سوريه وبعض من أسرار الحرب القذره

 

م.بشار نجاري ( سورية ) السبت 11/3/2017 م …

سوريه وبعض من أسرار الحرب القذره …

لم توقفني أو تستفزني أية حرب في العالم كله كما استفزتني تلك الحرب القذره على سوريتنا الحبيبه ، ليس لأن سورية هي وطننا الغالي والحبيب فحسب وأنما لفظاعة المشاهد وقذارة الأعداء وحجم الخيانة والغدر الذي شاهدناه عبر سنوات الحرب القذره والطويلة !

انه الانتقام الرهيب من هذا الوطن الذي بقي صامدا عبر عشرات السنين، وهو درس ورسالة لكل دولة تريد ان تكون حرة وبعيدة عن عصى الطاعة الصهيوامريكيه ، فسوريا هي البلد الأ كثر أنتاجا زراعيا وصناعيا بين الدول العربيه والأغنى بالطاقات البشرية المنتجه والفعّاله في مجالات الفن والإعلام والطب والهندسة وإدارة الاعمال والتجارة كما أن سوريا هي البلد الأكثر انفتاحا اجتماعيا والأكثر غناء ثقافيا و تراثيا وتاريخيا لذلك استحقت ان تسمى وبجداره بانها حاضنة التاريخ والبلد الوحيد الذي ظل واقفا عندما ضربت الأذمة الاقتصاديه كثيرا من الدول فأركعتها ، فسوريا دولة قل مثيلها حيث لاديون لها ولا التزامات لها اتجاه البنك الدولي والذي نعرف جميعا من يتحكم به،انه العقل السوري الاقتصادي والذي جعل سوريا معادلة صعبه وعصية عن التحكم بأقتصادها وبسعر عملتها عبر الضغوط الخارجيه، وسوريا البلد الآمن والبلد الجميل مهد الحضارات ورسالة الحكمة والتاريخ للانسانية جمعاء.

لذلك فلقد كان التخطيط الخفي والذكي والماكر ماهرا جدا اذ كان عليهم إدخال الحرب والفتنة الى كل مدينة وقرية وبيت ، فهذا الشكل من الحروب والذي تواجهه سوريا هو شكل جديد أو لنقل جيل جديد من الحروب وهو يحصل لأول مرة على هذا النحو في تاريخ البشرية .

لذلك فلقد اجتمعت كل المتناقضات في هذه الحرب ، كما تجتمع الذئاب على فارس سقط عن فرسه في أرض تحكمها شريعة الغاب وقوة المال وحق القوة بينما تغيب قوة الحق أمام عنجهية العم سام ورعاعه .

ولا اعرف من أين ابداء في جمع تلك التناقضات ،لا لصعوبة جمعها وإنما لكثرة عددها وكبر حجمها وقذارة رائحتها، إذ أنه توجد أمور كثيرة في الحياة قد لا نفهمها ولكن وبدون اَي شك كانت فصول ربيع بني صهيون من اصعب الفصول على الفهم حتى على المثقفين والمطلعين والحياديين اصحاب الرأي والشورة والحكمه ، فمابالك بالعراعير اصحاب نظرية قرع الطناجر على الاسطحه أو على اصحاب نظرية (صرعتوا ربنا بفلسطين لصاحبها فيصل القاسم عرَّاب الخيانه ) أو على بعض ضعاف النفوس والمزروعين دائما بهاجس الطائفيه والخوف من الآخر أو إلغاءه وما أكثرهم للأسف في المناطق المهمشة والعشوائيه في مجتمعاتنا ، إذ انه في ثورة زعران الناتو والتي سوق لها الاعلام المتصهين على انها الربيع العربي ليخدع بشعاراته هذه الشارع الشعبي البسيط فيركبه ثم يوجهه كما يشاء و كما يوجه الكلب القطيع إذا حاول احد الخروج عن الطاعه أو السير خارج مسار الجماعة أو خارج مسار القطيع ، فالكلاب التي كانت تعوي عبر منابرها في محطات الاعلام المتصهينة القذره كادت أن تدمرنا من الداخل وبالقلب قولا وفعلا ، إذ لم تترك لنا المجال لنفكر أو لنأخذ استراحة اوً قيلولة ، كانت تلك المحطات وكلابها التي تعوي ليلا نهارا تلاحق الانسان السوري كما تلاحق الكلاب قطيع الخرفان بالنباح حتى لا تحيد عن مسار القطيع الذي رسم لها ،إذ أننا ولأول مرة سنرى في التاريخ كيف يتفق بعض من مشايخ النفاق والدجل وتجار الأخلاق والدين مع بعض من مثقفي اليسار الشيوعي الوصولي !

إذ كيف يجلس جورج صبرا الشيوعي(الملحد) مع علوش الأخونجي التائه وحورياته و جارياته ؟

وكيف يعمل عزمي بشاره مع فيصل القاسم والقرضاوي لهدف واحد(الاول شيوعي بالعنوان والثاني بعثي وصولي والثالث منافق في بيوت السلاطين ، وكيف يصبح سمير جعجع قاتل الفلسطينيين في نفس الحلف مع حماس رمز (المقاومه) وكيلو اليساري السوري والحريري خادم الصهاينه وعرّابهم في لبنان للتآمر على سوريا والكيد لها ، وكيف يجتمع الغليون (العلماني -الملحد-والأستاذ الجامعي ) مع العرعور (الطائفي المتخلف )والجربا الخارج من عباءة القبيله الى عالم ثورة الناتو وربعها الاشاوس، وكيف يجتمع هؤلاء جميعا مع الموساد والسي آي أيه والإعلام الفرنسي مع الاعلام الامريكي والبريطاني والاسرائيلي والمستعرب (أي من يحمل منه اسماء عربيه كالجزيرة والعربيه والاورينت ) كيف يجتمع هؤلاء جميعا(تشكيله غريبه عجيبه ) على هدف واحد وهو دمار سوريا وتهجير أهلها وأذلالهم وضرب الدوله السوريه ؟

وكيف تتضامن المسيحية الصهيونيه في أمريكا وإسرائيل مع داعش وجبهة النصره وبعض اجهزة المخابرات الغربيه مدعومة من الخليفة العثماني ابن الناتو المدلل على الحدود الشمالية لسوريا ليشكل وبالخفاء حلفا مخيفا مع عدو سوريا الرابط لها في الجنوب (اسرائيل) .

في هذه الحاله السوريه المميزه يظهر ان كل نظريات علم السياسه والاقتصاد والمجتمع سقطت ليحل محلها نظرية ميكاڤيللي (الغايه تبرر الوسيله ) وبما أن غايتهم مجتمعين هي دمار سوريا فالأبواب مفتوحة لهم على مصراعيها وحكماء بني صهيون طبعا هنا راضون عنهم ، كما و تظهر في هذه الحاله الشاذه من التحالفات قوة المال في شراء الذمم والاخلاق ، فيغيب الله عز وجل عند هذه الفئة المنافقه وتغيب القيم والاخلاق ليحل محلها دولار الكاز والغاز وشراء الذمم والقيم وثورة داعش والنصرة .

فتكثر حولنا منظمات المجتمع المدني بيافطاتها الملونه والمخادعة ويكثر شهود العيان من حولنا بأسماء مزيفه كما ويكثر من حولنا صحفيين وأطباء ومراسلين بلا حدود و بلا ماض واضح ومعروف، عمل مخابراتي محترف لتغيير خريطة المنطقه والاطاحة بدول كثيره ليس آخرها سوريا.

نعم انه زمن المتناقضات إذ كيف ولماذا ولصالح من تستأسد كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا في كل المحافل الدولية دفاعا عمن يسمونهم بالثوار السوريين( وأنا أسميهم زعران ثورة الناتو) فالثوار الشرفاء اذا كانو قد وجدوا مع بداية الأذمه والمؤامرة على سوريا فأن اغلبهم قد عاد الى موقعه الطبيعي بعد ان توضح له حجم وسفالة المؤامره والمتآمرين على بلده ، أمّا من بقي متربص برأيه فهو واحد من نوعين لاثالث لهما إذ اما ان يكون من ضمن اللعبه القذره ومن الذين دفع لهم ثمن الخيانة مسبقا وهو لايستطيع العودة عن الخطاء لأن ذلك قد يفقده حياته من قبل مشغليه المجرمين أو انه من النوع الذي يتكابر ولايريد ان يعترف بأنه اخطاء في حساباته ،لذلك قيل قديما أن الاعتراف بالخطاء فضيله ، ولقد اثبتت احداث ربيع بني صهيون انه بالفعل الاعتراف بالخطاء فضيله .

ولنعد الى الساحة السورييه إذ لولا الڤيتوهات المتكرره لروسيا والصين في وجه هؤلاء الاشرار لكانو قد استفردوا بسوريا وشعبها ابشع استفراد ولكانو جعلوها هباء منثوراً ، ليس خدمة لمن سميناهم زعران ثورة الناتو إذ أنّ هؤلاء الاوباش المغرر بهم ليسو اكثر من أرقام هذيله وقذرة ومهمله في حسابات القوى الاستعماريه الكبرى وإنما خدمة لربيبتهم اسرائيل وهذا ما يثبت أن دفاعهم المستميت عن زعران ثورة الناتو من عصابات داعش والنصرة والتي هي نسخة طبق الأصل عن عصابات الهاغانا والشتيرن اليهوديه والتي ساعدت المشروع البريطاني لتأسيس دولة بني صهيون إنما هو دفاع غير مباشر عن اسرائيل ومستقبلها أصلا ، إذ هاهم زعران ما سمي بالثوره السوريه يقومون بعملهم بأكمل وجه نيابة عن اسرائيل، فيدمرون المدارس والمشافي والمساجد والكنائس ومحطات الطاقه ومستودعات الحبوب والبترول ، وينهبون المعامل ويسرقون المحلات كل هذا للأسف يحدث بأسم الثوره !! فعن أية ثورة تتكلمون !!

إنها ليست ثوره…انهم الطابور الخامس والذي سلح من الخارج ليقتل أهل سوريا وشعبها ويدمرها من الداخل !

ألم نستذكر ومنذ الأسابيع الاولى للمؤامرة والحرب القذره على سوريا بيت شعر مشهور جدا وهو بمضمونه ومعانيه يختصر لنا هذه الحاله 🙁 وسوى الروم خلف ظهرك روم   فعلى أي جانبيك تميل ) .

نعم وألف نعم ….إنها الحرب القذره على سوريا بأبشع وأعنف اشكالها أستخدم بها كل ماللغرب الاستعماري من قوة ماديه وعسكريا واعلاميه ومخابراتية لهدف واحدوأساسي وهو إلغاء سوريا عن الخريطة السياسية كما ألغيت دولة فلسطين عن الخارطة السياسية قبل حوالي الستين عام….. واللاعبين الاساسيين هم نفسهم مع بعض التعديلات الطفيفة في سيناريو التنفيذ! فكما ذكرت سابقا هاهي داعش والنصرة تقوم بعمل عصابات الهاغانا وشتيرن ،فلقد أرهب الشعب الفلسطيني وهجّر من وطنه وهاهم يرهبون السوريين ويعملون على تهجيرهم من وطنهم ، وعملية تهجير السوريين لم تبداء مع بداية الاذمه السوريه كما يظن الكثير بل هي بدأت قبل ذلك بسنوات طويله حيث ساعدت الدول الغربيه وبأشكال مختلفه على هجرة المسيحيين السوريين من منطقة ألجزيره والفرات لإفراغ المنطقه من سكانها الأصليين ،،،،وهم الان أي الدول الغربيه وبمساعدة الأتراك يعملون على إقامة دولة داعش في الشام والعراق.انه سيناريو مشابه لسيناريو إقامة دولة اسرائيل على ارض فلسطين بعد أن عملو وبكل الوسائل كذلك على إفراغها من الشعب الفلسطيني.

لهذه الأسباب ولأسباب كثيرة أخرى لايسعنا الوقت هنا لكشفها أو لذكرها أقول نعم انها الحرب القذره بل هي أقذر حرب في تاريخ البشرية ، وهذا الصمود الجبار للشعب والجيش والدوله السوريه هو بالفعل ما قد اذهل كل مراكز الأبحاث والدراسات في العالم .

فسوريو وعبر تاريخها الحافل والطويل كانت ولاذالت وستبقى لغزا عصي على الأعداء فك رموزه وهو نتاج تجربة ومعاناة عمرها آلاف السنين، فبلد تاريخه يمتد لأكثر من خمسة عشر الف عاما وعاصمته اقدم عاصمة في التاريخ لايمكن ان تكسر ظهره لعبة قذره أبطالها دواعش متخلفين ومتحالفين مع صهاينة يملكون من الغرور ما يجعلهم يظنون انهم بقوة مالهم وسطوتهم على مراكز صنع القرار العالمي قادرين على ان يمحون سوريا عن الوجود، ولكنهم نسو انها سوريا ، وأنها المعادلة الاصعب ،لقد راهنو على أن يمحو سوريا عن الخريطه كانت دوما عبر التاريخ منذ ما قبل زنوبيا بالالف السنين والى يومنا هذا .

ليحمي الله سوريتنا الحبيبه شعبا وجيشا ووطننا مميزا.

قد يعجبك ايضا