ما بعد بعد حلب / ناجي الزعبي

  ناجي الزعبي ( الجمعة ) 9/12/2016 م … لم تعد حلب ورقة في بازار النخاسة السياسية فقد قايضت تركيا بخط غاز بروم او اتفاقية السيل التركي ، والتبادل التجاري الروسي التركي بالعملات المحلية وأنعشت ليرتها التي فقدت اكثر من ثلثي قيمتها بالطموحات العثمانية ودورها كأداة ورأس حربة المشروع الاميركي لتدمير وتفكيك الدولة الوطنية السورية بعد ان قبضت الثمن من روسيا ، وتراجع الإمبراطور العثماني عن تصريحاته بان عملية درع الفرات أتت لاسقاط الاسد ، بل لمحاربة داعش ، وتقوم بالنيابة عن سورية بضرب الأكراد الذين ارتموا في الأحضان المتعددة واستقروا في نهاية المطاف بالحضن الصهيوني الاميركي وهي براغماتية تحسب لها بعكس اوباما الذي عرضت عليه روسيا عدة حلول رفضها جميعا فخسر المعركة . اما دول النفط فلازالت تواصل نفس سياسة التسليح التي بددت ثروات شعوبها ودمرت شعوب الوطن العربي وتعمق صلاتها مع العدو الصهيوني كملاذ اخير بعد ان نفضت اميركا ترامب وحتى اوباما يديها منها ورفعت عنها الغطاء. وقد كان تصريح ترامب الأخير عن نيته التعاون مع سورية لمحاربة الاٍرهاب بمثابة إقرار بهزيمة مشروع الاٍرهاب الاميركي بعد ان أحدث الدمار والإنهاك للجيوش العربية وابتزاز أموال الخليج بصفقات الاسلحة التي تسببت بازمة اقتصادية سعوديةعميقةوعجز في موازنتها . وحتى تيريزا ماي رئيسةودراء بريطانيا أخذت تلعب على ورقة المخاطر الإيرانية المزعومة واقامة القواعد العسكرية   وتمهد لابتزاز النظام الخليجي أسوة بما فعلت كلينتون وكيري بعقد صفقات أسلحة بمئات المليارات . وعلى غرار مشاركة اولاند القمة الخليجية الماضية وعقد صفقات أسلحة بقيمة ٧٢ مليار دولار كصفقة اليمامة ، لكن غاب عن بالها التغير الذي حصل وازمات الخليج الاقتصادية وبأن اولاند عمل على زيارة ايران بعد مشاركته بالقمة الخليجية الماضية مباشرة . وحدها دول الخليج تغرد خارج السرب وتمضي في سباتها السياسي وتواصل النحيب والعويل المعتاد من اوهام الاخطار المتعددةو الاخطار الإيرانية المزعومة واي اخطار محتملة قادمة قد يُفبركوا اي احد . الارهابيين بسورية يواجهون مصيرًا محتوما بعد ان نفضت اميركا يديها منهم وفعلت تركيا الشئ نفسه وتخلت حتى الامبراطورية   الإعلامية الغربية عنهم فأصبحوا يتعاملون مع الجيش السوري مباشرة ودون وسطاء . ولم يعد يجدي الدعوة البريطانية الفرنسية والكندية والالمانية لعقد مجلس الأمن لاتخاذ قرار لإنقاذ ما يمكن انقاذه من مرتزقة بلاك ووتر والارهابيين في حلب . مدينة الباب وادلب وشمال حُمُّص وأريافها وريف دمشق ودرعا ستكون وجهة الجيش السوري القادمة ، كما تستعد سورية لعقد   مؤتمر وطني بالداخل برعاية روسية منهية بذلك مسلسلات جنيف وفينا ليصبح الحل سورياً سوري متهيئة بدلك لمعركة التحرر الاجتماعي وبناء الديمقراطية الشعبية وليس الديمقراطية بالمقادير الراسمالية الليبرالية   .   ايران تستعد لمجابهة نكث اميركا لاتفاقية خمسة زائد واحد والمستقبل مسلحة بالاتفاقيات التجارية وزيادة إنتاجها من النفط ثم الغاز والانفتاح الاوروبي وقيام حتى عدد من الشركات البريطانية بالتنقيب عن النفط بايران وحتى دول الخليج نفسها لديها ميزان للتبادل التجاري معها اضافة لروسيا والصين . وكقوة إقليمية ذات قوة متعاظمة ولاعب رئيسي لا يمكن تخطيه وتفادي نهجه وبرامجه ومصالحه ولبنان خرج من دائرة المراوحة وحسم أمره وأصبح خارج نفق النفوذ السعودي وأعلن وجهته وهويته السياسية حليفاً لسورية والمقاومة على اعتبار حزب الله صِمَام امانه وضابط إيقاعه وبوصلته السياسية . والعراق يتأهب لكنس الاٍرهاب الاميركي الوظيفي في الوقت الذي تلعب به ايران بوصلة استراتيجية ونفس دور حزب الله في لبنان   . اما مصر فهي تجابه نفس الظروف التركية او الحائط الراسمالي مسدود الأفق والفراغ الدولي الاستراتيجي وتتوجه رغما عنها باتجاه منظومة المقاومة . وروسيا تعلن عن عقيدتها الجديدة التي تضع مصالحها الاستراتيجية في مقامها الاول دون اي اعتبار لاميركا او الاتحاد الاوروبي وترفض تعميم المعايير الاميركية وفرضها خارج النطاق الاميركي . كل يملك مشروعه الا دول النفط (والتبعية) تواصل غياب مشروعها وتورطها منذ عشرين شهرا في الحرب   اليمنية دون اي بارقة لاي أفق.    دول التعاون الخليجي المأزومة تتكئ على بريطانيا العجوز الغائبة عن مسرح الأحداث والتي تنتظر التفكيك التحالف السوري يزداد رسوخًا وقوة فالاجدى مد يد المصالحة ونفض اليد من أدوات الماضي البالية والبحث عن المصالح الاستراتيجية للشعوب العربية .

قد يعجبك ايضا