مركز شمس يندد بالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم جباليا ويدعو المؤسسات والأحزاب الديمقراطية في دول العالم لتوحيد جهودها لتشكيل تيار عالمي لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني

الأردن العربي –  الأربعاء 01/11/2023 م …




رام الله : استنكر مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” ما أقدم عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة من ارتكاب مجزرة مروعة بحق المدنيين الأبرياء في حي مكتظ بالسكان بجانب المستشفى الإندونيسي في مخيم جباليا شمال قطاع غزة يوم الثلاثاء الموافق 31/10/2023م والتي راح ضحيتها حوالي (400) شخص من المدنيين ما بين شهيد جريح غالبيتهم من النساء الأطفال إضافة وتدمير الحي السكني بالكامل، حيث استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة دولية مكونة من(6) قنابل تزن كل قنبلة منها (1) طن، وتبين أن غالبية الضحايا يعانون من حروق وتشوهات بالغة كما صرح مدير المستشفى الإندونيسي في تأكيد على أن تلك الأسلحة محرمة دولياً وتأثيرها بالغ الأثر ويزيد من الألم والمعاناة الدائمة حتى للجرحى والمصابين .

 

كما وشدد مركز “شمس” على أن هذه المجزرة هي جزء من مسلسل المجازر والمذابح اليومية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بوحشية خلال عدوانه على قطاع غزة والتي تطال كل ما هو فلسطيني بنية القتل والإفناء والنفي والتهجير ، إذ تمعن آلة القتل والقمع الإسرائيلية في جرائمها بحق الشعب الفلسطيني ضاربة بعرض الحائط كافة القيم والمثل الدينية والأخلاقية والمواثيق والأعراف الدولية التي تحمي حقوق الإنسان وتصون كرامته وخاصة في أوقات الحرب والنزاعات المسلحة.

 

وندد مركز “شمس” بالصمت الدولي عن تلك الجرائم التي تستهدف المدنيين والمناطق المأهولة بالسكان في إمعان بالجرائم عن سبق إصرار من قبل الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع العالم أجمع الذي لا يحرك ساكناً لوقف تلك الجرائم، وسياسة المعايير المزدوجة التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بل أن بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية تقدم الدعم المالي والعسكري بأحدث الأسلحة الفتاكة والمتطورة والأكثر تدميراً وترسل أساطيلها البحرية لمساعدة الاحتلال في عدوانه وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، مما ينسف كافة القيم والمثل الديمقراطية وحقوق الإنسان ومبادئ الشرعية الدولية التي لطالما تغنت بها تلك الدول وادعت أنها تعمل على نشرها وحمايتها في أرجاء المعمورة .

 

واستهجن مركز” شمس” الصمت العربي والإسلامي الرسمي على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين أثناء عدوانه المجرم على قطاع غزة من قتل وتدمير وتهجير، إذ تنحصر تلك المواقف في بعض التصريحات والمواقف السياسية الخجولة والبيانات الركيكة التي لا ترتقي إلى مستوى الحدث وحجم الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، فالمطلوب اليوم من الدول العربية موقفاً قومياً بالتصدي للعدوان ووقفه .

 

كما وأشاد مركز “شمس” الموقف الشجاع لمدير مكتب المفوضية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في نيويورك(كريم مخيبر) والذي استقال منصبه بعد ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي لمجزرة مخيم جباليا احتجاجا على مواقف هيئة الأمم المتحدة وأجهزتها ومؤسساتها وعجزها عن اتخاذ أي قرار يوقف جرائم العدوان التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني .

 

وأكد مركز “شمس” أن ما يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة من أعمال عدوانية هي انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني وهي جرائم موصوفة بأنها جرائم حرب، وان المجزرة هذه التي ارتكبها جيش الاحتلال في مخيم جباليا هي جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، في إمعان واضح لانتهاك القانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقية لاهاي الرابعة لسنة 1907م والتي نصت على(منع استخدام الأسلحة والقذائف والمواد التي من شانها إحداث إصابات والآم لا مبرر لها)، وانتهاك لاتفاقية جنيف الرابعة المؤرخة في 12 آب لسنة 1949م والتي تدعو إلى حماية المدنيين وخاصة النساء والأطفال في النزاع المسلح وإبعادهم عن أماكن الاشتباك والعمليات الحربية وتوفير الحماية الخاصة لهم . كما وأكدت المادة رقم (33) من الاتفاقية على أنه (لا يجوز معاقبة أي شخص محمي عن مخالفة لم يقترفها هو شخصياً، وتحظر العقوبات الجماعية وبالمثل جميع تدابير التهديد أو الإرهاب)، كما أن هذا العدوان الجديد انتهاك جسيم للمادة رقم (8) من نظام روما الأساسي الخاص بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية لسنة 1998م والتي تحظر(تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين بصفتهم هذه أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية).

 

وطالب مركز “شمس” هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة وكافة المؤسسات الدولية الحكومية والغير حكومية، بما فيها منظمة الصليب الأحمر الدولي، بضرورة القيام بواجبها الإنساني والأخلاقي والقانوني والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني، ويدعو القوى الديمقراطية في كل دول العالم بضرورة التحرك الفوري وتوحيد جهودها لتشكيل لوبي عالمي ضاغط لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وتشكيل فرق متخصصة من خبراء ومحامين وفقهاء في القانون الدولي لتقديم شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية والى القضاء الوطني لبعض الدول الديمقراطية التي تسمح أنظمتها القانونية بذلك لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيلية على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.

قد يعجبك ايضا