هل تدفع واشنطن ؛ الأردن للدخول إلى ” الربيع الأمريكي “

 

 




محمد شريف الجيوسي ( الأردن ) الأربعاء10/5/2017 م …

هل تدفع واشنطن ؛ الأردن للدخول إلى ” الربيع الأمريكي ” ؟ …

هل ستقع الكارثة .. ويتورط الأردن مباشرة في الحرب على الشقيقة الأم سورية ؟

هل سنكون جزءاً من حرب عسكرية أمريكية بريطانية ( وغيرها ) على سورية ،

هل ستتمكن الرجعيات العربية والتركية و” إسرائيل ” من توريطنا في حرب لا أدنى مصلحة لنا فيها ، بل على النقيض مصلحتنا في جمل السلاح دفاعا عن الشرعية ممثلة بالدولة الوطنية السورية ؟

هل تورط الأردن في الحرب على سورية بمبرر الحرب على الإرهاب وحماية الحدود ، سيحمي الأردن أو سيأتي بالإرهاب إلى عقر ديارنا ؟

لم يسجل التاريخ الحديث أن الأردن شهد بين ( شرق الأردنيين ) لجوءاً أو نزوحاً أو هجرة جماعية من اراضيه إلى اراض مجاورة داخلية أو خارجية ، فهل سيسجل جراء التدخل هجرة أردنية لمكونات طيفه الديمغرافي للداخل والخارج ؟ فينضم بذلك الى جملة الهجرات الحادثة في الإقليم ؟

هل حقق الأردن ( الرسمي والشعبي ) نتيجة الحرب على سورية منذ آذار 2011 أدنى مصلحة سياسية أو اقتصادية أو مالية أو أمنية أو ديمغرافية أو سياحية أو علمية ، بل كان متضررا في كل ما سبق رغم حجم المساعدات ( الهائل ) التي يمن بها الغرب على الأردن أنه قدمها له ، لكن حجم الخسائر كان أكبر بكثير ، فتضررت الصادرات الصناعية والزراعية والدوائية ، كما تضررت السياحة بأنواعها ، وتضرر الأمن وأصبح تهريب السلاح والمخدرات والجريمة المنظمة أكثر يسراً من السابق ، وخسر الأردن العشرات من الشهداء عسكريين ومدنيين واخترق أمنه ، جراء السياسات الأمريكية في المنطقة وانغماس الأردن في بعضها على الأقل .

إن الحرب على سورية ؛ ليس مجرد رحلة صيد ، تغطى بمقاييس حسن النية ، وكما أنه سيكون للأردن شركاء في الحرب ، فإن لسورية وبناء على طلبها حلفاء ، لم يشنوا حرباً على الأردن أو على أحد ممن هي معهم ، ولكن تشن الحرب على حليفتهم سورية ، والحرب عليها حرب مباشرة عليهم وعلى مصالحهم وأمنهم وتمهيدا لتصديرالإرهاب إلى دولهم .

هل ثمة أدنى أمل ؛ أدنى أمل ، بأن يحقق الأردن أية مكاسب ، وُعد بتحقيقها في مقابل حلف قوي متماسك تتسع قاعدته وقدراته ، فيما يتحول الأمريكان الى جيش مرتزق ( بدون عقيدة وطنية أو قومية أو إنسانية ) يحمي تابعيه لقاء المال ، فكيف يُعتمد على هكذا جيش لحماية الأردن في حال لم تمش تكنولوجيا الأمريكان ومن معهم ؛ ولن تمش ، الا نتذكر هزائم أمريكا في غير حرب عندما كانت والغرب في ظروف أفضل من الآن بكثير .

أليس أن أمريكا ستمضي وتترك الأردن في حال لا يحسد عليها ، تجاه أشقاء كنا نخزن أقماحنا في أهراءاتهم ونشرب من مائهم الزلال في مقابل ما سقانا الصهاينة من مياههم الملوثة ببرازهم .. وغير ذلك من المكاسب وروح الأخوة في الجيرة والعروبة واللغة والدين والتاريخ والجغرافيا والديمغرافيا والدم والمصالح والمصير المشترك والآمال المشتركة .

سيتركنا الأمريكان والبريطانيون والترك والصهاينة والرجعيون ومن في دوائرهم نلعق الجراح ونقيم الخيام لمن هجرتهم حربنا المجنونة على الشقيقة سورية ، وسنزيد من آلام سورية ، ولكن سورية بمقدراتها وتماسك شعبها ودولتها غير المبادرين للحرب علينا وبحلفائها ، ستكون قادرة على تضميد جراحها بقدر ما اكتسبت من خبرات، فيما نحن سيبدأ ربيعنا الأمريكي .

وأختم أنه إن حدثت حرب على سورية بحسب التقارير والمعلومات والتحشدات والأطراف المشاركة ، ستكون هدية ثمينة وفرصة كبيرة من ” الرحمن ” جل في عليائه ، لإنهاء جزءٍ مهم جداً من دمل طال أمده ، وحان وقته ، فقد بلغ الصلف والغباء والعنجهية حداً ، ستجعل من حتفه في تدبيره وسيتعرى الإسلام الأمريكي الإخوني والسلفي الجهادي والوهابي أمام من ضللوهم من الناس البسطاء ، حينا ، واستخدموهم ندال سياسة وعهر وخيانة ونذالة .

[email protected]        

  

قد يعجبك ايضا