كلمة في شهيدة الموقف الوطني والكلمة الحرة، المرحومة ديانا فاخوري / عاطف زيد الكيلاني

الأردن العربي – الأربعاء 19/4/2023 م …




كتب عاطف زيد الكيلاني …

رحلت عن عالمنا إلى عالم الخلود قبل بضعة أيام المرحومة المناضلة والمفكّرة القوميّة الأستاذة ديانا فاخوري.

كانت الراحلة الكبيرة إحدى أهمّ كتّاب ” الأردن العربي “ إن لم تكن أهمّهم على الإطلاق.

ابتدأت الكتابة عندنا في الموقع قبل أكثر من أربع سنوات، وفور تلقّينا أول رسالة منها، لمسنا أننا أمام قامة باسقة لمناضلة عروبية، تعلم تماما ما تريد، وتعلم أنّ أقصر الطرق لإيصال الفكرة هي الدخول مباشرة ودون مقدّمات في صلب القضية التي هي بصدد الكتابة عنها.

استحوذت الفقيدة على قلوب وعقول السادة قرّاء ومتصفّحي الموقع الذين أصبحوا ينتظرون مقالاتها بفارغ الصبر، لأنّها ببساطة كانت وبأسلوبها الرفيع والفريد تعبّر عما يجول في خواطرهم وما تختزنه ضمائرهم … كانت المرحومة ديانا فاخوري هي الضمير الحيّ لشعوبنا العربية.

كانت ديانا سيدة عربية الهوى والإنتماء، ولو أردنا وصفها لقلنا أنها سيّدة عربية أردنية، مسيحية الديانة، مشرقية الهموم، إسلامية الثقافة، بوصلتها الدائمة كانت فلسطين.

لن ننسى كيف أنها كانت – رحمها الله – تستشهد بالكثير من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبويّة الشريفة في كل مقالاتها دون استثناء، وإن دلّ ذلك على شيء، فإنّما يدل على إيمانها المطلق بثقافة التسامح وقبول الآخر واحترام شديد لثقافة المجتمع الذي تعيش فيه.

ولن ننسى أيضا تلك الجملة الرائعة التي كانت تختم بها كلّ مقالاتها: دائمة هي فلسطين، والدائم هو اللهنصركم دائم … الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون “.

حتما سيفتقدها أهلها وذووها وأصداقاؤها ومعارفها، ولكننا في ” مدارات عربيّة ” أيضا سنفتقدها … سيفتقدها آلاف القرّاء والمتصفحون، وإعرابا عن احترامنا الشديد للمرحومة ولمنجزها الفكري سنعمل في ” الأردن العربي “ على تخصيص زاوية خاصة للراحلة الكبيرة ، نعيد فيها نشر كلّ مقالاتها.

أخيرا …

أسفل هذا المقال تجدون صورة لحفيدة المرحومة ديانا فاخوري ( المسيحيّة ) والتي تحمل اسمها، توزّع  الماء والتمر ذات رمضان في عمان رافعة شعار انطون سعادة، كما هو واضح في الصورة:

“كلنا مسلمون لرب العالمين؛ منا من اسلم لله بالقرآن، ومنا من اسلم لله بالإنجيل، ومنا من اسلم لله بالحكمة” .

حقّ لنا أن نحزن يا سيّدة القلم والموقف والكلمة الحرّة المسؤولة.

فإلى جنّات الخلد مع الأنبياء والقديسين والشهداء …

قد يعجبك ايضا