سامح وصافح فأنت الرابح / الأب : نادر سليم ساووق

الأب : نادر سليم ساووق ( الأردن ) الجمعة 8/9/2017 م …




–  في عالم يسوده التعصب والكراهية ، حبذا لو نجعل التسامح دستوراً لحياتنا في تعاطينا مع الناس ، فلا نفسح مجالاً في قلبنا للكراهية والحقد ،  والبغضاء والجفاء ، فإذا قامت خصومة بيننا وبين أحد الناس فنسارع إلى المصالحة والتسامح ، لأن التسامح دليل رحابة الصدر ورجاحة العقل ونبل الأخلاق ، هو ” العفو عند المقدرة ”  والتجاوز عن الآخرين ووضع الأعذار لهم ، والنظر إلى حسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم … فالقلوب المتسّعة وحدها تعرف كيف تسامح ، ” والإناء الكبير يتسع دوماً لاحتواء الإناء الصغير ” على حدّ القول المأثور .

حيثما وجدت بيئة  اجتماعية ، لا بدّ أن تقوم الخصومات ، نتيجة تباين الآراء ، وتعارض المبادىء ، وفطرتنا الطبيعية بالحرص على مصالحنا الخاصة ، التي كثيراً ما تتعارض ومصالح الغير … فإذا تمادينا في المشاحنات والمنازعات والخصومات مع الناس امتلأت قلوبنا جفاءً وحقداً وكراهية ، تنغّص علينا حياتنا .

وكما يقال ” الأسى ما بنتسى “ ، ولكن هناك أناس سلكوا طريق التسامح لينالوا رضا الله ولتتصفا قلوبهم من كلّ ضغينة وحقد ، وليعيدوا الدفء والحرارة إلى علاقاتهم مع بعضهم البعض . فقد أجمع علماء النفس ، على أن التسامح دليل قوة يعبّر عن كمال الصحة النفسيّة ، ويعود بالطمأنينة والسلام على الإنسان الذي يمارس فضيلة التسامح في حياته . فالحياة تتطلب منّا أن نعفو ونصفح لنعيش بقلب مفعم بالحيوية والسعادة ، فسامح وصافح  فأنت الرابح ، لكي تُفرّج عن همّك ، وتستعيد هناء عيشك ، وصفاء حياتك .

يقول الإمام الشافعي : ” لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ ، أرحت نفسي من همّ العدوات ” .

فمسؤولية التسامح تقع على من لديهم العقل المنفتح – والقلب المتسع – والروح المتواضعة .

وخلاصة القول : لنذكر أننا جمعينا نخطىء ، فنحن لسنا ملائكة ، وخيرنا من يعترف بخطئه ، ويحاول إصلاحه ، فالأعتراف بالخطأ عين الفضيلة والقوّة ، وليس دليل ضعف كما يعتقد البعض  . فالقوي وحده يصفح ، والمحب وحده يغفر ، لأن الصفح عظمة والغفران حبّ .

أجل ، هكذا علمنا السيد المسيح – في الصلاة الربيّة – أن نصلي ونقول : ” اغفر لنا خطايانا ، كما نحن نغفر لمن أخطأ وأساء إلينا ” .

” ياربّ ، علمني أن التسامح هو أكبر مراتب القوّة ، وأن حبّ الأنتقام هو أول مظاهر الضعف “ ( طاغور ) .

قد يعجبك ايضا