المواجهة قد تبدأ … المقاومة اليمنية ترعب إسرائيل / د. خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الأربعاء 15/11/2023 م …

لطالما كان للشعب اليمني السبق في نصرة القضية الفلسطينية بل جعلها قضيته الكبرى، وأن اليمن سيكون حاضراً للمشاركة عسكرياً إلى جانب محور المقاومة وسيكون له الاسهام الفاعل، وهو ما تترجمه، وتعبر عنه بوضوح، اليوم، مواقف المقاومة اليمنية هناك مما تشهده فلسطين منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى.




إن دور المقاومة ومحورها الثابت يتعزز ويتطور يوماً بعد أخر في مواجهة العدوان الصهيوني على غزة لذلك اتخذت اليمن فلسطين شعاراً لمرحلتها القادمة وجعلتها القضية المركزية لها على الرغم من البعد الجغرافي، حيث أصبحت اليمن أحد الأذرع الرئيسية لمحور المقاومة.

وتحاول حركة أنصار الله في اليمن في الوقت الحالي “صنع تأثير” على إسرائيل، رغم المسافة الطويلة التي تفصل اليمن عن فلسطين، من جبهة تبعد حوالي ألفي كيلومتر، أعلنت الحركة في اليمن إطلاق “دفعة كبيرة” من الصواريخ البالستية والمجنحة، وعدد من الطائرات المسيرة على أهداف في إسرائيل.

ويأتي انضمام حركة أنصار الله رسمياً إلى الصراع بين حماس وإسرائيل في أعقاب تحذيرات أطلقتها إيران بأن حرب غزة قد تؤدي إلى فتح جبهات جديدة خاصة بعد ارتكاب الكيان الصهيوني الجرائم والمجازر بحق أبناء قطاع غزة.

في هذا السياق إن فتح جبهة يمنية يعرض إسرائيل لمزيد من الهجمات الخارجية في وقت تلوح فيه في الأفق مواجهة إسرائيلية شاملة مع حركة حزب الله في لبنان والمقاومة في سورية والعراق ولبنان، وقد يؤدي دخول اليمن إلى حرب غزة إلى تدخل عدد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة.

ولكن التساؤل الذي يفرض نفسه هنا هو: هل يمكن لليمن بعد أن أنهكته الحرب أن يشارك في عمل عسكري ضد إسرائيل؟

في الواقع، يمتلك اليمن قدرات عسكرية كبيرة تجعله واحداً من الدول القادرة على استهداف إسرائيل، خاصة بعد  أن شهد اليمن تحولاً حقيقياً بعد انتصار الثورة عام 2014 التي كان من بين أهدافها إبعاد الهيمنة الخارجية، وإعادة التموضع إلى جانب القضايا العربية والإسلامية ومن ضمنها قضية فلسطين.

هذا التحول حذرت منه وسائل إعلام إسرائيلية عقب عملية “إعصار اليمن”، عام 2022، عندما استهدفت القوات اليمنية منشآت إماراتية بصواريخ باليستية وطائرات من دون طيار، في أبوظبي ودبي اللتين تبعدان عن اليمن نحو 1600 كلم، وهي المسافة نفسها بين اليمن وإسرائيل، ما يعني قدرة اليمنيين على استهداف ميناء إيلات وتل أبيب.

ولا شك أن أي مشاركة يمنية في الحرب ستكون بالطائرات المسيرة والصواريخ بكافة أنواعها ضد أهداف محددة وفق الخطة التي يقررها محور المقاومة، بالتالي  أن الإمكانيات المتوافرة لدى دول محور المقاومة قادرة على وضع حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس جيرالد فورد” خارج الخدمة. كما أن الضربات قد تتجاوز الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى الممرات البحرية والقواعد الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر والضفة الأفريقية من البحر الأحمر.

وعلى الطرف الأخر، إن إعلان انصار الله دخول الحرب رسمياً يعزز مكانة الحركة اليمنية كعضو في “محور المقاومة” الذي تقوده إيران وسورية، و من ناحية أخرى، فإن التواجد العسكري الأميركي في المنطقة، واليمن تحديداً بات يشكل قلقاً ويلقى صدى واسعاً في أزقة البيت الأبيض، تتزايد وتيرته مع ارتفاع عدد هجمات المقاومة.

مجملاً… الدم الفلسطيني الذي سفكه ويسفكه الكيان الصهيوني غالٍ ولن يذهب هدراً ولن يترك شعبنا والمقاومة من يقترف هذه الجرائم البشعة مهما كان الثمن وسوف يطاردونهم في كل مكان حتى تطهر فلسطين من أعمالهم الخبيثة، لن ننسى أبداً شهدائنا الأبرار، ولن نغفر للنازية الجديدة ما سفكته من دماء الفلسطينيين، لذلك لا بد أن نستمر في طريق المقاومة لطردهم من وطننا، وإنطلاقاً من كل ذلك، يجب على واشنطن وإسرائيل وحلفاؤهم إعادة النظرة في الرهانات السياسية الخاطئة قبل فوات الأوان.

 وأختم بالقول إنها معالم المعركة الكبرى وملامح رسم شرق أوسط جديد يصنعه مقاومو لبنان وإيران واليمن والعراق ومعهم جنود الجيش العربي السوري في الميدان، إنها معركة الإرادة الواحدة والجبهة الواحدة في مواجهة عدو واحد وهجمة موحّدة، فتكاتف فصائل المقاومة في هي بمثابة سدّ منيع في مواجهة تنفيذ مخططات الكيان الإسرائيلي المشؤومة.

قد يعجبك ايضا