واشنطن ومحاولة تفكيك لحمة شعب روسيا بعد فشل مراهنات الحاق هزيمة  استراتيجية بها في اوكرانيا / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 5/4/2024 م …




حتى هذه اللحظة وبعد مرور اكثر من عامين على الحرب بين روسيا واوكرانيا التي تواصلت طيلة هذه الفترة جراء الدعم الامريكي والغربي المالي والعسكري الي كييف والذي يقدر بنحو 200 مليار دولار لم تقر هذه الدول  بهزيمتها وهي تراهن هذه المرة على اسلوب هو الاقرب الى الارهاب في محاولة للتاثير في لحمة ووحدة شعب روسياالاتحادية ولعل التفجير الاخير في قاعة الموسيقى بضواحي موسكو الذي اودى بحياة اكثر من 143 شخصا مؤشرا على ذلك.

وتتصور دول الغرب الاستعماري وفي المقدمة الولايات المتحدة ان دول العالم وشعوبها تنسى  اجرامهم واعمالهم العدوانية التي تتنافى مع ميثاق الامم المتحدة والمبادئ الانسانية  التي يتاجرون بها لعقود من السنين  وترقى الى مستوى  الارهاب جراء مؤامراتهم و شن حروبهم العبثية التي اودت بحياة عشرات الملايين منذ حرب فيتنام و حرب شبه  الجزيرة الكورية وافغانستان وغزو العراق  وصولا الى منطقتنا التي  تعاني  الان من   اعتداءات عسكرية همجية و تدخل سافر قل نظيره تنهب وتسرق وتدمر جيوشها التي تحتل مناطق في سورية والعراق فضلا عن قواعد ثابتة لها  في دول اخرى  بالمنطقة.

ربما التاريخ  وحده وبعض الدول لاسيما روسيا  والصين  وكوريا الديمقراطية  ودولا اخرى في منطقتنا تتذكر ذلك وتسجل  ان فترة التسعينات التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي واحداث ايلول سبتمبرجراء تدمير برجي  نيويورك في عملية ربما من صنع ” ماما امريكا” حتى تبيح لنفسها استهداف اي بلد فكانت عملية غزو  افغانستان والعراق بداية مرحلة دولية خطيرة تعد من اخطر الفترات التي فتحت شهية الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات  في ” ناتو”  بالتوسع  في العالم وشرق اوربا  مستهدفة روسيا   باستغلال غياب قطب مهم  هو الاتحاد  السوفيتي وحلف وارسو”   بداتها واشنطن بيوغسلافيا  وسبقت حتى احداث ايلول في نيويورك فقد شن حلف ” ناتو” العدواني

   حربا عليها خاصة جمهورية  يوغسلافيا الاتحادية عام 1999مستغلا انهيار عام 1991 بعد ان كانت موحدة منذ عهد الرئيس جوزيف بروز تيتو وتضم جمهوريات البوسنة والهرسك وكرواتيا والجبل الاسود ومقدونيا الشمالية وسلوفينيا الى جانب صربيا  التي كانت عضوا اصليا في الامم المتحدة ووقعت على ميثاقها عام 1945 بعد تاسيسها  لكن هذه الجمهورية التي كان يطلق عليها جمهورية يوغسلافيا الاشتراكية الاتحادية  جرى تمزيق اوصالها الى دويلات استغلها حلف ناتو بضم بعضها الى عضوية الحلف واستثمر البعض الاخر رغم حجمها السكاني الصغير للاستفادة من موقعها الجغرافي في حين عمل على توحيد دول اخرى في اطار الاتحاد الاوربي التي اتضح لاحقا انه “تحالف” وجد من اجل دعم السياسة الامريكية ولحلف ناتو  وقد تاكد ذلك خلال هرولة دول الاتحاد هذه وراء واشنطن وتنفيذ رغباتها واجنداتها منذ بدات الحرب في اوكرانيا قبل عامين وتواصلت حتى الان بدعم غربي نكاية بروسيا صاحبة الحق بشن الحرب ضد كييف التي تحولت الى قاعدة تجسس ضد روسيا فضلا عن محاولة سحق الشعب الروسي الذي يعيش في دونباس.

روسيا كانت اول من التفت الى المخطط الاخير هذا الذي يستهدفها جغرافيا   وعملت بقيادة بوتين على التحضير لمواجهة المخطط الغربي  وانضمت لها الصين بعد ان شعرت ان الولايات المتحدة ماضية في سياستها التقليدية” المتمثلة ” بالهيمنة على العالم سواء من خلال اروقة الامم المتحدة واستغلالها او  من خلال ثوراتها التي يطلقون عليها مسمى  ” الملونة”  والتي تقف وراءها استخباراتها اوعبر اساليبها العسكرية التي تجيدها لبسط سيطرتها على مناطق العالم بالقوة العسكرية مما دفعها بالتوجه نحو موسكو التي كانت تعمل بصمت من اجل لملمة جراح انهيار عام 1991 لتبرزقوة عسكرية اخذ الغرب يحسب لها الف حساب بعد فشله في الحاق هزيمة  عسكرية ستراتيجية بها رغم  مراهناته عبر الدعم العسكري والمالي  الهائل لنظام زيلنسكي  وتجربة اسلحته ومواصلة القتال ضد روسيا  باخر عسكري اوكراني.

فقد لجا ت الولايات المتحدة ودول الغرب الاخرى الى مساندة كييف في مخطط جديد معتقدة انها سوف تفلح في تفكيك اللحمة الروسية للشعوب  المنضوية تحت لواء روسيا الاتحادية في ظل وجود الرئيس بوتين الذي  كشف اللعبة بحكم معرفته بدهاليز  استخبارات الغرب فكانت البداية تفجير موسكو الاخير الذي حاول الغرب رميه على داعش في حين ان لدى القيادة الروسية القدرة على الوصول الى من يقف وراء ذلك وليس من نفذ العمل الارهابي  فقط من الذين وقعوا في قبضة العدالة الروسبة.

ان الايام قادمة سوف تكشف من يقف وراء تلك الجريمة التي  حاولت واشنطن التشويش عليها من اجل تشتيت افكارموسكو  ونسبتها الى  داعش او بالاصرار الامريكي  على تبرئة نظام اوكرانيا  من العمل الارهابي حتى قبيل الانتهاء من التحقيقات.

قد يعجبك ايضا