قانون لإيران و العرب و المسلمين و الأحرار في العالم و قانون “لإسرائيل” / أ.د. علي الهيل

 

أ.د.علي الهيل ( قطر ) الأربعاء 4/3/2015 م …

لا يكادُ يمرُّ يومٌ إلا و تكرس فيه الإدارات الأمريكية – الإدارة الحالية ليستِ استثناءً- سياسة “الغاية تبرر الوسيلة” و الكيل بمكيالين و المعايير المزدوجة و القوانين الإنتقائية؛ قانون لإيران و للعرب و للمسلمين و قانون آخر مصمم “لإسرائيل.”  يطلب الرئيس الأمريكي من (إيران) وقف برنامجها النووي أو أعمالها النووية – كما وصفها- هذا هو القانون الأمريكي الذي يستهدف (إيران.) أما القانون الذي تتبناه الإدارات الأمريكية – و الإدارة الحالية ليست إستثناءً- لصالح “إسرائيل” و تتبناه معها بالقطع و بالضرورة دول الإتحاد الأوروبي و إن كان بنسب متفاوتة، فهو حينما يطلب  ضمناً و أحياناً علناً (بدون حياءٍ و لا استحياء من شعبه الذي فيه الكثير من الأحرار) من فصائل المقاومة في (غزة) أن لا تقاوم و لا حتى بالحجر، دعك عن إطلاق الصواريخ على المحتل الذي يقيم مستوطنات غير شرعية –حسب القانون الدولي-حول حدود (غزة.)

ضمناً أيضاً و علناً أحياناً، يطلب من أطفال (الضفة الغربية) و القدس الشرقية ألاَّ يحتجوا على جدار الفصل العنصري الذي يقطِّع ضفتهم إرباً إربا و يسرق مياههم العذبة و يتركهم لمياه غير صحية و غير صالحة للإستعمال الآدمي، و يقيم حواجز الموت و المهانة و العذاب اليومي الدائمة و الطائرة (المؤقتة) بالآلاف بين قرى الضفة الغربية، و التنسيق الأمني الذي تقوم به ما يُفترض أن تكون سلطتهم الموصوفة “بالوطنية”، المتواطئة بالفعل و إنْ كان القول براّقاً و خداّعاً.  الهدف هو منع التلميذ من الوصول إلى مدرسته و الطفل إلى مستشفاهُ و روضته و العامل إلى مقر عمله و الأب  لأولاده الذي ينتظرونه على بعد مائة حاجز، و المرأة الحامل إلى المستشفى.  الغاية هي قتل إرادة الفلسطينيين و كسرها و الفلسطينيون تأبى إرادتهم أن تُقتل أو أن تُكسر و هذا ما يُغيظ “إسرائيل” و من معها.  قطعاً الأعراب الذي يخنقونهم و يجوعونهم و دفعوا المليارات لهزيمة مقاومتهم، و يتعاونون مع هؤلاء المجرمين لإنهاء المقاومة حسب مصادر إسرائيلية معروفة للقاصي و الداني.  يكفي تصريحات (تسيبي ليفني و يعقوب بيري) العلنية و ما خُفي أعظم.  طبيعي لأن المجرم لا يجرّم المجرم و لأن الأعراب هم أنفسهم مجرمون في حق شعوبهم و الطيور على أشكالها تقعُ.  إنها علاقة سيكوثيربي بين الأعراب الممقوتين من شعوبهم و “الإسرائيليين” الممقوتين من الشعب الذي تحتل “إسرائيل” أرضه.  العلاقة نفسها بين أمريكا و “إسرائيل.” كلتا الدولتين إحتلتا أرض الغير و استأصلت شعبيْهما.  نذكروا العلاقة السيكوثيربي و دققوا فيها.

عندما يرمي الأطفال و الصبية في ردة فعل إنسانية طبيعية و معهم أحرار من أوروبا و أمريكا نفسها (صدقوا أو لا تصدقوا) الحجارة على من يُنعتون بحرس الحدود أو جيش الدفاع أو الشرطة أو الحراس الأمنيين، يردون بفعل أقوى بكثير من فعلهم الأول و من ردة الفعل الفلسطينية و الحرة الأوروبية و الأمريكية بإطلاق الرصاص الحي و ليس فقط خراطيم المياه و الغاز المسيِّل للدموع و الرصاص المطاطي.  القانون الأمريكي هو هو ذاته لا يتغير.  من حق “إسرائيل” المشروع الدفاع عن نفسها.

لو أننا سمعنا الرئيس الأمريكي يقول كلمة حق واحدة في (غزة) على سبيل المثال “إرهاب الدولة الإسرائيلي” بمنع شاحنات المؤن و مواد البناء لإعمار (غزة) بشهادات أمريكية و أوروبية و من مسؤولي (الأُنروا) أنفسهم، من دخول (غزة) لَقلنا أو التمسنا للرئيس الأمريكي بعضاً من “الصدقية” في حديثه عن الملف النووي الإيراني.  لكنَّ الرئيس الأمريكي يُحرِّم على (إيران) و الفلسطينيين و العرب و المسلمين و الأحرار في العالم ما يحلله “لإسرائيل.”  حلالٌ بَلالٌ “لإسرائيل”  أن تحتل و أن تقتل فلسطينيين و عرباً و أوروبيين أمريكيين و بريطانيين و نرويجيين أحراراً بدم بارد و أن تعربد و أن تقمع و أن تمتلك الأسلحة النووية و غيرها المحرمة دوليا و تستخدمها بضوء أخضر مطلق من أمريكا و أوروبا و ما يُعرف بالمجتمع الدولي و أن تسجن الأطفال و تدمر مدارس (الأُنروا) على رؤوسهم و دفاترهم و تقضي على أحلامهم و أن تقوم بما لا تقوم به ليس فحسب الحيوانات الضارية بل أشد الحيوانات توحشاً و همجية حسب عالم الأحياء الكبير البروفسور (ديفيد أتنبره  David Attenborough) المراسل العلمي للبي بي سي BBC بل حتى أسوأ من التماسيح حسب تعبير البروفسور (ديفيد أتنبره.) في المقابل، حرام على (إيران) و العرب و المسلمين و الأحرار في العالم أن يُبدوا أي شكل من أشكال المقاومة حتى و لو كانت في إطار مجرد ردة الفعل.  أو أن يُصنِّعوا أو أن يزرعوا أو أن يشتروا طاترات أمريكا و الغرب من غير شروط أو قيود للإستخدام (من ضمنها لا تًستخدم ضد “إسرائيل”) لأنها أصلاً تباع بإذن مجموعات الضغط السياسية و الإقتصادية الموالية “لإسرائيل” و بدفع قوي من اللوبي الصهيوني المسيحي الأصولي في أمريكا و الغرب.  أو أن يكون لهم رأيٌ مستقل في سيادة بلدانهم بمعزل عن المشورة أو الأمر الأمريكي.

أستاذٌ جامعي و كاتب قطري

 

 

قد يعجبك ايضا