ليس بعيداً عن التفاهمات الروسية – التركية … هذا ما يريده السوريون / هشام الهبيشان

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) الأحد 1/1/2017 م …

في الوقت الذي كثر فيه الحديث والتأويلات والتكهنات خلال الايام والساعات الماضية عن مصير التفاهمات الروسية – التركية   التي تمت على وقع ماجرى بالميدان السوري وخصوصآ بحلب المدينة ،والتدخل التركي الاخير ببلدة “الباب” في ريف حلب الشمالي الشرقي،يقرأ البعض أن التفاهمات الروسية– التركية حول رسم معالم نهاية الحرب على سورية لم تصل للأن لدرجة التفاهم المشترك بين غالبية القوى المنخرطة بالحرب على الدولة السورية ،بينما يقرأ البعض الاخر انها قد نضجت إلى حد ما ،وتنتظر موافقة القوى الدولية والاقليمية والمحلية عليها،لخروجها إلى العلن ،لترى النور ،ليصار إلى تطبيق مضامينها على أرض الواقع ،لتكسب المصداقية والواقعية.

وتزامن هذا الحديث مع مجموعة من التاؤيلات والتكهنات والاحاديث عن مستقبل الرئيس الاسد ،مع العلم أن “الاسد هوالرئيس الشرعي لسورية لغاية انتهاء ولايته بعام 2021″فالشعب هو من منحه الشرعية بـ3حزيران 2014،والشعب هو الوحيد الذي بمقدوره ان يسحب هذه الشرعية “،وبخصوص ما تسرب حول هذه التفاهمات الروسية – التركية بشقها السياسي فبرز واضحآ أنها تسعى لتشكيل حكومة تمثل أطياف واسعة من القوى الوطنية السورية،والاستعداد لاجراء بعض الاصلاحات الدستورية والسياسية بالداخل السوري، مع علم الأمريكان واطلاعهم على معظم هذه التفاهمات .

وهنا يجدر التنويه ان التفاهمات الروسية – التركية مازالت حبيسة الادراج والمناقشات والمشاورات والتي لم يظهر للعلن بعد أنه تم التوافق عليها من جميع الاطراف والقوى المعنية بهذه التفاهمات .

الدولة السورية بدورها لغاية الان لم تدلي بأي تصريح حول طبيعة التفاهمات الروسية – التركية ،والسبب بذلك ان التفاهمات حولها لازالت قيد البحث ولم يتم تفعيلها والتوافق عليها ،ولذلك فالدولة السورية وبالشراكة مع بعض حلفائها تسعى بقدر الممكن والمتاح للتصدي لمسارات وفصول هذه الحرب التي تستهدفها منذ مايزيد على خمسة اعوام ،ولذلك بدأت العمل على مسار متكامل مع شركائها وحلفائها لوضع حد لمسارات هذه الحرب، وبما أن الحرب أعتمدت منذ بدايتها على مسار العسكرة والضغظ الميداني،فلا حل لها الا بالميدان ومكافحة تنظيم داعش الارهابي وجبهة النصرة الارهابية والمتحالف معها من باقي المجاميع المسلحة،هكذا يجمع معظم السوريين وحلفاء سورية .

وعند الحديث عن الميدان السوري ،يمكن القول ،ان قراءة المشهد الميداني ،ينبئ مستقبلآ بقلب كامل المعادلة العسكرية والميدانية على الارض السورية لصالح الجيش العربي السوري ،وبعيدآ عن التفاهمات الروسية – التركية،يمكن القول ان سورية اليوم وبالشراكة مع بعض حلفائها تنتظر إعلان ساعة الصفر،لانطلاق مشروع سورية الاكبر لتحرير سورية كل سورية من جميع مظاهر التمرد المسلح،وإيقاف عجلة الفوضى التي بدأت تتمدد داخل الدولة السورية ،ومع علمنا ان هذه المعركة طويلة وتحتاج لتضحيات كبيرة نوعآ ما ،ولكن لابد منها،هكذا يجمع معظم السوريين ،فهي الخلاص لتحرير وطنهم ،والانتصار في هذه الحرب التي تستهدف سورية كل سورية .

ختاماً، إنّ صمود سورية اليوم عسكرياً، ودعم حلفائها لها عسكريآ و اقتصادياً ، وتوسّع الجيش العربي السوري بعملياته لتحرير الأرض مدعوماً ومسنوداً من قاعدة شعبية تمثل أكثرية الشعب السوري، هذه العوامل بمجموعها ستكون هي الضربة الأولى لإسقاط أهداف ورهانات الشركاء في الهجمة الأخيرة على سورية، وبحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا وبعيدآ عن مضامين التفاهمات الروسية- التركية، ليس أمام الحلف المعادي للدولة السورية اليوم، ومهما طالت معركتهم وحربهم على سورية، إلا الإقرار بحقيقة الأمر الواقع، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية، والمطلوب منهم اليوم هو الاستعداد والتحضير لتحمّل كلّ تداعيات هذه الهزيمة وتأثيرات هذا الفشل عليهم مستقبلاً.

*كاتب وناشط سياسي – الأردن .

[email protected]

قد يعجبك ايضا