حروب إسرائيل دائما بالنيابة / وليد السبول

 

وليد السبول ( الأردن ) الأربعاء 11/3/2015 م …

كم من العرب انتبهوا وكتبوا وألقوا الخطب لما تفعله إسرائيل مرة أخرى وتكرر ما كانت تفعله دائما حين تدفع غيرها ليحارب بالنيابة عنها؟ دائما كان هناك من يقوم بالحرب نيابة عن إسرائيل.

فعلتها مع فرنسا وبريطانيا عندما حاربتا مصر بالنيابة عن إسرائيل. وفعلتها عندما دفعت أميركا لإقناع صدام حسين بحرب غبية مع إيران بلا أية مبررات، فقاتلها لثمان سنوات دون أي طائل أو مبرر، ودون أن يفوز بشيء، واستنزف خلالها مال وشباب العراق حتى أصبح ( يشحد الملح) بالمعنى الحرفي للكلمة.

ثم فعلتها إسرائيل مرة أخرى عندما جعلت أميركا تقنع صدام حسين بأن الكويت كانت تسرق بتروله وهو منشغل في حربه مع إيران. فأوهمته بأنها لن تتدخل إن احتل الكويت ليأخذ ما اعتقده حقا له، فكانت تلك الحرب الغبية مرة أخرى وبالا عليه وعلى الأمة العربية.

ثم فعلتها إسرائيل كما دائما مع أميركا حين استخدمت رجالها في الكونجرس الأميركي والحكومات الأميركية لإقناع العالم بوهم السلاح النووي العراقي. لم تكن إسرائيل لتملك أن تحارب جيش العراق على وهنه بجيشها مع قوّته، فاستخدمت أميركا والعالم في حربها مع العراق. استنزفت في تلك الحرب أموال أميركا بل وأموال العرب أنفسهم، وقتل المئات من نفس الجيش الأميركي. فعليا كانت الحرب بين إسرائيل والعراق لكن من قام بالحرب نيابة عن إسرائيل هي أميركا ومات في الحرب شباب أميركا وجرح شباب الجيش الأميركي وأصبحوا معاقين مدى الحياة فداء لإسرائيل ورغبات وأوامر حكام إسرائيل.

وها هي إسرائيل تكرر نفس الفعلة مع إيران، فيذهب رئيس وزراءها ( نتن ) ياهو إلى أميركا عنوة. يدخل من بابها ضاربا الباب بقدميه دون تصريح أو استئذان من رئيسها ولا حكومته. يدخل إلى قاعة الكونجرس، المؤسسة الدستورية الأولى والهيئة التشريعية الأقوى سياسيا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويتألف من كلا المجلسين مجلس الشيوخ ومجلس النواب. ينعت رئيسهم بالكذب، ويشحن ممثلي الشعب ضد رئيس الدولة، ويحاول إقناعهم مرة أخرى بذات الكذبة وذات الوهم، النووي ألإيراني وقنبلتها النووية. لتستنزف أميركا مرة أخرى أموالها، ويقتل شبابها لأجل حرب ليست حربها، فإيران ما كان لها ولن يكون لها في يوم من الأيام أن تهدد أميركا بالقنبلة النووية.

ما فعله ( نتن ) ياهو في زيارته أنه أراد أن يقول لأوباما أنك لست أكثر من رجل (زنجي) في البيت الأبيض، هذا ما قاله الأميركي “لويس فرخان” في خطبة مهمة ألقاها على جمهور غفير في إحدى الكنائس في أميركا. وذكر “لويس فرخان” (الداعية المسلم) ما قاله ( نتن ) ياهو أن أميركا أمة من السهل أن تقودها كيفما تشاء نحو الاتجاه السليم، وبالنسبة لنتن ياهو فبالتأكيد أن الاتجاه السليم هو الاتجاه الذي يحقق مصالح ورغبات إسرائيل. وذكر أيضا ما قاله شارون ( لا تقلقوا كثيرا بالضغط على أميركا لأن اليهود هم من يتحكمون في أميركا ).

منذ عام النكبة سنة 1948 وحتى الآن، بلايين الدولارات دفعتها أميركا إلى إسرائيل سنويا، نقدا أو على شكل قروض أو معونات، أو بأشكال أخرى، من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين وعلى حساب تأميناتهم الصحية وتعليمهم وسكنهم، دون استشارة الشعب الأميركي أنفسهم لأن إسرائيل وبكل بساطة عملت وبجهد على التحكم بأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، فضمنت تحكمها في أميركا وأموالها. لنتذكر دائما زيارة “جو بايدن” نائب الرئيس الأميركي إلى إسرائيل، وهناك وعدها أنه ( مهما عانى الاقتصاد الأميركي وتأثر سلبا، فإن الدعم الأميركي لإسرائيل ببلايين الدولارات لن يتأثر أبدا ).

لم تستطع أميركا حتى الآن إثبات أي من اتهاماتها لإيران بامتلاكها السلاح النووي ولا بأي من أدواته أو تجهيزاته، لكن إسرائيل غير عابئة بذلك. إسرائيل لا يهمها إلا شيء واحد، أن تقوم أميركا بمحاربة إيران لأن معنى ذلك، مزيد من الاستنزاف لأموال العرب وتشتيت لمقدراتهم وشبابهم. شباب العرب سيكونون حائرين في أي صف سيقفون! هل في صف أميركا التي تحارب إيران الدولة الشيعية المجوسية الكافرة، أم سيقفون في صف إيران الدولة المسلمة ضد أميركا الدولة الهمجية والعدو الأكبر للإسلام والعرب، ومن خلفها إسرائيل؟ في جميع الأحوال فالمكسب دائما لإسرائيل والخسارة دائما… للعرب.

 

وليد جودت السبول

[email protected]

قد يعجبك ايضا