إفشال الإرهاب بإفشال أهدافه

 

الثلاثاء 13/12/2016 م …

افتتاحية ( الإتحاد ) الحيفاوية …

لا ينفصل الهجوم الإرهابي على الكنيسة في القاهرة عن الحملة الارهابية المنهجية التي تشهدها المنطقة. إلى جانب إدانتها القاطعة، يصحّ ويجب التذكير بأهداف هذه الحملة، وتحريض الشعوب العربية الواعي والحازم لمواجهة هذا الأجرام سياسيّ الغايات، ولفظه ونبذه والحذر من الوقوع ضحية له.. لا بالمفهوم المباشر والتضرر الجسدي منه، ولا بالمفهوم المعنوي والتضرر على مستوى الوعي والرؤية من مآربه الآثمة اللئيمة.

فمَن خطط وأرسل من ينفذ هذه الجريمة الإرهابية الدموية في الكنيسة، استهدف الشرخ الطائفي في مصر. ولذلك، فإن من يخرج بـ”استنتاجات طائفية” تعميمية من هذه الجريمة الجبانة، يكون قد ساهم في تحقيق مآرب حثالات ومرتزقة الارهاب والتكفير والمستفيدين منهم. هذا ما يجب الانتباه له والابتعاد عنه.

بعد كل هذه الدماء المسفوكة يوميًا على امتداد سنين في البقاع العربية المختلفة، آن الأوان للتيقـّظ من مخططات إعادة الايقاع بشعوبنا وإيقاعها في كوارث الاقتتال الداخلي الأهلي بواسطة وكلاء مرتزقة يتسترون بالأديان وهم أول من يهينها ويلطخها. ويجب الإنتباه الى مواقف حربائية منافقة تستغل الجريمة كي توسع الشروخ في مصر وتوجه النقمة نحو الدولة ومؤسساتها وليس نحو الارهابيين، ونحو من ابتدع المستنقع السام العفن الذي خرجوا منه. أي مستنقع التكفير والعنصرية الذي تتحمل مسؤولية غمرنا بقرفه ممالك وامارات ومشيخات لم تتورع عن زرع فكر الكراهية والأحقاد، لتمرير مشاريع التقسيم التي أرادها أسيادها، والتخريب على كل من لا يمتثل لأوامر الاستعماريين القدامى والجدد.

إن خلق الهويات الطائفية والمذهبية المتصارعة لطالما كان الأداة الأولى والرئيسية لدى أعداء الشعوب، الخارجيين والداخليين! وواجب ومصلحة ومصير وسلامة الشعوب، جسديًا وماديًا ومعنويًا، تقتضي كلها إفشال وضرب المخططين والمستفيدين والمنفذين دون استثناء. لأن إفشال الارهاب يبدأ بإفشال هدفه الرئيسي: التفتيت وتجييش الصراعات الطائفية والمذهبية.

قد يعجبك ايضا