نتمنى ان لاتتم صفقة منظومة ” اس 400″ الصاروخية بين موسكو وانقرة / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي
المتتبع لمجريات التصريحات التي تصدر عن مسؤولين كبار في تركية حول عقد ” صفقة توريد منظومة اس400″ الصاروخية الروسية المضادة للجو الى تركية يعتقد ان انقرة في موقف قوي يمكنها حتى من فرض بعض الشروط منها نقل التقنية التكنولوجية لتصنيع هذه المنظومة في تركية وليس شراءها جاهزة حيث يخضع عسكرييها للتدريب من قبل خبراء عسكريين روس.
هكذا تعودنا ان نسمع ” عنتريات تركية” عفا عليها الزمن خاصة وان ذاكرتنا لازالت بخير وان المشهد لم ولن يزول من ذاكرتنا عندما اسقطت الطائرات التركية السوخوي الروسية وكان ذلك بالطبع بايعاز من واشنطن وان انقرة لم تقدم على تلك الخطوة لوحدها او انها تمكنت من تحديد مسار وموقع السوخوي لتتوصل الى اسقاطها مثلما كانت روسيا تشعر بالاطمئنان لانها تعرف قدرات تركية العسكرية فكانت مفاجاة رد عليها الرئيس بوتين ب” مصطلح طعنة في الظهر.
بل الادهى من ذلك اوعز بوتين في حيتها للدفاعات الجوية الروسية في سورية باسقاط وتدمير اي هدف يعتقد انه معادي وكان يقصد طائرات تركية العسكرية. وقد ارسل وعلى عجل الى سورية منظومة ” اس 400″ التي تلهث انقرة للحصول عليها مثلما تلهث للحصول على عضوية الاتحاد الاوربي ولم تفلح ونتمنى ان لاتفلح بالحصول على المنظومة الروسية المضادة للجو ايضا.
كلنا نتذكر تهديدات انقرة وابتزازها لدول الاتحاد الاوربي كونها لم تفلح في ولوج ” واحة الاتحاد” رغم طرقها للبوابة الاوربية التي اوصدت في وجهها لسنوات .
الشيئ نفسه يحدث الان فالتصريحات النارية للمسؤولين الاتراك تتواصل بشان صفقة” اس 400″ وكان اخر المتحدثين مولود شاويس وزير الخارجية الذي هدد بان انقرة سوف تتخلى عن شراء انظمة صواريخ ” اس 400″ المضادة للاهداف الجوية من موسكو اذا لم يتم التوصل الى اتفاق بشان انتاجها المشترك”
وقال أوغلو في مقابلة مع صحيفة “أكشام” لم نتلق أي رفض رسمي حول هذا الموضوع.(الرئيس الروسي فلاديمير ) بوتين نفسه قال لنا أننا إننا نستطيع اتخاذ خطوات للإنتاج المشترك. وإن التكنولوجيا ذات الصلة ستكون متاحة لنا. ولكن إذا اتخذت روسيا من هذا الأمر موقفا سلبيا، فعندها يمكننا التوصل إلى اتفاق الاتفاق مع بلد آخر. “.
وأضاف الوزير التركي “نحن نطلب شراءها (منظومات إس-400) على وجه السرعة، لأننا بحاجة إليها. فنحن نحتاج لحماية مجالنا الجوي. وإذا كانت الدول التي تعارض شراء تركيا لهذه المنظومات من روسيا، لا تريد أن نشتري “إس 400″ من موسكو ، فيجب عليها أن توفر لنا الخيار البديل”.
كلام الوزير التركي موجه الى الولايات المتحدة بالطبع والولايات المتحدة كما هو معروف تتزعم قيادة حلف شمال الاطلسي العدواني ” ناتو” وان تركية عضو في الحلف مع كل هذا لم تقدم واشنطن عرضا الى تركية لتزويدها بصواريخ مضادة للجو وحتى منظومة ” باتريوت” كانت تدار من قبل خبراء المان وامريكان على الاراضي التركية ولن يسمح لانقرة بالاشراف عليها او ادارتها او انها طلبت من واشنطن ان يتم نقل ” تقنية باتريوت” الى تركية ليجر انتاجها بصورة مشتركة كما تطلب من موسكو ؟؟
فهل ستوافق روسيا على ذلك بالرغم من التلميحات التركية التي تزعم بان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين” لم يعارض طلب تركية بالانتاج المشترك وهذا ربما غير صحيح لاسيما وان اردوغان وبقية المحيطين به حلوا محل ” مسيلمة” واصبحوا ” مجرد كذابين 5نجوم”.
وكان الرئيس التركي أردوغان قد أعلن في 12 سبتمبر/ أيلول الماضي أن “أنقرة وقعت اتفاقا مع موسكو حول توريد أنظمة صواريخ إس 400 ودفعت عربون الصفقة..
وفي نهاية الشهر الماضي، أكد فلاديمير كوجين، مساعد الرئيس الروسي لشؤون التعاون العسكري- التقني توقيع صفقة توريد هذه الأنظمة الصاروخية التي لا نظير لها في العالم إلى تركيا، لكنه أكد في الوقت نفسه ذاته أن “مسألة نقل تكنولوجيا إنتاج أنظمة إس 400 المضادة للطائرات إلى تركيا، لم تناقش وهذا يعني ان مسالة اتمام الصفقة تحتاج الى وقت ولا نظن ان موسكو ساذجة الى الحد الذي ستسمح فيه بانتاج هذه المنظومة في تركية العضو في ناتو واذا اقدمت على مثل هذه الخطوة سوف ترنكب خطا عسكريا ستراتيجيا فادحا يضر بها في المستقبل.
ومن الملاحظ ان كبار المسؤولين في البنتاغون” اعتبروا ان لتركية الحق في اختيار عقد مثل تلك الصفقة مع روسية لكنهم لم يلمحوا الى امكانية تزويدها بالبديل وان كل ما يفعلونه هو نصب صواريخ على ارض تركية بحجة حمايتها من الصواريخ السورية ثم ما يلبثوا ان يفككوا تلك المنظومات وينقلونها من تركيا الى مكان اخر وهو ما حصل مع ” الباتريوت” لكننا لم نسمع بتزويد او انتاج مشترك لهذه الصواريخ مع تركية وهي عضو مهم في ” ناتو”.
فهل ستقدم روسيا على خطوة الانتاج المشترك الخطيرة التي ستندم عليها ان اقدمت على ذلك ام ستكتفي بتزويد انقرة بمنظومة ” اس400″ كما تعهدت بتزويد السعودية بنفس المنظومة؟؟
الايام القادمة ستكشف كذب قادة تركية وملابسات هذه الصفقة التي لاتستحقها تركية اصلا سواء في اطار الشراء المجرد او الانتاج المشترك بحكم مواقفها المتذبذبة والمتناقضة ودورها التدميري والتخريبي في المنطقة في دول الجوار الروسي فضلا عن كونها عضو في حلف يستهدف روسيا ويتوسع شرقا لمحاصرتها.