Dana-zidan-ver-new

دانة زيدان ( الأردن ) السبت 28/10/2017 م …

  • نقلا عن ” رأي اليوم ” …

“إسرائيل دولة ديمقراطية بتوفر لنا حقوقنا كأقلية عربية”، جملة كررتها ديما تايه إحدى أعضاء فريق منتخب الأحلام “الإسرائيلي” في إستضافتها عبر قناة “مساواة” للحديث عن هذا الفريق الذي جرى تأسيسه لمجابهة حملات مقاطعة الإحتلال، وتحسين صورة هذا الكيان، والعمل على محاربة الأنشطة الداعية لتفعيل المقاطعة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

كررت ديما جملتها تلك، عشرات المرات خلال الحلقة، الأمر الذي دفع مُقدم البرنامج لطلب أدلة على إدعاءات ديما، ضارباً لها أمثلة واضحة تنفي إدعاء ديمقراطية “إسرائيل” مثل يهودية الدولة، وإلغاء اللغة العربية من المدارس، والأهم من هذا كله، كونها دولة تقوم على مبدأ الفصل العنصري. لترد تايه بإنفعال شديد “كل من يتهم إسرائيل بكونها دولة أبارتهايد يستحي على نفسه”.

كان واضحاً بأن هذه الفتاة تلقت تدريباً من نفس نوعية التدريبات التي يتلقاها أعضاء “هسبرا” العاملة على تجميل صورة هذا الكيان في الدول الغربية. حيث راحت تتهرب من الجواب مكررة نفس الجملة “أنا لست سياسية ولا أريد التكلم بالسياسة” كلما حاصرها المذيع بأسئلة من قبيل “ألا يوجد إحتلال؟” “ماذا عن غزة والضفة الغربية مثلاً؟” وكأن الحديث عن “ديمقراطية” الدول وحقوق الأقليات يندرج تحت موضوع الإحتباس الحراري لا السياسة!

في هذا رسالة لكل من يتفذلك، ويدّعي بأن حملات المقاطعة بكل أشكالها الإقتصادية، والفنية، والسياسية، والأكاديمية غير مجدية. لولا أن الإحتلال يتلقى ضربات موجعة من قبل هذه الدعوات، لما عمل على إيجاد فريق يحارب هذه الحملات. فهل يتعظ المتفذلكون، والمثبطون، والإنهزاميون، ويفهموا بأن المقاطعة مجدية، ومؤذية، وقبل ذلك واجب أخلاقي ورسالة نبيلة؟

نذكر ديما أخيراً بأن “إسرائيل” التي تدافع عنها هي التي حولتها من صاحبة أرض، وقضية إلى أقلية.

********

نون النسوة في هنا العاصمة..

تفاصيل تقشعر لها الأبدان، رواها ضيوف برنامج “هنا العاصمة” والذي تقدمه لميس الحديدي عبر قناة “سي بي سي” في حلقتها حول تبرير المجتمع للعنف ضد النساء.

إستضافت الحديدي مجموعة من النساء اللواتي سبق أن تعرضن لعنف أسري ذكوري، تمثل بالضرب، والشتم، وخطف الأطفال، والهروب بهم بعيداً عن أمهاتهم لسنين طويلة. روى الضيوف قصصهن المؤلمة والتي إختلفت بتفاصيلها وتشابهت بوجعها، والأثر الذي تركته عليهن.

العجيب بالأمر، أن معظم النساء أكدن بأن أفراد عائلات أزواجهن كانوا جزء أساسياً في حلقات العنف المُمارس ضدهن سواء بالسكوت والتغاضي عن ممارسات إبنهم، بل وأحياناً كثيرة بمشاركتهم الفعلية بالجريمة والقيام بضرب وسحل وشتم زوجات أبنائهم.

الأمر الإيجابي، هو توظيف النساء اللواتي جرى إستضافتهن للتجارب المؤذية التي مررن بها للعمل على التصدي للعنف الزوجي، حيث دفع الأمر بعضهن لتأسيس جمعيات لمساعدة النساء المعنفات على تخطي أزماتهن، والبعض الأخر إتجهن للعمل في مبادرات لنشر الوعي بين النساء.

لازال أمامنا طريق طويل نقطعه على كل الأصعدة القانونية والمجتمعية. مع إقتراب “اليوم العالمي لمكافحة العنف ضدّ المرأة” والذي يصادف يوم 25 نوفمبر من كل عام، نتمنى أن يتوج هذا اليوم بتشريع وتفعيل قوانين نافذة للعمل على معاقبة ممارسي العنف بكل أشكاله الجسدية، والنفسية، واللفظية، والإقتصادية، والجنسية، وأن يجري تهيئة البنية التحتية لإعادة تأهيل الضحايا لممارسة حياتهن من جديد بعد هذه التجارب القاسية.

كان ضيوف حلقة “هنا القاهرة” غاية في العفوية والصدق في رواية قصصهن مع التعنيف الجسدي، واللفظي اللذي تعرضن له. نتمنى أيضاً أن تكسر القنوات الإعلامية التابوهات وتضع أصبعها على الجرح دون تلطيف، ولا مواربة لتفضح ممارسات قبيحة واسعة لازالت موجودة حتى اليوم، وإن جرى التكتم عليها، مثل ختان الإناث، وكي الثدي، والإغتصاب الزوجي، وغيرها من أشكال العنف الذي تتعرض له الفتيات والنساء يومياً.

************

لكل خائن حبيب وإن حاول بعض الإعلاميين طمر تاريخ بشير الجميل..

“شهيداً” هكذا إختار نديم قطيش أن يُعرّف عن بشير الجميل في حلقة برنامجه “دي إن أيه” والذي يُعرض على قناتي العربية الحدث والمستقبل الجديد. أما البطل حبيب الشرتوني فهو “قاتل” وفقاً لقاموس هذا المذيع المعروف بمواقفه المقربة من الكيان المحتل، والمعادية للمقاومة.

عرض قطيش ردود أفعال عدد من الشرفاء الذين إستهجنوا إصدار حكماً غيابياً بالإعدام على الشرتوني وذلك بعد 35 عاماً من عملية الاغتيال التي أنقذت لبنان، وغيرت مساره ومسار المنطقة. راح قطيش يسخر من الشرفاء الرافضين لهذا الحكم بكل تداعياته، ومعانيه، ويقول “يلا كمان شوي بتبلش حفلة اللطم والردح” غير مدرك بأن أسلوبه هو كان الأقرب “للردح” والأبعد عن المهنية، والوطنية.

الجميل الذي يتباكى عليه قطيش، كان قد وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن قبل اغتياله بأسبوعين، بتوقيع معاهدة سلام مع الإحتلال فور تسلمه منصب رئيس لبنان، كعرفان جميل لدعم القوات الصهيونية لكتائبه في خضم الحرب الأهلية لأعوام طويلة قبل الإجتياح عام 1982.

تاريخ هذا الرجل ملطخ بالدماء، والتطبيع، والإنبطاح للعدو، وأي محاولة لطمر هذه الحقائق لا تقل خيانة وعمالة عن عمالة التنسيق مع العدو الصهيوني، ويندرج تحت قائمة الخيانة أيضاً من يبرر تقارب الجميل مع القيادات الصهيونية، على أنه تحالف مرحلي، لمحاربة الوجود الفلسطيني في لبنان، وكأن محاربة حركات المقاومة الفلسطينية أمر مشروع ومبارك!

في واحدة من مقابلات بشير الجميل قال ساخراً بأنه يرغب بتحويل كل المخيمات الفلسطينية الى حدائق للحيوانات. فكان الشرفاء أمثال حبيب الشرتوني بالمرصاد، ودروساً لغيرهم. سنبقى نردد “لكل خائن حبيب”.

كاتبة من الأردن

[email protected]