شكرا حماس … فقد كفيت ووفيت!!! / سماك العبوشي

سماك العبوشي ( العراق ) – الأربعاء 01/11/2023 م …




حين انطلقت عملية طوفان الأقصى المباركة في السابع من أكتوبر 2023، في ظل حصار شديد مفروض على غزة العزة والكرامة منذ 17 عاما، فإن قيادة حماس السياسية والعسكرية تدرك تماما حجم قدراتها العسكرية قياسا لما يمتلكه العدو الصهيوني من ترسانة أسلحة متطورة، يضاف لها استحواذ العدو وسيطرته المطلقة لأجواء وشواطئ غزة، علاوة على دعم قوى الاستكبار العالمي لها وعلى كافة الصُعُد والميادين!!

وبناء على ما تقدم، وفي ظل المؤشرات والمعطيات أعلاه، يتبادر للأذهان سؤال ملح يقول:

هل كانت قيادة حركة حماس السياسية والعسكرية تنتظر وتتوقع من معطيات طوفان الأقصى ونتائجها أنها ستحقق نصرا حاسما على دولة الاحتلال!!؟

والجواب على هذا التساؤل قطعا كلا، فهي تدرك تماما وبشكل واضح وجليّ بأنه لا مجال للمقارنة بين قدراتهم العسكرية المحدودة والمتواضعة وبين قدرات دولة الاحتلال الغاشم المسنود والمدعوم غربيا، باستثناء ميزة الايمان وقوة العقيدة وعدالة القضية التي يحملها أبناء غزة العزة عموما، ومقاتلو حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية المشاركة في معركة طوفان الأقصى خاصة.

إن جلّ ما كانت تتوقعه قيادة حماس من معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها تتمثل في تحقيق نصر ملموس ومؤثر يكبح جماح دولة الاحتلال ويمرّغ لها أنفها، بعدما سيطر الوهم على عقل قادتها أن الضعف المفترض لمعادلة غزة في الصراع يساعدهم على تصعيد سياساتهم في القدس والضفة الغربية، وبالتالي سيحقق لقيادة حماس ما يلي:

– سيجبر دولة الاحتلال لأن تعيد حساباتها ألف مرة إزاء سياستها الاستيطانية التوسعية وممارسات قطعان مستوطنيها في القدس وفي مدن وقرى الضفة!!

– إرباك مشاريع التطبيع التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية في منطقتنا العربية، وتوجيه لطمة قوية على صفقة القرن التي أطلقها ترامب قبل سنوات وصفق لها وأيدها بعض قادة أنظمة عربية خانعة منبطحة.

– إعادة الأضواء للقضية الفلسطينية التي خبت أنوارها وانطفأ أوارها في ظل جملة أسباب سنأتي على تبيانها لاحقا في هذا المقال.

 

لقد أحدثت عملية طوفان الأقصى فجر يوم السابع من أكتوبر 2023 وما تلاها من أيام زلزالا أمنيا وسياسيا مدويا في دولة الاحتلال، مما ستكون لها ارتدادات قوية على السياق الإقليمي والدولي المؤثر في ديناميكية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي تلمسنا بوادرها مؤخرا.

لقد أدرك الفلسطينيون مؤخرا بأنهم أصبحوا مهمشين، معزولين، كما وأصيبوا بخيبات الأمل في مستقبل قضيتهم في ظل:

أولا … وجود سلطة (وطنية) فلسطينية مهادنة لدولة الاحتلال من خلال ما أبرمته من تنسيق أمني معها وما ترتب عنه أن جعل قوات الامن الفلسطينية حارسا أمينا للمستوطنين من خلال كبح جماح المقاومين داخل الضفة ومنعهم من التصدي لقوات الاحتلال والمستوطنين الذين تزايدت اعتداءاتهم وانتهاكاتهم للحرمات والمقدسات!!.

ثانيا … اتساع نفوذ دولة الاحتلال وانتشاره في العالم العربي من خلال ما يبنيه من شراكات مع عدد من الأقطار العربية المتخاذلة والمنبطحة الساعية للتطبيع ( الرسمي )!!.

 

رب ناعق من أصحاب نظرية الانبطاح لدولة الاحتلال يحاول أن يتفيقه من خلال تشويه ما أقدمت عليه حماس في السابع من أكتوبر، فيلقي اتهاماته على عاتقه وأنها كانت السبب فيما جرى لغزة من تدمير ممنهج وإراقة دماء أبنائها، فأرد عليه بالتساؤل التالي:

عجبا لك أيها الناعق المنبطح الاثيم:

هل تريد من حماس أن ترضخ للإرادة الصهيونية كما رضخت قيادة السلطة الفلسطينية!؟.

فإن كان جوابه … نعم، فألطمه لطمة على فمه وأتساءل:

سبحان الله تعالى!!

وهل أن رضوخ السلطة الفلسطينية لإرادة دولة الاحتلال قد جنب المسجد الأقصى ومدن الضفة وقراها من ممارسات قوات الاحتلال والمستوطنين يا ترى!!؟

وأستطرد بالتوضيح لهذا الناعق المشبوه فأقول له موقنا واثقا وبالفم الملآن:

ربما فاتك أيها الناعق المتخاذل المنبطح أنه برضوخ حركة حماس والجهاد الإسلامي وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية الحرة والممسكة المتشبثة بسلاحها، فإن قضية فلسطين ستنتهي ويطويها النسيان والى الابد، لاسيما في ظل انبطاح انظمة عربية وتطبيع بعضها ومساندتها لدولة الاحتلال من خلال تشديد حصارها على غزة العزة والكرامة!!.

 

ختاما أقول لأبناء غزة العزة ما جاء في كتاب الله تعالى:

” وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”… (آل عمران: 139، 140).

قد يعجبك ايضا