رحل الجسد وبقيت الكلمة الطيبة راسخة في عقول السوريين / ميّ حميدوش

 

ميّ حميدوش ( سورية ) الجمعة 27/3/2015 م …

عامان على رحيل صاحب الكلمة الطيبة هي ليست مجرد مناسبة أو ذكرى بل هي نقطة تحول في حياة الكثيرين، في مثل هذا اليوم اهتز شموخ قاسيون واتشح بالسواد ياسمين دمشق، ان استشهاد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في التفجير الإرهابي الانتحاري الذي وقع بين صفوف المصلين الذين كانوا يتوجهون بقلوبهم وألسنتهم إلى بارئهم في بيته ليفرج الكرب عن سورية أثبت بأن سورية أرض التسامح والتعايش هي المستهدفة.

هي رسالة التكفير إلى من كان مدافعا عن الإسلام المعتدل رسالة وجهتها قوى الظلام  مع صوت الأذان وفي محراب الصلاة.

رسالة نالت من رجل وقف مدافعاً عن قضايا وطنه وأمته ودينه، حمل التسامح في قلبه ونشر رسالة الدين السمح.

في ذكرى استشهادك نقول أن من اغتال جسدك وأبعدك عن محراب صلاتك لم يكن يعلم بأنك حي في قلوب أبناء شعبك الذين عرفوك عالما مجاهدا صاحب مشروع عقائدي معتدل، وأن رسالتك ستبقى حية لن تموت.

لن ننسى كم فاضت عيناك بالدمع وأنت تدعو الله عز وجل ليزيل عن أرضنا الهم والغم، اليوم فقدنا رجل وجددنا العهد بأن رسالتنا ستبقى حية لن تموت.

لقد عرفك كل مواطن في بلدي وعلم منك كل خير فأنت من وقفت في وجه المؤامرة وأعلنت بأن سورية أرض تتسع للجميع، وبأن دم السوري على السوري حرام، وبأنه لا مكان في سورية للفتنة، لن ننسى يوم بدء المؤامرة على سورية كيف تصديت لها بالكلمة الحسنة وبالموعظة الصادقة و أوضحت بأن الهدف من هذه المؤامرة هو تدمير سورية وإغراقها في بحر من الظلام.

عندما وقف الراحل الكبير على منبر المسجد الأموي الكبير في دمشق داعيا للتضامن مع حماة الديار كان رد قوى الظلام بإصدار فتوى لاغتياله، اليوم اغتالوك أيها الراحل الكبير جسدا ولكن روحك وفكرك سيبقى يشكل منارة لهذا الجيل ولكل الأجيال.

على الرغم من أن الفراق صعب وبأننا في ظل هذه الأزمة قد فقدنا الكثير من رجالات وشخصيات الوطن إلا أننا سنبقى نؤمن بأن النصر قادم وبأن إرادة الشعب السوري لن تكسر.

اليوم ومع مرور عامين على استشهادك أيها العلامة الكبير نقول لك بأن الجيش العربي السوري الذي كنت تدعوا له بالنصر قد حقق انتصارات كبيرة ودحر قوى الظلام كما نقول لك بأن اليد الآثمة التي اغتالتك قد نالت عقابها ونقول لك بأن دمك الطاهر ألف بين قلوب السوريين.

قد يعجبك ايضا