أنا ضد هذه المصالحة الفلسطينية.. وهذه هي اسبابي / صابر عارف

saber-aref.jpg66

صابر عارف ( الإثنين ) 9/10/2017 م …




  • عن ” رأي اليوم “

بداية اتمنى ان يمرر الاستاذ عبد الباري عطوان رئيس التحرير هذا المقال، باعتباره وجهة نظر سياسية محضة لم ولن تتجاوز الحدود السياسية الموضوعية المشروعة سياسيا واخلاقيا ، لانه مهما حاولنا لا يمكن ان نتجاهل في هذه المرحلة بالذات موضوع الوحدة الوطنية الفلسطينية. باعتباره حدث وحديث الساعة الفلسطينية  سلبا أو ايجابا ، منذ ما يزيد على اسبوعين وما زال ،  وبشكل خاص بعد ان رمت  حركة حماس الكرة في ملعب حركة فتح عندما اعلنت ومارست حل اللجنة الادارية التي كانت كحكومة فعلية في القطاع ، واليوم الثلاثاء وغدا ستشهد القاهرة العاصمة المصرية اجتماعات المحاصصة الفتحاوية الحمساوية، تحت عناوين البحث في آليات وموضوعات انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية .

قبل ان أوضح لماذا انا وأقلية فلسطينية تجرؤ ان تعلن انها ضد مثل هذه المصالحة  والوحدة فيما لو حصلت وتحققت فعلا على الارض ووصلت الى غاياتها  بالرغم من أن الصلح خير دائما وبالرغم من النبرة العالية هذه المرة فيما هو ظاهر للعيان  ، اقول بانني لست من المتفائلين بان تصل كل هذه الاجتماعات والحوارات الى خواتيمها المأمولة بانهاء الانقسام والوصول الى انتخابات تشريعية ورئاسية وكل ما يقولون ، ليس فقط لانني فاقد الثقة بالفصيلين  وخاصة فيما يتعلق بهذا الموضوع بالذات ، وانما لانه لا يؤمن اي منهم بالعمل المشترك والشراكة الحقيقية ولان أسس ومقومات الوحدة.الحقيقية. لم تتحقق في كل ما طرح حتى اللحظة ،فلم يتوفر بعد اي اتفاق على حد ادنى من البرنامج السياسي. أو الاتفاق على معالم النظام السياسي الذي سيحتكم اليه جديدا كان ام قديما ، كما لم يتم التوافق على اشكال المقاومة ومصير سلاحها اهو نحو التعزيز والتطوير أم نحو المصادرة بحجة السلاح الواحد والقرار الواحد كما قال مجددا ابومازن قبل ايام …لم يتفق على اي من ذلك ، ولا يوجد ما يشير  الى الاتفاق الا اذا استعدت حماس لتسليم سلاحها لابو مازن ودخلت مستنقع التسويات المهينة والمذلة ، وبدأت بمرحلة.التحضر والاستعداد الحمساوي  للدخول في صفقة القرن التي يدعي الرئيس الامريكي رولاند ترامب _الاكثر حبا وولاء لاسرائيل  _ لعقدها والتي قال حديثا بانه سيتممها قبل نقل السفارة الامريكية الى القدس في ربط محكم بينهما لا يخلو من مؤشرات ودلالات واضحة في انحياز الصفقة المطلق لاسرائيل، والعلاقة بين المصالحة الفلسطينية وتلك الصفقة كشفها وأكدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي راعي المصالحة عنما عقد اجتماعا مصريا هاما بحضور ابرز وزرائه  الذين يتقدمهم وزير المخابرات ونجم المصالحة ، الذي اعقبه بيان صدر عن الرئاسة المصرية قالت فيه وبمنتهى الوضوح والصراحة بان التحركات المصرية الرامية لمساعدة الاشقاء الفلسطينيين في بدء مرحلة جديدة من وحدة الصف الفلسطيني تمهد للانطلاق.نحوسلام عادل بين فلسطين واسرائل ،، .  .فهل ستحضر حماس نفسها وبهذه السرعة لهذه ،، الوليمة ،، القبيحة التي ستكون على غرار وليمة كامب ديفيد المصرية التي يتغنى بها الرئيس السيسي ويصفها بالسلام الرائع كما جاء في كلمته الاخيرة من على منصة الامم المتحدة ، ؟؟؟!!! لا أظن ذلك الان على الاقل .

 لماذا انا ضد هذه المصالحة ؟؟!!

** انا ضد هذه المصالحة فيما لو تمت لانها ستكون  محاصصة بين الحركتين المطعون في صدقيتهما من وجهة نظري ، وستتقاسمان التركة بينهما وستدعى الفصائل الاخرى للتوقيع على بيان المحاصصة ليس الا ، ولا ادل على ذلك من اصرار وتعنت الطرفين على ان تكون الاجتماعات بينهما حصرا دون مشاركة اي فصيل آخر  طيلة سنوات الحوار لاستعادة الوحدة رغم شكوى هذه الفصائل المعلن  !! وهنا استغرب اشد الاستغراب من قبول هذه الفصائل النهائي بالنتيجة والاكتفاء في كل جولة  بحضور الزفة ، وخاصة موافقة وقبول كل من الجبهة الشعبية وحركة الجهاد الاسلامي ، فلست مقتنعا تماما بمبررهما بالحرص على الوحدة الوطنية !!  .

**.انا ضد هذه المصالحة لانها تتم بين طرفين ، تكفي عشر سنوات  للتأكد من عدم  مصداقيتهم وكذبهم المتواصل خلال هذه السنوات  ، خاصة انه لم تبرز  اي مستجدات حقيقية تبرر الخطوة ، ومع ذلك لست ضد سياسة  ،، لاحق العيار لباب الدار ،،   كما يتوهم كل الوطنيين الاحرار  كوطنيون لانهاء الانقسام الاكثر صدقا في السعي لتحقيق المصالحة .

**..انا ضد هذه المصالحة لانها لا تقوم على أسس ومبادىء واضحة  ومعلنة لعامة الناس ، بمقدار ما هي تقاسم لشقي الوطن بين قطاع تحكمه حركة حماس فعلا ، وضفة تحكمها حركة فتح ، اي ادراة الانقسام وليس انهائه. نظرا لسيطرة توازن الضعف بين الحركتين ، فلا يوجد منهما من هو قادر على الحكم الكلي ولا يوجد منهما القادر على التعبير عن احلام وطموحات الشعب الفلسطيني، فاقتضت الضرورة التقاسم واكتفاء كل حركة بما لديها من حكم ومن موارد  .

**.ضد هذه المصالحة لانها لم تات بجديد نحن بامس الحاجة اليه ، سواء فيما يتعلق بحاجتنا لمراجعة سياسية ووطنية عامه للتخلص من كل السياسات  والقيادات التي اوصلتنا لهذا المستنقع المليء بالقاذورات التي يعرفها الجميع ولسنا بحاجة لتعدادها ان استطعنا !!! وحاجتنا الماسة لتحديد  هدف وطني نضالي جديد بعد فشل وانهيار هدف حل الدولتين البائس ، فنصف قرن يكفي للتيه والضياع !!! وحاجتنا للحوار المفتوح لتحديده  ، وفي ذات الوقت فنحن بامس الحاجة كذلك لاعادة النظر بنظامنا السياسي الحالي سر خراب بيوتنا لوضع نظام سياسي عصري وحديث ينهي ويقضي على السلطة الفصائلية  ، ويوفر الفرصة للكفاآت الفلسطينية وما أكثرها !!

**.ضد هذه المصالحة لانني لا أعتقد كما يعتقد الواهمون من ابناء شعبنا وخاصة في القطاع  الحبيب بان المصالحة ستقضي على الصعوبات وعلى كوارث الحياة في غزة وخاصة على الحصار الاسرائيلي ، فامره وامر غيره بيد الاسرائيلي نفسه وبيد نتنياهو الاكثر تشددا . كما انني لا اثق بمن فرض العقوبات الاخيرة على القطاع ان يكون صادقا في رفعها ما لم يحقق مراده السياسي القبيح .

**.ضد هذه المصالحة لان هدفها الذي اعلنه راعيها المصري نظام كامب ديفد مكشوف تماما وخبره شعبنا جيدا وهو ما جعل وحول مصر من بلد كانت تتطلع اوروبا للاقتداء به الى بلد متسول من الدول الخليجية . ومن دولة رائدة وقائدة الى دولة تابعة وخاضعة للاعداء .

لكل هذه الاسباب والحيثيات فانا ضد هذه المحاصصة ، واخشى ان تعرقل مجددا كل مساعي  ومحاولات التغيير والتجديد في الساحة الفلسطينية .

[email protected]

قد يعجبك ايضا