحروب الاستباقية والتهديد باستخدام القوة في سورية (وإشعال الحرب عليها بتمويل من السعودية) والتي أصبحت جوهر الاستراتيجيتين في الحرب العالمية الثالثة على العروبة والإسلام والمقاومة وإيران.

وتعلن الولايات المتحدة أنها تريد استئصال التطرف الديني للإسلام والاستبداد وإقامة الديمقراطية ومشروع الشرق الأوسط الكبير دون التخلي عن الاحتلال ونهب النفط العربي والأموال العربية ودون احترام حقوق الشعوب والأمم في الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير واختيار الأنظمة السياسية التي تلائم تاريخها وعاداتها وتقاليدها ومراحل التطور التي وصلت إليها، والاستمرار في تعميق التحالف الاستراتيجي مع العدو الإسرائيلي.

وفي هذا المجال لا بد من التذكير بأن الولايات المتحدة هي التي غذتْ ووجهت بعض القوى الإسلامية في مواجهة المد الشيوعي. وشجعت على الاستبداد ووأد حريات الشعوب عن طريق دعم الدكتاتوريات في الخليج وأميركا اللاتينية وفي آسيا وإفريقيا لمواجهة التوجهات الديمقراطية والتقدمية ووأدها في مهدها.

بوش وهتلر:

تعتبر الحروب العدوانية في القانون الدولي وفي ميثاق الأمم المتحدة من أفظع الجرائم ضد السلام وضد الإنسانية، وخطأ جسيماً ضد استقلال وسيادة وحرمة أراضي الدولة المعتدى عليها، فالميثاق يحرّم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية ولا يعترف بشرعية الآثار التي تترتب عليها، وأجاز فقط حق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51.

وتقضي مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية بوجوب انسحاب القوات المعتدية من جميع الأراضي التي احتلتها ومعاقبة الدولة التي أشعلت الحرب على حربها العدوانية وإلزامها بدفع التعويضات عن الخسائر البشرية والمادية والنفسية التي سببتها الحرب.

وانطلاقاً من هذه المبادئ يجب معاقبة الرئيس بوش على الحرب العدوانية التي أشعلها في القرن العشرين من آذار عام 2003 ضد سيادة واستقلال العراق وتقديمه إلى محاكمة الجنايات الدولية لمحاكمته كمجرم حرب أسوة بمجرمي الحرب النازيين.

إن الحرب العدوانية على العراق انتهاك صارح لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وأهداف الشرعية الدولية.

وإن قرار إشعال الحرب على العراق قرار غير قانوني وغير شرعي وغير أخلاقي، ويظهر بجلاء وحشية وهمجية الولايات المتحدة وتبنيها للأكاذيب التي سوقها الموساد للرئيس الأمريكي بوش ولمجرم الحرب طوني بلير.

وجسدت الحرب الأمريكية على العراق العودة بمبادئ القانون الدولي مئة سنة إلى الوراء، عودة إلى قوانين شريعة الغاب في العلاقات الدولية والتعامل الدولي.

واعترف كوفي أنان، الأمين العام للأمم المتحدة في 15 أيلول 2004 «إن اجتياح العراق غير متطابق مع ميثاق الأمم المتحدة، وغير شرعي من وجهة نظر الميثاق».

وفي اليوم التالي أي في 16 أيلول 2004 ردَّ الرئيس بوش على موقف الأمين العام للأمم المتحدة وأعلن أنه لا يشعر بأي ندم لغزوه العراق وقال: «كنت آمل بأن الديمقراطية ستعمل، حتى ولو كنت أعلم بما أعرفه اليوم، كنت سأتخذ القرار نفسه؟ أصبحت الولايات المتحدة والعالم أكثر أمناً بوجود صدام في زنزانته».

اتهم الرئيس بوش الرئيس العراقي بأنه مجرم حرب ونعته بالقاتل والدكتاتور لتبرير شن حربه العدوانية على العراق، واحتله ودمر جيشه ومؤسساته ومنجزاته ومستقبل أجياله لأكثر من نصف قرن قادم، وغيّر وجهه العربي وقتل مئات الآلاف من العراقيين، ودمر مدنه وقراه ومزقه على أسس طائفية وعرقية ونشر «الفوضى الخلاقة» فيه لخدمة مصالح الإمبريالية الأميركية وإسرائيل.

فهل إبادة الشعب العراقي على أيدي قوات الاحتلال الأميركي وتعذيب رجاله في أبو غريب مقر نتنامو وتدمير البنى التحتية والمتاحف والمكتبات والآثار العراقية التي تحتوي على حضارة عمرها سبعة آلاف سنة ليست جريمة ضد الإنسانية وجرائم حرب.

حاولت إدارة الرئيس بوش أن تعمل على فرض حضارة واحدة على العالم من خلال الحروب الاستباقية والأمركة وانفراد الحضارة الأميركية بالسيادة على العالم وفرض الحضارة الغربية عليه ومحاربة أقوى حضارتين هما:

الكونفوشية والحضارة الإسلامية، وتنتشر الأولى في عدة دول في آسيا بسبب نموها الاقتصادي الهائل، بينما تشكل الحضارة الإسلامية خطورة على إسرائيل والغرب بسبب النمو السكاني الهائل وبسبب وجود أكبر احتياطي للنفط والغاز في المنطقة، وبسبب الإيمان بمقاومة الاستعمار الاستيطاني اليهودي العنصري والإرهابي ونفوذ الغرب الاستعماري.

إن الولايات المتحدة وإسرائيل تتحملان مسؤولية إعاقة وحدة وتقدم العرب وتطورهم وعرقلة التنمية من خلال حروبهما وممارساتهما تجاه البلدان العربية وإرسال المخابرات المركزية للمجموعات التكفيرية لسفك الدم السوري وإضعاف الدولة السورية.

ان مخططات وممارسات الإدارات الأمريكية أكبر تهديد للشعوب والأمن وللتنمية والتطور والديمقراطية والحرية في المنطقة العربية ولإسلامية وفي جميع أنحاء العالم، وإن الولايات أسوأ من ألمانيا النازية، وترامب احقر واخطر من هتلر ومصير الإمبراطورية الأمريكية خارج امريكا     إلى الانهيار وإسرائيل إلى الزوال.

قد يعجبك ايضا